📌 لم يخب ظنى قط فيما يتعلق باعتقادى أن مدينة

" الأسكندرية " ما حلت بعمل أدبى وكانت أرضها

ساحة لأحداثه إلا وزادته، وهجا و إلهاما وإبداعا

خاصة وأن إختيارها كموقع لأحداث هذه

الرواية تحديدا كان خيارا موفقا وذكيا للغاية.

فالرواية أشبه بالمثيولوجيا الأغريقية القديمة

والممعنة فى المأساوية الحياتية والتقلبات

الدراماتيكية الأنسانية العنيفة التى تعصف بأبطالها

وبالتالى كان يلزمها بيئة خصبة تلائم طبيعة الأحداث

وهل يوجد بقعة تتمتع بمكانة حضارية وتاريخية

تليق بتلك الأجواء الملحمية مثل

عروس البحر الأبيض المتوسط ؟!

📌 يقولون أن لكل إمرء من إسمه نصيب

ولكن " مريم " إبنة عمران بطلة هذه الرواية

كانت أبعد مايكون عن ذلك المفهوم

📌 كانت مريم فتاه سكندرية فقيرة يتيمة الأبوين

فقدت قداسة الأسم الذى تحمله ولم تعد بتولا بعدما

اغتصبها عنوة، شيخا وإماما لمصلى صغير كانت

تعمل لديه وتعتنى بمنزله وشؤونه

بعدها قتل ذلك الرجل على يد شاب

بلطجى كان ينوى الزواج من مريم

من ثم، اكتشفت مريم أنها حملت سفاحا

وعندما جاءها المخاض، لم تتوارى إلى جذع نخلة كالقديسة مريم العذراء أم المسيح عيسى عليهما السلام

وقطعا لم يسقط عليها رطبا جنيا، بل هى

التى سقطت جثة هامدة عندما ألقت بنفسها

فى حضن وليدها من فوق قلعة قايتباى!

📌 كيف قادت الحياه مريم إلى ذلك المصير المشؤوم؟!

وما هو سر تلك الهالة الخيالية التى تحيط بواقعها المرير !

📌 هذا ما تسرده لنا أسفار مريم ( الغير مقدسة) والتى

نخوض عبر صفحاتها رحلة إنسانية

شائكة مليئة بالحزن والألم

📌 تعاطفت مع شخصية مريم كثيرا، آلمنى تعاستها

وأشفقت عليها من نوائب الدهر التى تكالبت عليها

بلا رحمة، وإن كانت القصة فى حد ذاتها سندرك

‏أبعادها العميقة والحقيقية عندما نصل إلى

‏صفحاتها الأخيرة .

📌 هذا يعد العمل الروائى الأول

للكاتب الشاب والبوكتيوبر المتميز " طارق عز “

الذى يخطو أولى خطواته على الساحة الروائية

‏ صحيح أنه سبقها عدة تجارب قصصية

بعضها نشر ونال عنها جوائز مهمة

ولكن تبقى الكتابة الروائية لها خصوصيتها

المتفردة وتمثل البداية الحقيقية لأى كاتب

وهى انطلاقة مدهشة لقلم واعد لاريب

و ان استمر بذلك المستوى المتميز حتما

سيكون له مستقبل باهر على الساحة الروائية

وهو بالفعل برهن بهذا العمل أنه

يتمتع بكافة المقومات الأبداعية

والطاقات السردية المتفجرة التى تمكنه من ذلك.

📌 هل سنقرأ قريبا جزءا ثانيا من العمل؟!

ربما توحى نهاية الرواية بأن عز يخطط لتقديم

أجزاء أخرى، أو لعلها تشير ضمنيا إلى

أن الصراع لازال قائما وسيبقى مشتعلا

ولن ينتهى إلى قيام الساعة

كلا الأحتمالين أيا منهما وارد، وان كنت وفقا

لاجتهادى الشخصى ورؤيتى التحليلية

لمجريات الأحداث ومشهد النهاية

أرجح أننا بصدد حلقة أولى ضمن سلسلة

ملحمية فلسفية وإنسانية متعددة الأجزاء

( هذا قطعا مالم يكن الكاتب على ذمة مشاريع أدبية

من نوع آخر )

سيما وأن جوهر الصراع الحقيقى الذى تبلورت ملامحه

فى ختام القصة يعد بالمزيد الذى سيأتى بعد .

📌 لا يجب أن يفوتنى كذلك الأشادة بمصمم الأغلفة

الفنان " أحمد فرج "، والذى جسد صورة بانورامية

عكست بعضا من الأجواء العامة للرواية

📌 " أسفار مريم المحرمة “ عمل روائى قاسى ومؤلم

مستواه الأدبى العالى حقا فاجئنى وفاق توقعاتى

خوضت بداخله وبين صفحاته رحلة أدبية بديعة ومؤثرة.

‏