ذبابة بشرية > مراجعات رواية ذبابة بشرية > مراجعة دنيا محمد نجيب

ذبابة بشرية - هانز أولاف لهلوم, يارا أيمن
تحميل الكتاب

ذبابة بشرية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ذبابة بشرية

الكاتب : هانز اولاف لهلوم

القاتل : مجهول حتي تنكشف أركان الجريمة !

القتيل : هارالد اوليسين (شخصية بارزة ومعروفة كسياسي و بطل شعبي قديم)

المكان : بناية شارع كريبس شقة 3أ

المحقق :كولبيورون كريستيانسين

المشتبه بهم :

*كونراد جينسن / علي راس قائمة المشتبهين كون له سابقة تاريخية مظلمة عندما كان عضوا في الحزب النازي النرويجي و ضلَّ لهذا السبب طوال حياته متهماً ومحاصراً بالخوف لإنه كان نازياً في عهد قديم (عندما تكون بلا عائلة ولا اصدقاء!!) ..حتى أنه أسمى سيارته التي يعمل عليها "بيتر" وعقد صداقة روحية معها وهذا الجانب رغم قصره وذكره عرضا إلا انه كان ذا أثر !

*سارة ساندكيفست/،طالبة سويدية يهودية ماكرة وساحرة الجمال والتي لم تكن بعيدة عن الاشتباه كونها تكتشفت ان لها علاقة ما بالقتيل تتفكك اركانها رويداً رويداً .

*داريل وليامز / دبلوماسي اميريكي الذي يقطن في الطابق نفسه الذي قطن به الضحية يبدو بعيداً عن الأحداث مدعوماً من سفارته بقوة ولكنه بطريقة ما كان طرفاً في نزاع قديم وإن لم يكن سياسياً

*الزوجان لوند (كريستيان و كارين) كم نجحا طوال الوقت في اظهار صورة الزوجين المتحابين المتوافقين تماماً .. زوج ناجح وسعيد وزوجة لم تعرف الا الترف والسعادة، ولكن... نقِّب خلف النجاح تجد آثاراً قميئة يلتف حولها ذباب العقل الباطن ويتجمل بقناع زائف!

*اندرياس جولستاد / قعيد يسكن الطابق الأرضي ودود وراقي ومكتفي مادياً وكريم بشكل ملحوظ وهادئ السمات لايعكر صفو هدوئه سوى ذكرى من الحرب تركت اثرا غائرا علي قلبه وملامحه كلما تذكرها واكن هل الي مدى يمكو ان تستهين يقعيد ؟!

*زوجة حارس العمارة / كانت كذلك ضمن المشتبهين رغم بساطة حالها وحرصها على خدمة وراحة الجميع إلا ان تاريح زوجها المحتضر كان ذا صلة وثيقة بالحرب ..إذ خلّفتهُ خرقةً بالية، ينازع الموت في أخريات أيامه وتركت لها عوزاً كانت تنجح بتغطيته لطريفة ما من خلال عملها في خدمة السكان

*باتريشيا بورتشمان /بالطبع لم نكن ضمن المشتبهين لكنها فتاة حادة الذكاء من معارف المحقق القدامى ووحيدة ابويها، سمحت له الظروف باللقاء معها بعد سنوات عدة ليكون لها دوراً اساسياً في كشف ملابسات الجريمة فهي فضلاً عن ذكائها، مدمنة للروايات البوليسية والجريمة وكشف الغموض -وإن حرصت على إبقاء أمر مساعدتها له سراً- كونها قد اعتزلت المجتمع بعد إصابتها في حادث حولها لفتاة قعيدة حبيسة كرسيها المتحرك وغرفتها بعد ما كانت شعلة نشاط .. وسنجد أثر آجاثا كريستي ومقولات شارلوك هولمز حاضرة وبقوة

يبدا التحقيق في جريمة مقتل هارالد اوليسن الغامضة

* في ليلة الخميس الرابع من ابريل 1968 من قبل محقق شاب حرص ان يعمل بجد في قضيته الاولى في تاريخه المهني ليكشف ملابسات جريمة غامضة سلاحها مفقود وملابساتها تزداد تشابكاً كلما طرحت التساؤلات ولكنها تسحبك في الوقت ذاته بسلاسة لتغوص في خلفياتها التاريخية والتي كانت الحرب العالمية العنوان الرئيس لها.. وما ادراك ماالحرب؟! وهل هم حقا ناجون ام انهم ذباب بشري يحوم حول ماضيه بنفس قوة حرصه علي ارتداء قناعٍ زائف (ذباب بشري)

"ذبابة بشرية" !!.. بدا للوهلة الأولى بالنسبة الي عنوان غريب!.. ولو أنه بعد قليل من الوقت تدرك المعنى وتفهم أن الجميع كانوا ذباباً بشرياً يحوم حول ماضيه التعيس بطريقة ما ، ماضٍ سببته الحرب اللعينة وطبعته الظروف ودمغه الاشخاص، ورغم أن الجريمة حدثت ف الستينات إلا أنها عادت بسرد تاريخي متقن لفترة اربعينات القرن تحديدا بين عامي 1944 -1945 ابان الحرب العالمية الثانية

اذاً فنحن أمام عمل روائي جمع بين سرد تاريخي وجريمة قتل غامضة أفرادها المشتبه بهم هم خليط من ابطال مقاومة وناجين ولاجئين ومهمشين وملاحقين بذكرياتهم المريرة تتعلق كلها بماض ظل ينخر فيهم رغم سمتهم الجديد .

