لعبة البيت > مراجعات رواية لعبة البيت > مراجعة Fedaa El Rasole

لعبة البيت - إيمان جبل
تحميل الكتاب

لعبة البيت

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كثيراً ما تتلاعب بنا الأحلام من فرط إندماجنا في أحداثها ووقوعنا أسري لحياة الحلم المؤقت التي من الممكن ألا تستطيع أن تفرق بينها وبين حياة الواقع من فرط الإنغماس في كليهما.

تيه ، كان عنوان حالة ماتيلد ، في أوقات يراوغك عقلك ، تُفاجأ بأحداث غير متوقعة ولا مفهومة تقع مُباشرة بلا أي مقدمات ، حينها يُصاب العقل بصدمة الحقيقة ، تأخذه سِنة من الوقت ليستوعب ما هو واقع فيه ، ومن شدة خيال الوضع وعدم معقوليتة يُمكن أن يُهيأ لك أنك تحيا الآن في حلم.

من أين تبدأ كتابة الرواية ؟

البداية والنهاية هُما عُقدتا أي كاتب ، من الممكن أن تمتلك الفكرة ، وتتوصل إلي أسلوب أمثل لعرضها بطريقة تنال إعجاب القارئ أو يفهم منها ما الذي أرادة الكاتب بالحكاية كلها ولم قرر أن يروي هذه القصة بالتحديد.

لكن حين يتعلق الأمر بنقطة البداية وتفاصيل النهاية فثمة صراعات كبيرة تدور بداخل عقل الكاتب حتي يتوصل إلي حل مناسب يرضيه ويرضي قارئه.

الرواية أمر بالغ التعقيد ، من الممكن أن تبرع في كتابة القصة ، اليوميات ، السيره الذاتيه ، يُهيأ لك حينها أنه بالإمكان أن تكتب ولو روايةً واحدة ، تُناديك الفكرة ، تمتلئ بك أكثر ، تُقرر أن تخوض التجربة وحينها فقط تُفاجئ بالحقيقة.

لم أعرف بعد تفاصيل أكثر عن حياة ماتيلد وعمتها ليلي ، لكن البداية تشي أن وراء هذه العلاقة الكثير ، لكنه صراع واحد فقط يدور بينهما وهو الأبرز ، صراع الموهبة والفن ، فـ ماتيلد كاتبة نُشر لها عدة أعمال وتيسر علي خُطي أبيها الكاتب الكبير ، أما عمتها فـ تمتلك الكثير من الذكريات والحكايات ودفاتر المذكرات والسيرة وعداد لا نهائي من الصور والتفاصيل ، ولكنها عاجزة في مُجاراة ابنة أخيها في الموهبة التي تخلق قصة أو تُزينها بما يليق أن تخرج به لقارئ علي أنها رواية.

عندما ينحصر أعداؤك في قوالب ظاهرة يمكن أن تتعامل معهم ، تتوقع من خلال هيئاتهم ما ينوون فعلة ، من السهل أن تعرف كيف يُفكرون وحين يأتي وقت التنفيذ كيف سيفعلون ما أنتجه عقلهم ، لكن مواجهات الصفات المُبهمه الغير متجسده علي هئية مرئية أشد وأصعب ، ومنها مواجهة الخوف.

الخوف من الأهل ، من مغادرة حلقة الأمان التي تظل في المنزل ، الخوف من التجربة نفسها ، فكرة أن تصنع إنساناً علي هيئة وحدك من تراها وتؤمن بها وتعطي له وتمنع عنه بأمرك لا بحقه في أن يحيا كما يريد ، هي نفس فكرة السجن ، والسجون ليست بمنظورها المتخيل للجميع ، فالسجن عادات وأفعال وأوضاع يوضع فيها المرء بسيف من التربية ولا يملك حق مغادرتها أو حتي المحاولة في الفرار منها ، والسجن الضيق الذي توضع فيه مع نفسك وأنت طليق في براح الحياة لهو أصعب وأقسي من ذلك السجن الحقيقي.

البيوت يمكن أن تكون ملاذات آمنة ، وسجوناً مُحكمة ، يمكن أن تضع بداخله عالم كبير يغنيك عن العالم الحقيقي ، ويمكن أن يضيق بك وبنفسك فتشعر حينها بأنك مغترب داخل مكان من المفترض أن يحويك كوطن ، يمكن أن يكون البيت ذِكراً ثانوياً في تفصيلة هامشية في الرواية ، ويمكن أيضاً أن يكون هو بطل الحكاية الأوحد التي لن تُكتب إلا من خلالة ولن تكتمل إلا به.

البيوت لعنة تعرف كيف تحور نفسها في كل حكاية لتخرج لك عشرات النسخ المتباينة التي بالكاد يمكنك تمييزها أو حتى الإشارة إليها كونها تنتمي لكيان واحد.

رواية خفيفة رغم أبعادها الثقيلة التي تُلقي بظلالها علي حياة أبطال العمل وأمراضهم الخاصة ، مُغلفة بنكهة حيرة الكاتب حينما لا يعرف من أين يبدأ كتابتة وكيف يستكملها ومتي يُنهيها ، حتي حينما حاولت ليلي أن تصنع نهاية مختلفة لحياة جديدة واجهت أثر الماضي الذي لا يهدأ ولا يزول حتي وإن زال البيت.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق