ذبابة بشرية > مراجعات رواية ذبابة بشرية > مراجعة Youssef Yousry

ذبابة بشرية - هانز أولاف لهلوم, يارا أيمن
تحميل الكتاب

ذبابة بشرية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ذبابة بشرية

مقدمة

رواية ذبابة بشرية هي رواية من تأليف الكاتب النرويجي هانز أولاف لاهلوم عام 2014.

عنوان الرواية مثير للاهتمام، انتظرنا ربع صفحات الرواية تقريبا حتى نعرف ما هي تلك الذبابة البشرية التي يقصدها الكاتب وأختارها عنوانا لهذه الرواية، جاءت الإجابة على لسان بطلة الرواية باتريشيا التي تقول

❞هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة، ❝

القصة تدور حول مقتل هارالد أوليسين بطل المقاومة السابق أثناء الحرب العالمية الثانية، لا يوجد أية أدلة على مرتكب الجريمة، كل الجيران مشتبه بهم ولديهم دافع بشكل ما لارتكاب الجريمة، وهنا يقود التحقيق المحقق الشاب كريستيانسن الشهير ب “كي 2” بمساعدة باتريشيا شديدة الذكاء التي أعتبرها شخصياً بطلة القصة الحقيقية، الرواية هي أولى الروايات في سلسلة أعدها كاتبنا.

الكاتب في رأيي أعاد إحياء -إن جاز التعبير- الروايات البوليسية ذات المكان المغلق، فتلك الروايات تميز بها أجاثا كريستي وأرثر كونان دويل، ويظهر جلياً تأثر الكاتب بهما فتعتمد عليهما كثيراً باتريشيا في تخيلها لسيناريو الجريمة أو طريقة تفكير القاتل، بل وتذكر روايات محددة لهم في أكثر من موضع مثل شارلوك هولمز، جريمة في القطار السريع ومقتل روجر أكرويد، كان للرواية طابعها الفريد بالرغم من تأثر الكاتب بهؤلاء الكتاب.

الحبكة وتسلسل الأحداث

جاءت وتيرة الأحداث متوازنة، ففي أيام التحقيق العشرة كان هناك دائماً أحداث مثيرة للاهتمام حتى وإن هدأت الوتيرة قليلاً في بعض الأحيان، فلم أشعر بالملل على مدار الأيام العشرة ولا في اليوم الأخير الذي يعتبر خاتمة للقصة. شعرت في نقطة ما بالملل قليلاً من ذكاء باتريشيا الحاد وتوقعها لكل شيء، لكن مقتل كونراد جينسن وخطأ تقدير باتريشيا سرعان ما أزال ذلك الملل.

عند نهاية القصة وجدت الحبكة بسيطة رغم تعقيدها الشديد وغموضها في البداية وهذا يحسب للكاتب.

الخلفية التاريخية

معرفة ودراسة الكاتب للتاريخ تظهر واضحة من خلال الرواية، فالكاتب يحدد زمن 1968 للرواية وتبدأ الأحداث بجريمة القتل في نفس يوم مقتل الناشط الأمريكي مارتن لوثر كينج، ويظهر اهتمام الكاتب بالتاريخ خاصة بالحرب العالمية الثانية وعلاقة النرويج بأمريكا. فالكاتب يعود بنا لزمن الحرب العالمية الثانية ويبحث معنا عن ارتباطها بالجريمة.

الشخصيات

تأثر الكاتب بكون عمته تعرضت لمصير قريب من مصير كونراد جينسن الذي لم يستطع الحياة بشكل عادي بعد الحرب العالمية الثانية وتعرض لرفض مجتمعي كبير عانت منه عمته مثلما عانى منه كونراد، وكان ذلك ملهماً للكاتب في نسج شخصيات الرواية بالتأكيد كما يذكر في نهاية الرواية وكذلك يهدي لعمته الرواية.

على الرغم من اهتمام المحقق بشكل مبالغ فيه بعض الأحيان بأبعاد شخصية بعيدة عن التحقيق، إلا أن هذا ساعد على فهم الشخصيات وتكوينها ودوافعها، لم نعد نتعامل هنا مع مجرد بعض المتهمين المحتملين ونبحث عن دليل أو دافع لارتكاب الجريمة، بل صرنا نتعاطف مع الشخصيات. فكونراد جينسن يشعر بالوحدة ويتعرض لرفض مجتمعي كبير من بعد نهاية الحرب، وسارة ساندكفيست عاشت بدون أب أو أم، و أندرياس جولستاد أو ديرفوت مثلما كان يطلق عليه قُتل والده برصاص الألمان، ورأى الأهوال في طفولته أثناء تهريب اللاجئين هرباً من بطش الألمان، وراندي هانسن توفر النقود اللازمة للحياة بصعوبة وزوجها على حافة الموت في المستشفى، وكريستيان لوند عاش بدون أب، وداريل ويليامز فرقت الظروف بينه وبين حبيبته.

نلاحظ أن كل الشخصيات تقريبا كان لديهم ما يخفونه عن المحقق خوفاً من الارتباط بالقضية، وهو ما نكتشفه خلال الرواية.

شخصية هارالد أوليسين شديدة التعقيد بالطبع، فهي شخصية متشابكة مع كل شخصيات الرواية. ولكننا نفهم شخصيته بشكل أوضح من خلال مذكراته ونتفهم كذلك وصيته على غرابتها.

أحبطت قليلاً من قلة قدرة المحقق “كي 2” على الاستنتاج وقيادة باتريشيا الفعلية للتحقيق.

شخصية باتريشيا كانت الأكثر روعة، كأنها خليط من شارلوك هولمز وجان ماربل مجتمعين.

شخصية أندرياس جولستاد أو ديرفوت كانت الأكثر إثارة بالطبع، مفاجأت الشخصية لم تنتهي حتى بعد القبض عليه. وتعقيدات تلك الشخصية مفهومة نظرا لما مرت به.

الترجمة

الرواية مترجمة عن الإنجليزية للمترجمة يارا أيمن.

الترجمة جاءت موفقة جداً ولم أشعر بأفتعال الألفاظ أو غرابتها، أحيي المترجمة يارا أيمن وأتمنى أن تترجم باقي أجزاء السلسلة.

تقييمي للرواية

الرواية أعجبتني وأعتقد أنني سأقرأ باقي أجزاء السلسلة وأعتبر أنها رواية رائدة في الأدب الاسكندنافي.

 

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق