كثيرة هي الكتب التي تتحدث عن عشق الكتاب وشغف القراءة ، يعود اغلبها الى أدباء وكتاب معروفين ، وبعضها يرجع لقراء وهبوا حياتهم للقراءة ،فكان الكتاب ملازما وملهما ، صاحبا وموجها ،ومن هذه الكتب مايكون أكاديميا ،كيف تقرأ، و كيف تستفيد وتتذكر ما تقرأ ، أو ملخصات ومراجعات لبعض الكتب التي قرأها الكاتب

ولكن هذا الكتاب يقول عنه كاتبه ، انه حكايات وحواديت عن القراءة في حياته،حكايات من فيض الخاطر، من خيرات الذاكرة ، هدفها الأساسي الإمتاع والمؤانسة

وعندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب ،ستجد أن هدف الكاتب عماد العادلي قد تحقق وهو الإمتاع والمؤانسة أو ليست هذه هي إحدى فوائد الأدب

فأنت تستطيع قراءة الكتاب من الجلدة للجلدة دون كلل أو ملل أو استعجال أحداث أو سقوط إيقاع أو الإصابة بنعاس القراءة

وهذا مااستطاع ان يحققه الكاتب عماد العادلي بداية من حكاية (ولئة كولكااااان) الى (درس خان هام)

من خلال لغة بسيطة سهلة .

وأرى أن تميز هذا الكتاب، أنك ستجد نفسك في حكاياته ، في مكتبة ام شربات،وكتاب الشيخ عبد المرضى ،وحلم النجومية المبكر ، وشط العرب ياأستاذ ، وأول شراكة معرفية.

فحكاياته هي حكايتك، وان تبدلت الأسماء واختلفت بعض التفاصيل ، حكاية كل محب للكتاب شغوف بالقراءة.

وكذلك مايعتبر تميزا ، ان الكتاب تحدث عن بعض الكتاب والأدباء وذكر بعض الحوارات التي أجراها الكاتب معهم مثل ( خيري شلبي - صنع الله ابراهيم -د.احمد خالد توفيق -د.جلال أمين-أشرف عشماوي - المخرج محمد خان )

ذكر الكاتب أنه حدثت له تحولات فكرية نتيجة قراءة كتب بعينها مثل :

-كتيب صغير الحجم كله صور ملونة لحيوانات وطيور باللغة الإنجليزية (في المرحلة الابتدائية)

ظل هذا الكتاب أنيسه وسلوته وموجها لأحلامه التي تحولت جميعها لحيوانات وطيور وجبال وصحاري وانهار

-قصص مصورة ( علاء الدين والمصباح - البطة الكسولة - الأرنب والسلحفاة - الغزال المطيع )

-الفلسفة للصف الثالث الثانوي الذي غير نظرته للحياة، فبدأ بالبحث عن كتب الفلسفة

وكان هذا الجانب يحتاج تفصيلا أكثر من الإشارات المقتضبة

مما يحسب للكاتب أنه أضاف فصلا عن القراءة وفضلها وأهميتها ، ومما يؤخذ على الكاتب استرساله في حكايات لا صلة لها بموضوع الكتاب وهو حواديت عن القراءة مثل نوستالجيا الراديو والتليفزيون - رحلة البحث عن الثروة ، مشوار التعليم، حلم النجومية المبكر.فقد نسي انه لا يكتب سيرته الذاتية

وختاما :

ذكر الكاتب موقفا مع أبيه ،عندما طلب الأب مساعدته في نسخ كتاب ، فاقترح الابن تصوير ه بدلا من نسخه ،فذلك أسهل وأنجز وربما أوفر ، فقال الأب حكمة جديرة بالاتباع:

(يابني لو ماتعبتش في الكتاب مش هاقرأه ،لما اكتب الكلام مخي بيفكر فيه، وايدي الي بتكتب بتفكر، وعيني اللي بنشوف بتفكر ، وكمان بقرأة بصوت عال فبودي بيفكر ، وسوداني بتفكر ، لكن لو صورته هاديه في أي حته وهيتنسي )

ولاننسى وصية جاره المسن عندما زاره فرأى مكتبته ،فانبهر الرجل بالمجلدات الضخمة وكتب التراث فقال له : إياك وثقافة العناوين