الطاعون > مراجعات رواية الطاعون > مراجعة Rudina K Yasin

الطاعون - ألبير كامو, عاصم عبد ربه
تحميل الكتاب

الطاعون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 41/2023

الطاعون Plague

ابيرت كامو Albert Camus,

ان المبالغة في وصف اهمية الاعمال الجلية تنتهي أخر الأمر بتكريم غير مباشر للشر. لان ذلك فيه افتراضا انه ليس للاعمال الجلية هذه القيمة العظيمة الأ لانها نادرة , وان السوء واللامبالاة اشد واوفر تحريكا لتصرفات الناس . ان الشر القائم في الدنيا يصدر دائما عن الجهل , وبوسع النية الصادقة ان لم تكن نيرة متبصرة ان تحدث من الاضرار مثلما يحدث الخبث وسوء النية.

"أن عادة اليأس أسوأ من اليأس نفس"

مقدمة :

هذه المرة سنتوجه الى الجزائر وتحديدا مدينة فقيرة منسية اناسها بسطاء تعرضت لوباء قاتل قتل معظم السكان فنحن الان في عام 1940 بعدد صفحات 200 صفحة مع البير كامو المولود في الجزائر سنة 1913 والمتوفي عام 1960ىفي فرنسا ، حيث عمل صحفيا، ومحررا، ورئيسا لهيئة التحري، بالإضافة لكونه كاتبا مسرحيا وروائيا وناشطا سياسيا، وهو فيلسوف عبثي رغم نفيه المتكرر. تجاهل الفلسفة المنهجية، ولم يكن مؤمنا بالعقلانية، عمل على تأكيد العديد من أفكاره الرئيسة بدلا من مناقشتها، وقدم أفكاره في استعارات مجازية، وهذا ما رأيناه في رواية الطاعون على لسان أشخاص روايته. كان منشغلا بالتجربة المباشرة والشخصية.

نشرت الرواية عام 1947 واعتبرت رواية عبثية لانها تحدثت عن بلد محتل مندولة ثانية اهمل سكانه ولم يتم ذكرهم حيث لم يتم ذكر الا الاوروبيون والفرنسيون فانا كقارئ تسائلت اين الشعب الجزائري هنا في بلده ما هو دوره في الوباء ، وعندما ذكروا ذكروا على انهم عرب ، فكان الهدف واضحا جعل الناس تنسى ان هناك بلدا محتلا يعاني ما يعاني.

بين عام 1940 و2020: عام الحجر الصحي والوباء نعم كورونا التي حاصرت العالم حبستهم داخل جدران مغلقة كما حدث قي وهران هاجمهم المرض لكن الناس كما هيإذ صار الناس تتفكه وتقلل من خطورة الحدث، في البداية أنكر كثيرون ظهوره أصلًا والبعض قال إنه مجرد كذبة، متناسين أن الأوبئة ظهرت كثيرًا من قبل وتسببت في إبادة نحو نصف البشر على وجه الأرض.ثم يبدأ الناس من حولهم يموتون، في نفس المنطقة السكنية، ثم في نفس الشارع، ثم في نفس العمارة وفي نفس الطابق، ثم يدخل المرض بيتهم هم أنفسهم فتموت الأم أو الأب أو الابن بالفيروس، إنه تمامًا ما تحدث عنه ألبير كامو، عن طبيعة الناس في كل زمان، يميلون إلى الإنكار والتكذيب، حتى آخر لحظة، إنهم لا يصدقون إلا بعد فوات الأوان، والحديث ليس عن الأوبئة فقط، بل عن كل خطر وكل حقيقة غير مرغوب في تصديقها.

الرواية : الطاعون رواية مجازية تشرح لنا وضع مدينة مقطوعة عن العالم، تجسد وضع فرنسا الاستعمارية خلال الحرب العالمية الثانية. الوباء في كلتا الحالتين (أكان احتلالاً أو طاعوناً)، فصل بين المحبين والعائلات والأصدقاء. رامبير الذي حاول بكل الوسائل الخروج من مدينة وهران، جسّد صورة الفرنسيين العالقين في أرض محتلة والذين في النهاية وضعوا أنفسهم في خدمة مقاومة الاحتلال، وتحول سوء طالعهم إلى بطولة.

فالرواية تطرح فكرة رد فعل الناس تجاه النازلة العامة، عندما يصبح المجتمع كله فجأة فريسة لكارثة واحدة وخطر شديد مشترك، كيف يتصرف الناس عندئذ؟ خصوصًا عندما يتعلق الموقف بالموت والحياة، هل سيكون سلوكهم متضامنًا أم سيتعاملون كجزر منفصلة؟ هل ككيان واحد أم بشعور أناني لا يهم كل إنسان فيه إلا نفسه وأسرته؟ هل سيعلو الخوف على الوطن فوق الخوف على النفس أم ينتصر خوفك على نفسك على كل خوف آخر؟ وهل سيتفاعل الجميع إزاء الموقف تفاعلًا واحدًا أم ستظهر اختلافات أخلاقية وإنسانية وثقافية؟ البعض رغم اقتراب الخطر منه يحاول إنقاذ غيره من الموت، في حين أن البعض الآخر لا يترك له خوفه على نفسه أي رغبة في التعاطف مع الآخر، في الوباء ستعرف من سيكون مستعدًا لتعريض نفسه للخطر من أجل إنقاذ جار أو صديق أو حتى إنسان لا يعرفه لمجرد أنه إنسان، ومن لا يفكر إلا في إنقاذ نفسه، فالناس معادن والكارثة ستكشف عن حقيقة كل معدن، وعن ثقافته وعن أخلاقه بل وأفكاره ونوازعه.

