ليلى و فرانز > مراجعات رواية ليلى و فرانز > مراجعة شريف مصطفى

ليلى و فرانز - محمد علي إبراهيم
تحميل الكتاب

ليلى و فرانز

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"ليلي وفرانز.. الحرية والحب هما السبيل الوحيد لمواجهة الموت"

لا شعور يطمئن الإنسان أكثر من الحب، لكنه شعور ليس من السهل اقتناصه؛ فله العديد من التضحيات والآلام، وليس سهلًا العثور على من يمنح هذا الشعور بكل عطاء وأريحية، ولكن هل هذا الشعور يحرر صاحبه أم يوقعه في دوامات الخوف من المستقبل؟

نتعرف في هذا النص الروائي على "فرانسوا"، شخص عملي يحب الحياة، أيسلندي الجنسية، جاء إلى صعيد مصر في مهمة تخص عمله، ولم يكن يتوقع كيف ستتغير حياته بعد هذه الزيارة.

منذ بداية النص وهناك روح "كلاسيكية" عذبة تتجلى مع مرور الصفحات، فوصف الأماكن البسيط، وملامح الشخصيات الرقيقة، خلقت عالمًا خصبًا لرواية "كلاسيكية" ترتبط بالوجدان سريعًا، وتدفع فضول القارئ إلى جني المزيد من الخفايا مع مرور الأحداث.

السرد في الرواية مميز للغاية، قوي، وممتع، واللغة سلسلة مناسبة للحدث والزمان، سرعان ما تجذبك لتصبح جزءًا من هذا العالم الفياض بالتناقضات والمشاعر المكبوتة.

على أرض الصعيد نتعرف على "ليلى"، هذه الشخصية التي كُتبت بثراء مدهش، وأعجبني كثيرًا الاتفاق الروحي والفكري بينها وبين "فرانسوا"، فكلاهما يحملان أفكار متمردة، ورفض الواقع والموروث، ربما هذه الأسباب مع عوامل القدر جمعت بينهما في مصير واحد.

بدايات هذه العلاقة بين "ليلى" و "فرانز" شديدة العذوبة والإنسانية، تعارف بين ثقافات وعقائد مختلفة، فكيف يكون المستقبل المحبين مع الاختلاف في الأصول؟ وهل التضحية بالدين في سبيل الحب حرية أم جريمة؟

النصف الأول من الرواية سار بإيقاع ممتع، وعلاقات تتكون بشكل مبهر وممتع، أما عند المنتصف شعرت بتنامي متسارع لعدة أحداث غير منطقية، ضعفت الحبكة في كيفية حدوث الترابط بين الشحصيات المعقدة، فكيف بسهولة يمكن لأب صعيدي أن يوافق على زواج ابنته لشخص من "أيسلندا"؟ هل الدين وحده هو الحائل الذي يمنع القبول؟ أم العادات والتقاليد الراسخة في كل مجتمع ترفض تنوع الدماء وتجبر الجميع على تناقل الموروث في صمت تام؟ وكيف يحدث هذا التغيير الجذري لحياة "ليلى" في وقت قصير دون عقبات؟

تنوع النص بين الراوي الذاتي بتعدد الأصوات مع الرواي العليم، وتم ذلك بانسيابية وبساطة رائعة، تشعر أن الأصوات تتلاحم لترد على بعضها البعض، وتأتي لتكمل ما نقص، وتمهد للحدث القادم، مع التفكير في آفاق بعيدة تدور حول الشخصيات، وتتعمق في أفكارهم المتشابهة.

في بداية النصف الثاني من الرواية شعرت ببعض الإسهاب تحديدًا بعد السفر للخارج، ويمكن اختزال كثير من هذا الجزء، وربما إعطاء فرصة أكبر لتناول جانب المرض، الذي جاء قويًا واستحق مساحة أكبر من ذلك.

أعجبتني للغاية فصول "تاليا" ، لم أتخيل أن تحكي خلايا عن نشاطها وأفكارها، وكأن كل شيء في الكون يبحث عن الحب والحرية بطريقته الخاصة، حتى لو تسبب في الكرب والألم للآخرين.

ما يميز شخصيات هذا النص أنها شديدة الإنسانية، باختلاف العقائد والدول والأفكار تغلب الإنسانية على كل شيء، فهل حقًا يستطيع أن يعيش الإنسان بأي دين وأي هوية في أي مكان ويتمتع بحريّته؟!

نهاية النص جاءت متوقعة إلى حد كبير، لكن مؤثرة في ذات الوقت، حملت تساؤلات تتخللها كلمة "لو". فماذا لو لم ترَ "ليلى" أي شخص يدعى "فرانسوا"؟ هل كانت ستحقق تمردها من خلال آخرين أم تظل مكبوتة في إطارها المحدود؟ وماذا لو لم يستطع "فرانسوا" التضحية في سبيل حبه؟ هل سيكون أكثر سعادة؟

نص "كلاسيكي" مؤثر، وممتع، استطاع ببساطة الغوص في كثير من التساؤلات والتناقضات، من خلال حكاية قُدمت ببساطة وببراعة في ذات الوقت، لتكون رواية تنتصر بجدارة للحرية والتقبّل والجمال.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق