عطارد > مراجعات رواية عطارد > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

عطارد - محمد ربيع
تحميل الكتاب

عطارد

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"كنت أرى أننا في قاع الحفرة؛ رضينا بمجموعة من المرتزقة كمحتلين، بلا أي أمل في الخلاص منهم."

رواية "عطارد" التي وصلت للقائمة القصيرة للبوكر العربية لعام 2016، تتناول فكرة ديستوبية سوداوية عن المصير التي تتجه إليه الثورة المصرية بعام 2011، وتتنبأ الرواية بصورة قاتمة للغاية عما تلى ذلك من أحداث، وعندما تقرأ الرواية التي من المُفترض أن عنصر المُبالغة فيها عاملاً من عوامل الديستوبيا، ولكنك قد تجد الواقع الحالي ليس ببعيد عن ذلك الخيال، بل أننا نتجه إليه بسرعة مجنونة، إلى ذلك الخيال القاسي والدموي والجحيمي.

تبدأ الرواية بمشهد دموي مُقزز، كتحذير شديد اللهجة لمن ينوي أن يُكمل الرواية، فهذه فقط مجرد البداية، هذا الباب المؤدي إلى الجحيم، فإذا كنت تريد أن ترى شكله، فأدخل بقدمك اليمنى، وألقي نظرة وعش حياة، بعدما ساءت أحوال الثورة وتحولت مساراتها في بلد لا يكف عن الانحدار، تُقرر مجموعة من المرتزقة حكم مصر واحتلالها، فتصبح مصر مُحتلة لتصحيح مسارها، -هذا ما يُقال دائماً- فتنشأ المقاومة ضد الاحتلال من مجموعة من الضباط السابقين –للسخرية الشديدة- منهم بطل الرواية "أحمد عُطارد"، وتكمن فقرة المقاومة في قتل أكبر عدد مُمكن من الموالسين للاحتلال أو المنضمين إليه، أو حتى أفراد الاحتلال نفسه، ثم تتسع الدائرة لتشمل المواطنين كلهم، فعندما تعيش في الجحيم، لا فارق بين موت وحياة، بل الموت قد يكون رحمة لجحيمك.

الرواية كانت مُمتعة جداً في الثلث الأول، ثم فجأة انتقلنا إلى أجواء أخرى، ليست بنفس الجاذبية، ولكنها لا تزال غرائبية ممتعة، ولو كان بدأ بها الكاتب، ثم تصاعد بأحداث عطارد، لكان لهذه الرواية شأن آخر، فعلى الرغم من بعض الأفكار المجنونة المكتوبة بحرفية في الثلث الثاني، ولكنه لم يكن ليطغى على الثلث الأول، وآتى الثلث الثالث من الرواية ليكون بمثابة طوق الإنقاذ، والإتجاه إلى أقصى درجات الجنون والديستوبية في مشاهد مكتوبة بخيال من رأى الجحيم حقاً، وتتضح فكرة الرمزية التي ذُكرت بصراحة ومستترة في أغلب أجزاء الرواية، ثم تنتهي الرواية وتصمت الأصوات من حولك، كبطل الرواية، فقط سيتوقف الكون، لتتذكر مقولة "شكسبير" الخالدة: "الجحيم فارغ، كل الشياطين هُنا".

رواية "عطارد" للكاتب المصري "محمد ربيع" هي رابع تجاربي معه وأكون بهذه الرواية قد ختمت رحلة جميلة ومُمتعة مليئة بالتفاصيل المُدهشة والفانتازية والخيالية والواقعية والسياسية وكل ما تريد أن تُضيفه من تصنيفات، جذبني محمد ربيع من أول قراءة له، وسأنتظر دائماً جديده فهو بكل تأكيد أصبح واحد من كُتابي المُفضلين.

هذه الرواية ليست لأي قارئ فهي تختبر صبرك على تحمل المشاهد الدموية والمُقززة، ولكنها بكل تأكيد ستعصر قلبك عصراً، وستجعلك تتساءل دائماً حول مصير أي شيء: "ما الفارق؟"

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق