ميلاد هادئ > مراجعات رواية ميلاد هادئ > مراجعة عين الحياة زين العابدين

ميلاد هادئ - مي حمزة
تحميل الكتاب

ميلاد هادئ

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"ميلاد هادئ"

قرأت كتير قصص متناهية القصر بلسان غير الإنسان؛ حبة القمح، قرص الشمس، قلم الكتابة.. وغيرهم كتير، لكن ميلاد هادئ كانت الرواية الأولى ليا اللي أقرأها بلسان الجماد؛ المهد!

إحساس إن طول الوقت الراوي اللي بيحكيلي الـ ٣ حواديت اللي قرأتهم على مدار الرواية هو سرير مر بكل الأحداث دي، وسكنته كل المشاعر دي، وكمان ارتبط بكل الشخصيات دي إحساس لا يُضاهَى بجد!

أنا وصلت معاه بيت جورج وحسيت بحزن رهيب وهو بيفارق كوكو، حضنت معاه أمل وقلقت عليها، وعشت معاه تفاصيل حياة أسرة سارة المتوفاة كلها!

"مي" كان سردها عظيم ووصفها أعظم وأسلوبها أشد عظمة بدون أي مجاملة..

بحث مي في التاريخ والديانات باين جدًا، ومجهودها في دراسة الشخصيات عشان تتقن تكوينهم كمان كان ظاهر بشكل ملحوظ..

الحبكة متقنة وقوية.. الفكرة مختلفة ولذيذة.. الأسلوب سلس وفريد من نوعه.. الوصف تجاوز كونه رائع.. إلى جانب طبعًا السرد والحوار اللي مفيش عليهم غبار..

وفي الختام.. حابة أتكلم عن شوية اقتباسات كده علقت معايا..

"رائحة النساء خفيفة، هادئة، وجميلة في الصباح معظم الوقت، تتحول إلى رائحة كريهة متى اختلطت بعرقهنَّ المُنزلق من فروة رءوسهنَّ نزولًا لظهورهنَّ، مُتجمِّعًا حول أطراف حمَّالات الصدور الرخيصة أما الرجال فلا تختلف رائحتهم في الصباح عن المساء: نَتِنَة، وتزيد نتانةً عندما تضاف إليها رائحة الزيوت والتشحيم والتلميع ونشارة الأخشاب المشذبة!"

ليه يا مي كده، ليه الإنسان يكشف حقيقة إخوانه البني آدمين عالملأ كده بجد!

الاقتباس ده رغم إن ريحته وحشة بس حقيقي ضحكني جامد، وعلم معايا.

"في الخيانة على عكس كل أمور الدنيا؛ كلما زاد عدد منافسيك كنت في أمان!"

أنا وقفت قدام الجملة دي حبة حلوين وقعدت أفكر؛ يا ترى الأصعب لو الإنسان اتخان مع حد بعينه ولا إنه يتخان مع أكتر من شخص كنزوة، ورغم إن الشعورين غير مقبولين، بس فعلا؛ في الخيانة بس.. كل ما زاد عدد المنافسين كل ما كان الإنسان في أمان!

"للمرَّة الأولى أدرك أن للروائح مقدرةً عظيمةً على استحضار الذكريات، وأن الأمس رغم قربه يبدو بعيدًا، وأن الخوف على مَنْ سكن روحك أشد وطأةً مِن خوف ذاتك على ذاتك، وأن شبح الموت يأتي في كل مرة لابسًا ثيابًا مختلفةً وقناعًا مختلفًا، وأنني لا أعرف كيف سيكون فَنَائي!"

الاقتباس ده كان بليغ جدًا، وحقيقي لمسني أوي.

مش هبقى ببالغ لو قلت إن الرواية دي من أعظم الأعمال اللي قرأتها مؤخرًا، وبجد الكاتبة قلمها يُحترم ويستحق الإشادة بيه♥!

#ريڤيو_بس_مش_ريڤيو.

#زينب_إسماعيل.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق