⭐⭐⭐⭐⭐
تخيل ان ممكن أثاث بيتك يبقي بيحس و جواه مشاعر و حافظ ذكريات البيت زي اي فرد من افراد الأسرة.. طب تعالي نتخيل ان قطعة الأثاث دي هي مهد صغير (سرير رُضع) !
من اهم الجوانب الي انا كقارئ بهتم بيها لما اجي اقرأ عمل روائي هي ((الفكرة)) و طريقة تناولها و منظورها.. و هنا الكاتبة الشاطرة مي حمزة عرفت ازاي تعمل فكرة حلوة في عدد صغير نسبيا من الصفحات و فعلا أستمتعت بيها جدا
أحداث قصتنا بتبدء بأن في شخص (راوي) للاحداث بيقص علينا ميلاده او دخوله في الدنيا.. و بعد كدا بنكتشف انه عبارة عن مهد مكون من قطع خشبية صُنعت في الصين...
سرد العمل كان جميل جدا و في شيء عايز اتكلم عليه بخصوص طريقة سرد العمل (علي لسان المهد) كان جذاب جدا و صنع ليا شغف اني اشوف سرد احداث من منظور مختلف تماما.. من قطعة خشب🤨
دا خلق جو من الأستكشاف و الابتكار في طريقة رؤية الرواي للعالم الي حواليه..
اللغة كانت ممتازة و سليمة بعربية فصحي، كذلك الحوار...
كمان حابب أشيد بالوصف المكاني للعمل الي كان في قمة جماله و دقته و طبعا برده من منظور المهد.. وصفه لكل اجزاء البيوت المختلفة الي دخلها، وصفه للشخصيات و مشاعرهم (و هنا حابب اقف عشان اتكلم علي شخصيات العمل ♥️🤩)
احنا في العمل دا بنعيش مع المهد ٣ فصول.. الـ٣ فصول هم عبارة عن ٣ أسر مختلفة في البيئة الاجتماعية، الدين، الحالة الاقتصادية، و الاهتمامات..
يعني مثلا اول أسرة كانت أسرة ثرية عايشين في قصر، الثانية كانت فقيرة جدا و تعتبر من الطبقة التي يطلق عليها (الطبقة الكادحة)، ثالث أسرة هي المتوسطة الحال..
ف طبعاا و بكل تاكيد الـ٣ أسر المختلفين في كل حاجة دول مش هيتكلموا زي بعض، اهتماماتهم مش زي بعض.. بل و مشاكلهم الحياتية مش زي بعض..
عرفت الكاتبة تخليني اعيش مع كل أسرة و أتعايش معاهم من منظور المهد بنجاح شديد، عرفت تخليني أتأثر بمشاكل حياتهم المختلفة و بالذات اخر قصة.. فهي بالنسبة لي أكثر قصة مؤثرة و واقعية 😓
وطبعا التلاتة كانوا من ارض الواقع للاسف...
و بما ان (المهد) هو بطل قصتنا في بالتأكيد كان لازم الكاتبة تعمله خلفية تاريخية.. ايوا زي ما انت قريت كدا خلفية تاريخية لـ(سرير رُضع)
و كمان مشاعر و تعلق وحب و أشتياق.. ف انا خرجت من دماغي ان المهد كونه شيء جماد لمخلوق عنده مشاعر.. و دا كان شيء لطيف جدا♥️
الخلاصة.. عمل قصير.. ممتع جدا.. هتعيش معاه في ٣ حيوات مختلفة.. من وجة نظر راوي مختلف.. مع لغة جميلة و سرد سلس♥️