البعض مع الكارثة سيبدو كأنه قد تغير للأفضل والبعض سيبدو كما لو أنه قد تغير للأسوأ، الكارثة في رواية الطاعون تضع كل إنسان أمام اختباره الشخصي، لكن الجميع سيشعر بنوع من الإهانة، فالموت بهذه الطريقة مع عدم توافر أي وسيلة حقيقية لمنعه يكسر كبرياء النفس، ويضع الناس جميعًا أمام إحساس بالضعف والضآلة، ولعل هذا هو جوهر الفكرة

تسلسل الاحداث: وهران، ذات يوم من شهر أبريل اكتشف الدكتور ريو جثة فأر عند مدخل بيته وهو خارج برفقة زوجته إلى محطة القطار، فهي ذاهبة إلى الجبال لتلقي العلاج بسبب مرض غريب أصابها. يلاحظ الدكتور في الأيام اللاحقة اجتياح المدينة من قبل جحافل من الجرذان التي تحتضر. في نفس الوقت يستسلم حاجب الطبيب لمرض عنيف وغامض. تتكاثر الوفيات بطريقة مخيفة. بعد الكثير من التردد تنطق الكلمة المخيفة: "الطاعون". أعلنت السلطات إغلاق المدينة بشكل كامل.

الحبس والخوف يغيران السلوك الجماعي والفردي للمجتمع رامبرت، الصحفي الباريسي المنفصل عن شريكته، يسعى عبثًا إلى الحصول على دعم ريو للعودة إلى العاصمة. يشعر كوتارد، الممثل الذي حاول الانتحار لأسباب غير معروفة، برضاً غامر لمشاهدة بؤس وتعاسة سكان المدينة. غراند، موظف في دار البلدية، انغمس أكثر من أي وقت مضى في كتابة الكتاب الذي يعيد كتابة الجملة الأولى منه باستمرار. يدعو الأب بانلو المؤمنين إلى التأمل في العقوبة التي أرسلتها لهم السماء. تارو يؤمن بالإنسان فقط؛ وببسالة هادئة، يضع نفسه تحت تصرف ريو، وسرعان ما قلده رامبرت. حيث زاد الصيف من قوة الطاعون. تنظم المدينة نفسها: يتم قمع الانتفاضات ودفن الجثث وحرقها على عجل.

استسلم السكان للقدر وللمرض بدون ذاكرة وبدون مستقبل، استسلام أبعد كل شعور بالحب. رامبرت، الذي عُرضت عليه فرصة لمغادرة المدينة، تخلى عن المغادرة. قرر القتال حتى النهاية مع ريو وتارو. احتضار الطفل (ابن القاضي أوثون) يحدث ثورة لدى ريو ويثير الارتباك في يقين الأب بانلو، الذي سيموت لاحقاً وهو يحمل صليباً بين يديه. في جو الخريف الدافئ، تصادق ريو وتارو. والجميع طرح على نفسه أسئلة لا جواب لها، ما الجدوى من هذا كله، هل هنالك قداسة بدون الله، لماذا كل هذه الضحايا؟ ومع قدوم الشتاء شفي غراند الذي أصيب بدوره واعتقد الجميع أنه هالك لا محالة، والفضل يعود إلى مصل جديد. تعود الفئران مرة أخرى إلى المدينة، ولكن هذه المرة على قيد الحياة.يتسبب البلاء في آخر ضحاياه: أوثون، ثم تارو، الذي يموت بهدوء في منزل ريو، الذي بدوره يستلم برقية تعلمه بوفاة زوجته. فُتحت أبواب المدينة أخيرًا. لنكتشف هنا أن الراوي هو الدكتور ريو نفسه، الذي أراد أن يشهد على الكفاح الذي يقوده الرجال ضد الشر. ويدعو إلى اليقظة والتنبه لأن الشر يمكن أن يعود في أية لحظة وفي عدة أوجه.

واخيرا : تحدثت الروايةبعد الرواية عن الخطاب الأخلاقي للبشر المرتبط بظرف سياسي تاريخي محدّد مع التوصيف الدقيق للوقائع في وقت الوباء، منحها مصداقيّة عابرة للأزمنة، علماً أنّ كامو قرأ عشرات الكتب عن تاريخ الأوبئة تحضيراً لكتابة روايته هذه. فيما بدا انحيازه للرّماديّة مناسباً في سياق مزاج "البرجوازيّة المعاصرة" التي تفضّل تجنّب المواقف الصريحة في الحروب الثقافيّة المفتوحة ضد الفاشيّة والعنصريّة العرقيّة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق