تغريبة القافر > مراجعات رواية تغريبة القافر > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

تغريبة القافر - زهران القاسمي
تحميل الكتاب

تغريبة القافر

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"وهذه العين التي يطربه خريرها في باطن الصخرة تشبة الكنز المدفون، كما يقول القافر، فهي لا تعطيك تفاصيلها بدقة، تبدو موجودة وتسمعها لكن الوصول إليها ليس سهلاً، ولابد من الخبرة وإعمال العقل حتى تجتذبها لتخرج." - تغريبة القافر للعُماني زهران القاسمي، والحائزة على جائزة البوكر العربية للعام الحالي 🇴🇲

تم بالأمس الإعلان عن فوز هذه الرواية بجائزة البوكر العربية، وكنت -بالصدفة- أنتهي آنذاك من قراءتها، ففاجئني الاختيار، ليس لعيب في الرواية، وإنما لفكرة أن يكون هذا العمل هو أروع ما أبدعه الأدب العربي على مدار عام كامل. وعلى كلٍ، فالرواية أفضل عشرات المرات من الكثير من الكتب "الأكثر مبيعاً" التي تحاصرنا مؤخراً في الإعلام ومنتديات المريدين والمحمومين بالبريق. وبعيداً عن الآراء الشخصية، إليكم مراجعتي لهذا العمل الممتع.

القافر هو الشخص القادر على تقفّي الأثر وتتبعه، وبخاصة أثر الإنسان والحيوان. وفي هذه الرواية محكمة البناء، يستحضر القاسمي أصداء أساطير الجن والعوالم السّفلى في حياكتة لقصة سلامة، القافر الذي يصغي لخرير الماء في قلب الأرض وداخل جلاميد الصخر الصلد، والذي يصير مهووساً بهذا الصوت الهيولي الذي أضحى أقنوماً لوجوده وعنواناً لعلاقته مع الناس.

ومن خلال تعدّد أصوات القصّ، نشهد الميزة التي اختص الله بها سلامة وقد باتت نقمة، فتتوالى النّذر كالتماعات سريعة في سماء مكفهرة ويتسارع الإيقاع وصولاً للذروة/الفجيعة. لغة القاسمي بديعة وتمكنه من أدواته واضح، كما أن قدرته على نقل افتتان بطله بالماء ومعرفته بطرائقه يجعل من هذا العمل في جزء منه 'دراسة' في معارف تراكمية ضاع أغلبها أمام زحف التمدّن الغير مرادف للتحضّر.

يحرمنا القاسمي فرصة الفهم الكامل للحقيقة في ضوء المجاز حتى الصفحات الأخيرة من الرواية، حين يردّ المجاز على الحقيقة، فندرك أخيراً كنه الابتلاء الذي لازم القافر طوال حياته، وصولاً لمماته، فكأنما أصابنا قدر من مصابه. أما المصاب الحقيقي في هذا العمل، والذي يذكرنا -عن بُعد- بعوالم إبراهيم الكوني، فهو مبالغة القاسمي في تلغيز وطوطمة منعطفات القصة، مستعيناً باستدعاءات لشخوص خيالية لم تشارك في صياغة النهاية.

بشكل غير مباشر (ككل الأعمال القيمة)، يطرح القاسمي أسئلة تبدو هامة في إطار/مسار الرواية: هل نصنع مصيرنا بأيدينا فقط حين تعمى أعيننا عن حتمية القدر؟ هل من الشجاعة التنكر للنذر؟ أم أن علينا أن نتعلم الاصغاء؟ وهل من قيمة لاحترام مجتمع لا يحترم فينا سوى مصلحته؟ أرشح هذه الرواية بقوة لمحبي الأدب الجاد، رغم أنها ليست أفضل ما قرأت هذا العام.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق