متاهة العابد > مراجعات رواية متاهة العابد > مراجعة أمنية محمد لطفي

متاهة العابد - محمد يوسف الغرباوي
تحميل الكتاب

متاهة العابد

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مابين عرفات جزيرة غمام و العابد التائه..

شاء القدر أن أبدأ في قراءة الرواية المرشحة لجائزة الشيخ زايد (متاهة العابد) للأستاذ محمد يوسف الغرباوي قبل رمضان وإكمالها بالتزامن مع بدء مشاهدة (جزيرة غمام) للأستاذ عبد الرحيم كمال..

والحقيقة أن إعجابي بالقصتين وتعجبي من مصادفة تعرضي لهما في نفس الوقت كان كبيرا، فهما تشتركان في فكرة صراع الإنسان والشيطان أو الخير والشر رغم إختلاف أحداثهما وطريقة تناول كل منهما للفكرة..

يرى الكثير أن جزيرة غمام هي قصة (عرفات) العابد الزاهد، لكن من وجهة نظري أن عرفات مجرد تمثيل رمزي للخير المطلق، كما كان خلدون تمثيلا للشر المطلق، لذلك لم أحب فتنته الصغيرة جدا العابرة وأجدها غير منطقية وغير مبررة (بكسر الراء) لرحلة تطهيره الطويلة الغامضة، أجد هذا الجزء مقحما على الأحداث وحذفه لن يؤثر..

وهذا بسبب أن قصة جزيرة غمام التي أحببتها كثيرا هي كما يخبرنا عنوانها هي قصة (جزيرة غمام) ككل، أو بمعنى أصح قصة أهلها، وإختلافهم في كيفية التعامل مع الفتن والغواية والضغوط، هي قصة المجتمع والناس ككل وليست قصة عرفات البسيطة جدا في أحداثها، وبالرجوع للأحداث تجد أن ظهور عرفات حتى جزء الرحلة الصوفية الغامضة كان قليلا نسبيا، ولهذا تتكرر القصة في نهاية الأحداث وتبدأ من جديد بموت عرفات لأنها ليست قصته هو بالأساس..

أما إن أردت أن ترى قصة الإنسان كروح ونفس في مواجهة الشيطان والفتن أثناء حياته، فرواية متاهة العابد (مرة أخرى كما يشير اسمها) تجسد لك هذه الرحلة التي يمر بها كل إنسان حتى وإن لم يكن زاهدا وكثير التعبد..

قسمت الرواية لأربعة أجزاء تمثل في رأيي عمر الإنسان، أرى أن كل إنسان طبيعي يمر بهذه الرحلة في حربه مع هواه ونفسه حسب عمره وقدرته على النضوج، فرغم أن اسم (دهار) قد ورد كاسم لابن من أبناء الشيطان، إلا أن لفظه يدل أيضا على الزمن، فصراع العابد كان في رأيي مع نفسه التي تتغير وتتبدل وتفتر همتها ويزيد طمعها مع مرور الزمن، و هذا مما يمر به كل إنسان أيا كانت حالته..

تأثرت بالرواية وفكرتها وأعجبتني وذكرتني بمنشور كنت كتبته من فترة طويلة:

قبل العشرين : لا تحتاج التفكير في مدى صواب ما تفعله..

في العشرينات : تهديك فطرتك للصواب غالبا..

في الثلاثينات : تعيش صراعا بين فطرتك و هواك... فتتعذب و تسقط و تنهض مرارا ..

في الأربعينات : يخفت صوت الفطرة و يعلو صوت المبررات

في الخمسينات : يظهر الندم، على فوات الدنيا..

و في الستينات والسبعينات : يظهر الندم، على فوات الآخرة..

و ما بعد ذلك : عودة للفطرة ثم عودة لمرحلة الطفولة...فلا تحتاج للتفكير في فعلك، لقلة الفعل، و صعوبة القدرة على التفكير عند المعظم..

#أمنية_طائرالرخ

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق