الياقوت > مراجعات رواية الياقوت > مراجعة شريف مصطفى

الياقوت - أمجد الصبان
تحميل الكتاب

الياقوت

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"الياقوت.. صراع الحريّة بين الحقيقي والمزيّف"

لكل إنسان حقه الكامل في أن يتخيل، ويعمل، ويحلم، لكن في النهاية هناك الكثير من القيود التي تُفرض عليه، وتتحكم في تقلّبات حياته، وتحدد له إن كان سيعيش مستقلًا بذاته وطموحه، أم سيصير شبيه غيره في منظومة مجتمعية محبطة.

في هذا النص الروائي البديع نتعرف على "منسي"، مواطن بسيط، حياته مليئة بالضغوط والتناقضات، ربما لم يعرف الحب، ولم يعرف الحرية، لكن حدث يومًا ما أن يطمح في حريّته ولو ليومٍ واحد.

بلغة بديعة، وسرد مُحكم مشوّق، نرى رغبة "منسي" في الفوز بحريّته، وأن يعيش يومًا مع الملك فاروق، بعدما قرأ خبرًا في جريدة يسمح له بهذه الفرصة كي يلتقط صورة معه.

لأول مرة شعر "منسي" أنه صاحب قرار، عاش حياته منساقًا لا يملك حق الكلمة، تعثّرت علاقته مع أسرته وتقبّلها، أما في ذاك الحدث شعر بأهميته، ولو كان مجرد شعورًا زائفًا.

يسير منسي في رحلته لهدفه دون تخطيط، وطوال الرحلة يقابل ما يثير تساؤلات تواجه مصيره، أهذا يحدث فعلًا أم مجرد وهم؟! هل هو شخص ذو قيمة وبصمة مع من حوله أم مجرد مهرج زائف لا يملك إلا تمثيل الضحك بأمر من وراء الكواليس؟! هل مواجهته للمخاوف وركوبه للدبابات سابقًا دليل لبطولاته وشجاعته أم مجرد ستارًا شفافًا يخفي ضعف شخصيته ووجوده الشبه منعدم؟!

مع تطور الحدث، وتسارع إيقاع الرواية تظهر مفاجآت وخبايا لا يتوقعها "منسي"، وأبدعت اللغة التصويرية في نسج الأحداث بشكل سينيمائي عبقري، فرغم قلة الوصف إلا أن الصورة في الذهن مكتملة بهيئة رجال الملك، وصوت السيارات، وألوان الملابس والفساتين، فهي صورة قوية، ذات معانٍ عميقة رائعة نجحت في خلق هوية جديدة للنص بإمضاء روائي محترف.

جاءت نهاية النص مفاجئة، وكنت أطمع في المزيد، ربما يخفي "منسي" الكثير الذي لم يظهر، لكن تظل نهاية الرواية موفقة.

نص روائي عبقري، أدب من الطراز الرفيع، تساؤلات تثار في كل الصفحات، وشخصيات تمثّل كثيرين في عدة أزمنة، وتشويق يتضاعف مع تطور الأحداث. هي رواية تتفرد بشخصية قوية، واستطاعت خلق متعة أدبية استثنائية، واتّسمت بتمرد جريء على التاريخ المحفوظ؛ فحققت نصًا فنيًا رائعًا له حق الخلود في سماء الإبداع الأدبي.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق