الحياة مثل الحكايات، فاكتب نسختك من الحياة!
رواية من ٢٠٠ صفحة للروائي أحمد الملواني من إصدار كتوبيا حصريًا على منصة أبجد للقراءة الإليكترونية.
حكاية حملت في ثناياها حكايا، بدأها الكاتب بمشهد لصالح عالم بحار يأتي في مهمة علمية ليتقصى أنباء تفيد بوجود استغاثات من سكان قرية ساحلية يهددها وحش يبزغ من الماء محطمًا مراكب صيد يعتليها شباب القرية ورجالها، مخفيًا إياهم ومراكبهم الخشبية.
ويفاجئه الجمع هناك بأن الوحش اختطف فاطمة، ليجتر صالح فقدانه لفاطمة خاصته بعد قصة حب لم يشفى من أثرها بعد.
ويقوده أحد الرجال المحادثين له إلى بيت أم فاطمة ليعلن البحر ليلتها أنه ربما حان الوقت ليعلن عن غضبة قوية على أثرها تتذبذب الأرض اللينة التي تحمل أعشاشهم البوص لتنهار، مخلفة وراءهم حطام وأجساد طمسها البوص والأخشاب وطحالب البحر.
ليأتي دور رضا، الصياد العجوز بما اقترفه من ذنوب وخطايا يود لو تحرر منها وقابل الوحش ليفتك به وينهي عذابه.
ويبحر العم رضا بمركبه، الوحيد المتبقي في القرية بصحبة صالح ليلتان دون أن يلتقط الجهاز الماسح للأجسام أية إشارة
لكن دون سابق إنذار مع خشية تتزايد في قلب صالح بوجوده بصحبة صياد مخمور قت.ل شاب منذ ليلتان بدم بارد، أعلن الوحش أن الوقت أصبح مواتيًا لكلاهما ليتطهرا، وظهر حارس البوابة الأخيرة وتعالت الأمواج لتتقاذفهما ويغوصا في جوف الحوت، وهناك يقابلا فاطمة!
علموا أن العالم في طريقة لنقطة النهاية، وأن هناك بداية جديدة في انتظارهم، بعالم جديد.
لكن ما دور ثالثهم، إذا كان هناك آدم وحواء جديدان، فمن الثالث!
أيكون أبليس الجديد ؟! وأين الغواية إذن!! أتكون شجرة شهية للنظر كتلك التي غوت أبونا آدم وأمنا حواء في بدء الخليقة؟!
جوف الحوت لم يكن ثمة مكان للاختباء فقط، بل مكان للتطهر، بوتقة الانصهار التي ما كفت بها دموع التائبين والرغبة في الخلاص، ومصالحة النفس من خلال حياة لم أدر تمامًا هل عاشوها أم سيعيشوها أو لن يعيشونها قط!
لكن هناك في التجاوييف والسراديب الأكثر حلكة دارت عملية التطهر.
ماذا بعد أن لفظهم الحوت على رمال الشاطئ وماذا عن العجوز حارس الحكاية الأخيرة!!
وماذا عن إبليس الذي ظل منذ البدء حتى النهاية متمسكًا بكبره حتى نالت منه البقع السوداء وظل يتآكل!
بفصحى منمقة، وخيال خصب، وفلسفة عميقة صيغت بسلاسة، استمتعت بحارس الحكايات الأخيرة.