بورسعيد 68 > مراجعات رواية بورسعيد 68 > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

بورسعيد 68 - كمال رحيم
تحميل الكتاب

بورسعيد 68

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"ويشرعون في إخلاء بورسعيد…

فمع قسوة الغارات والأذى الذي لحق بالناس أخلَوا المدينة أسوة بما حدث في الإسماعيلية والسويس، ومكثنا قرابة الشهر وباصات ضخمة تقف عند المفارق والميادين، وكل باص معلق على واجهته وفي الأجناب لافتة مدون بها الوِجهة المتجه إليها: رأس البر، بلبيس، فارسكور، طنطا، المنصورة، وبلاد أخرى…

(…) فرغت بورسعيد كما تفرغ قارورة العطر من محتواها الذي يعطيها القيمة." - بورسعيد ٦٨ لكمال رحيم 🇪🇬

على الرغم من كوزموبوليتانيتها التاريخية الطاغية، لم تحظ بورسعيد بنفس القدر من التأريخ الأدبي كالإسكندرية، ولذا سعدت كثيراً بهذه الرواية التي صاغها رحيّم من ركام ذكرياته وخبرات حياته، فصارت بمثابة شهادة جيل بأكمله على مرحلة فارقة في تاريخ مصر، وهي فترة النكسة وحرب الاستنزاف التي تلتها من خلال ذاكرة المدينة الباسلة التي صارت مسرحاً لظرف إنساني مدهش.

هنا، تضطلع المدينة ذاتها بدور البطولة، إذ تصنع قصص أبطال الرواية جغرافيا إنسانية بمثابة خريطة وصفية لبورسعيد، حيث النادل اليوناني الذي يغضب حين نعته بالخواجة، ومالك مقهى الجيانولا الإيطالي الذي يتمسك بجماليات عصر مضى، والشاب الفرنسي المستعد للدفاع عن مصر بحياته، وغيرهم من المصريين والوافدين الذين صاروا نسيجاً حياً لمدينة تتسع للجميع.

ينقل رحيّم تابلوهات حيّة لمشاهد يصعب نسيانها، بعضها يتجلى فيه الفداء وتتجسد البطولة، وبعضها الآخر صادم ومؤلم، فها نحن نشاهد العدو الخسيس يقصف بلادنا ويُسقط مفرقعات في هيئة لعب أطفال مستهدفاً زهور الوطن، كما نشهد نوبات الهيستيريا التي تصيب البعض فيشتبه في الغير كجاسوس أو عميل أو يصيبه مس من الجنون جراء الخوف.

رواية هامة وتضم عدداً من التحولات الغير متوقعة، خصوصاً في نهايتها. أرشحها بقوة للمهتمين بتاريخ تلك الحقبة أو بتاريخ مصر الحديث عموماً.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق