الحكايات لا تنتهي ، ولكن ما يُميز حكايةً عن أُخري هو أسلوب الراوي في سرد القصة والمعني الذي أورده فيها ، حتي وإن كان التعريف بنوعية هذا العمل مُعنون بـ قصص قصيرة ، فإنها تتعاظم في حضرة الكتابة الخاصة جداً والأسلوب الساحر لطارق إمام ، تتعاظم في كُنهها ومعناها ، تذهب بقارئها أبعد بكثير حتي مما قصده طارق نفسه.
كل قصةٍ بذاتها هي مدخل لسؤال فكري وجودي عن ماهية الحياة والموت ، عن علاقة الفرد بالمدينة والتفاصيل التي تُحيط كليهما والتي تُسمي بالحياة ، عن الخيال الذي يتلبس الواقع فنتوه بينهما دون التفريق بين أي منهما ، عن علاقة المرء بالظلام والعتمة ورؤياه الحقيقية جداً داخلهما رغم التيه الذي يقع فيه من جراء الضوء !.
لم ينس طارق الحديث عن حكايات البحر ، عن الذين اعتادوا أن تضيع أعمارهم بين التنقلات والبلدان لا يهمهم سوي أن تمضي بهم الحياة إلي النهاية مهما كانت.
مجموعة قصصية مُثيرة ومُختلفة ، مُميزة بخيالها اللامحدود وبفلسفتها العبثية الحقيقية وبأسلوب الحكاية الخاص بطارق إمام.