البحث عن وليد مسعود > مراجعات رواية البحث عن وليد مسعود > مراجعة Rudina K Yasin

البحث عن وليد مسعود - جبرا إبراهيم جبرا
تحميل الكتاب

البحث عن وليد مسعود

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 37/2023

البحث عن وليد مسعود

جبرا إبراهيم جبرا

اهم اقتباسات

"لماذا يسخط المجتمع على فكرة الحب؟ لأن الحب يحفز فى المحبين كل الدوافع التى يخافها المجتمع، و لا يبقى لرداع قيمة. الروادع، بالنسبة إلى المجتمع، مهمة للحفاظ على هيكل العلاقات السليمة بين الناس. ولكن الحب يتجاهلها كلها وكأن المحبين فى مجابهة مستمرة لإمكانية القتل أو الموت. وهذه المجابهة بالطبع تزيد من اللوعة والمتعسة، فيزيد التصميم عليها، وهكذا يدور المحبون فى حلقة مفرغة لا تنتهي.

"نحن ألعوبة ذكرياتنا، مهما قاومنا، خلاصاتُها، وضحاياها معاً. تسيطر علينا، تحلّي المرارة، تراوغنا، تذهب أنفسنا حسرات، عن حق أو غير حق. كيف نمسك بهذه الأحلام المعكوسة، هذه الأحلام التي تجمد الماضي وتطلقه معاً، هذه الصور المتناثرة أحياناً فوق سهوب الذهن، والمضغوطة أحياناً كالماسات الثمينة في تلافيف النفس"

جبرا إبراهيم: مواطن تلحمي من مدينة بيت لحم عاش في العراق له العديد من الكتب أبرزها شارع الاميرات والبحث عن وليد مسعود ولن اتحدث عن الباقي لأنني لم اقرئه، لكن عند الحديث عن وليد مسعود فنحن نقرأ لكاتب كان يبحث عن الوطن والإنسان فالسؤال المهم الذي يطرحه جبرا عبر صفحاته 429 هو " الوطن " لقد وجد المثقف الفلسطيني كل شيئ لكنه عجز عن إيجاد الوطن.

نكبة ونكسة: المثقف الفلسطيني هو نتاج حدثين مهمين، كان الثمن هو تشريد شعب وقتله وسلب ارضه منه حيث أصبح الفلسطيني مثل حجر النرد يجاذبه الجميع وعليه وحده ان يدفع الثمن لقد وجد جبرا نفسه كما وجد وليد نفسه، حيث أصبحت حياته كلها خارجية الهوى وخارج التجربة الجمعية الأصيلة.

انها رواية الشتات الفلسطيني، لكنّه شتات يتجاوز مفهوم المكان والزمان، حقيقته الموجعة ترتكز على تقلب الأجيال، لذلك اهتم المثقف الفلسطيني بالعلم والدراسة والمقاومة فهي أساس وعي المثقف وهي النتاج الوحيد الذي اخرجه المثقف , بل عرف من خلاله المقاومة وهو ما نجده مع فرحان مسعود والد وليد مسعود الذي ارتبط حضوره في الرواية مع بالطفولة الضائعة أي الماضي، لكن هنالك أيضا المستقبل في شخصية الابن مروان الذي منحه الكاتب فعل الحب داخل الرواية، والامل وبين شخصية فرحان الاب وشخصية مروان الابن يحضر وليد مسعود الذي يسرد أحداث طفولته بكلّ تجرّد، وبوجه خاص عندما يقرر الهروب من الواقع رفقة أصحابه، في كهف بهدف التعبد، إنّهم أصحاب الكهف.. هذا الهروب جاء رغبة في تحقير العالم، أي تحفيز أفعال من التواصل الوجداني القائم على النظرة الشمولية للعالم، غير أن تلك الحادثة أي الاعتكاف في الكهف أنتجت درسا مفاده أن هذا العالم هش، وليس كاملا بل لا يمكن أن يكتمل، وهذا ما يحملنا إلى قيمة الصراع الخفي بين قوتين متضادتين: قوّة تنطلق من الواقع، ولعل هذا يتصل بهول الشتات، وصدمته التي انبثقت واختبرت مبكرا عبر تلك الحادثة التي تحيل إلى التعلق بالماضي، وقوّة ثانية تنطلق من الحلم أي من الخيال الذي يطرح أسئلة المستقبل. هذه القوّتين أنتجتا بالمحصلة شخصية متفوقة ومعقدة هي شخصية مثقف.

أراد الكاتب الإجابة عن سؤال الوطن لان الإجابة عنه تقودنا الى التوازن العام في حياة المثقف الفلسطيني ذلك التوازن المتقلب بتقلبات الاحداث بصعود وهبوط مثل الفلسطيني تراه يتصدر نشرات الاخبار او بعيدا عن كل البعد عنها، لان الفلسطيني يبحث عن أصله وجذوره وهو ما أراد جبرا او وليد الوصول اليه والابتعاد عن التشكك، أراد ان يزيل كل ما علق في حياته وتاريخه من ما يعكر صفوها ليصل إلى المركب الأساسي والجوهر الأخير.

لقد كانت حوارات الأشخاص متقلبة لم يحاولوا معرفة مكان وليد بل من هو وليد من خلال أسلوب المذكرات والرسائل بحيث تقدم لنا جوانب مهمة من حياة وليد بالتوازي مع إظهارها لتأثير شخصياتها على وليد او تأثير وليد عليها إن صح القول. لقد كان وليد مسعود كالبؤرة التي تربط كل شخصية بمحورها وبمجرد اختفاءه تشظّت هذه الشخصيات وانفلتت من عقالها باحثة عنه في دواخلها أولا وفي الواقع المعاش ثانيا ، من مريم الصفار لإبراهيم نوفل لعامر عبد الحميد لكاظم لوصال "شهد" والكل بلا استثناء كان يقيّم وليد حسب ما كان وليد يضعهم في أحجامهم كانوا يرونه كما أراد لهم هو أن يروه.

"بعد أن يقول الأشخاص ما يقولونه، بعد أن يبرزوا عن تصميم أو غير تصميم ما يبرزونه ويخفون عن تصميم ماأو غير تصميم ما يخفونه، يبقى لنا أن نتساءل عمن هم في الحقيقة يتحدّثون؟ عن رجل شغل في وقت ما عواطفهم وأذهانهم أم عن أنفسهم، عن أوهامهم وإحباطاتهم وإشكالات حياتهم؟ هل هم المرآة وهو الوجه الّذي يطلّ من أعماقهم أم أنّه هو المرآة ووجوههم تتصاعد من أعماقها كما ربما هم أنفسهم لا يعرفونها؟" ص363

وليد مسعود لعله أقرب ما يكون لملامسة لسيرة الكاتب جبرا نفسه الفلسطيني المقيم في العراق البرجوازي الذي يحاول أن يكون أحد مفاصل النضال الفلسطيني في داخله فمثّله على الورق بشخصية مناضلة ومساعدة للمناضلين الممثلة بإبنه مروان. وليد مسعود في الرواية هو حديث الذات وصراع الآخر، هو نقطة الالتقاء لدى كل الشخصيات ونقطة انفصامها. إنه الفسيفساء البشرية، التي شكلتها ألسن الرواة وهو متن الرواية..

.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق