أسلوب الشاعر لا يجهله متذوق الشعر، و الحنين لحكاوي الجدات لا ينجذب له إلا من حرم!، و بين يدي عمر طاهر أشعر أنني في حضن جدتي و كان مشهد جمعها لنا في ليالي الشتاء المطيرة حول منقد النار تشوي لنا البيض مرة و البطاطا الحلوة مرة أخري حاضرا طوال صحبة هذا الكتاب.
عمر طاهر ليس كاتبا ساخرا، و كاذب من يدعي، بل هو رائد لنوع جديد من الأدب يسمى الأدب الساخط!، دعى ضيوفه الكرام و دعانا و لأنه منحدر من صعيد مصر يمتاز بالكرم و الآصالة أقام على شرفنا مأدبة عامرة عليها صنوف رائعة من محاسن الكلمات و بدائع الوصف و التصوير.
عمر طاهر من و جهة نظري مهلهل آخر فإذا كان عدي بن ربيعة الملقب المهلهل لأنه هلهل الشعر أي رققه و أحسنه فإن عمر بن طاهر هلهل الفلسفة و الحكمة و صاغ بهما سبائك من لؤلؤ رصع بها كلماته.
الكتاب خفيف و جميل و لكن أجمل ما ورد فيه قصة عمار الشريعي الذي رأي العالم بقلبه و تمرد على الظرف القاسي الذي ألقاه فيه فيه القدر، فجاء عمار يتكئ على نور قلبه و بضجة عارمة أضاف البعد الآخر الناقص من الصورة (النغم).
عمر طاهر طباخ ماهر لا ينتج وجبات سريعة تضر أكثر من نفعها لكنه يعرف مقادير الحكمة و المعرفة و يعرف كيف يدس الدرس المستفاد بين رقائق كتبه
شكرا لعمر طاهر