تجد نفسك تشارك المحقق في الشك في كل شخصية إثر تحليل دوافعها و سير الأحداث يجعلك تشكك في الشخصيات جميعاً واحدة تلو الأخري بدوافع مقبولة لاحتمال ان يكون ايا منهم هو القاتل !

تنفك العقد، لتعود وتتشابك ثم تخطو خطوات جديدة متقدمة ومترابطة تساهم في فك الألغاز رويداً رويداً ... معطف واقي من المطر ،، رموز مذكرات ،، أسماء حركية ،، ورسائل انتحار !

مواقف بطولية لسنوات تنهار أمام موقف ضعفٍ وخيانة واحد ! ، أو جريمة قتل لا يدرك صاحبها من هلعه لحظتها لماذا ارتكبها .. فتكون كافية لجلد ذاته ليلة بليلة بالكوابيس والذكريات حتى تسلمه للهلاك!"

ورغم ذلك ..

لايخلو الأمر من تعاطف مع عديد من الشخصيات

إذ تنعطف بك الإحداث الى الجانب الانساني الذي يجعلك لا تدين اشخاصاً رغم ارتكابهم جرائم متباينة، بل تتعاطف معهم إذ تدرك أنهم كانوا مدفوعين من واقعهم المضطرب أو خائفين مطاردين !

وفي غمار ذلك كله...

تختبر الاحداث ذكاءك عندما يُخيل اليك أن اللغز قد حُلًّ ببساطة.. ولكن غريزتك تشكك!!

وتضيء ومضات من العاطفة خلال الأحداث لتغلف الأحداث بغلاف شفيف..

ذكريات الحرب الموجعة في الجزء الاخير من القصة عندما يتم التعرف على القاتل تجعلك تلقائياً تلعنها وتتخيل كيف كان ليكون كل شخص مبدعاً بمواهبه ومتزناً في ذاته وذهنه،، لولا بشاعة الحرب وتبعاتها .

أمـا ختام الرواية، فكان رائعاً بحق ومتقناً ومقنعاً ولايمكنك أبداً الا تتعاطف مع المجرم

..ولا يمكنك ألا تدينه أيضاً !

الرواية رغم ماتلبَّسها من غموض إلا أنها كانت ممتعة وتحمل في طياتها رسائل إنسانية وتدوينة لما يمكن أن يخلّفه آثر الحروب من خراب ممتد الأمد في النفوس، وكيف يمكنها أن تأخذ بصاحبها إلى اللحد حتى بعد أن يعم السلام بعقود!

وبرغم أنها قراءتي الأولى لهذا النوع من الأدب إلا أنها كانت أكثر من مجرد رواية جريمة وغموض وهذا مايحدث عندما يكون الكاتب مؤرخاً واديباً

علي الجانب الآخر ..

أعتقد اني صرت منفتحة الآن على هذا العالم ومستعدة لقراءة المزيد من هذا التصنيف سواء للكاتب او لملهمة "باتريشيا" آجاثا كريستي

تسـاؤل هـام :

هل يمكن حقاً التخلص من الماضي والتحايل علي العقل الباطن لتعيش حياة طبيعية ممتلئة لا تقرعها طبول كوابيس الذكريات كل ليلة؟! .. وإن كان ممكناً أليس ذلك بشروط قد يكون ثمنها أكثر من باهظ ؟!!

اقتباسات :

‏❞ أعتقد أن «هارالد أوليسين» نفسه كان من وراء بدلته وقناعه ذبابة بشرية، ولدي شك كبير أنه قُتل على يد ذبابة بشرية أخرى. ❝

❞ وجدت نفسي أتساءل ما الذي قد فعله رجل ميت في كل آلاف الساعات التي لا بد أنه قضاها هنا على مر السنين إلى جانب تناول الطعام، والتدخين، ولعن حظه. ❝

❞ أعلم أن بكاء رجل بالغ مثلي على سيارته أمر مثير للشفقة، ولكن «بيتر» كانت كأنها الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به، إن كنت تفهم قصدي. عندما تذهب إلى ساحة الخردة لن يكون لدي أي صديق. ❝

‏❞ رأيت أبي الحبيب لآخر مرة في تلك الليلة، وهو يبتعد برفقة الجنود. أطلقوا عليه النار بعدها بأسبوع. فقدت براءة طفولتي والكثير من إيماني بالإنسانية في اليوم الذي أطلق فيه الألمان النار على والدي. ❝

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق