أنا قادم أيها الضوء > مراجعات كتاب أنا قادم أيها الضوء > مراجعة Rana Rakha

أنا قادم أيها الضوء - محمد أبو الغيط
تحميل الكتاب

أنا قادم أيها الضوء

تأليف (تأليف) 4.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أنا قادم أيها الضوء || محمد أبو الغيط

محمد أبو الغيط هل هو الذي عمل طبيبًا أم الذي عمل في الصحافة المحلية أم في الصحافة الدولية، هو الذي عاش في القاهرة أم الذي عاش في الصعيد أم الذي عاش في دول الغرب، هو الذي كان جيبه لا يحوي فتات أم الذي حسابه البنكي أحتوى على عشرات الآلاف من الدولارات، سمع بأفكاره أهالي صعيد مصر أم تسلم جائزة من أمين عام الأمم المتحدة، أم مريض سرطان المعدة الذي مات على إثره

عزيزي القارئ عزيزتي القارئة

لا أخفي عنكم سرًا، نحن أمام ملحمة إنسانية تبكي لها الأعين

لقد بكيت كثيرًا رغم أنه ليس عادتي حتي مع قراءتي لأفجع المآسي ،بكيت لأنه يشبهنا من جيلنا عاش وحلم معنا وأحلامه تكاد تكون أحلام أي منا، لم أبكي من اليأس بل بكيت من الأمل

❞ ليس سليمًا وصف كل مريض سرطان بأنه «مقاتل»، لكني أنا شخصيًّا لا أشعر بالأمر داخليًّا إلا كذلك، أنا مقاتل في معركة شرسة، أستخدم فيها كل أسلحتي البشرية، بما فيها قوة الخيال العاتية تلك، آملًا أن تتحول إلى حقيقة، فأراني الآن اقرأ ذلك الكتاب مع ابني بعد نحو عشرين عامًا نتناقش في تفصيله هنا أو موقف هنا ونضحك!❞

ومن كثرة أمله و تفائله أقسم أنني بحثت علي محرك بحث(( جوجل)) إذا كان قد توفى فعًلا أم أنه عاش في النهاية رغم أنني كنت في كامل تأكدي من حقيقة موته قبل قراءة تلك المذكرات.

الصمت في حرم الجمال جمال والصمت أيضًا في حرم الآلام إنسانية بل واحترام

من الصعب عليّ كإنسانة أن ألخص معاناة شاب وسطوره الحقيقية التي كتبها بألمه قبل حبره و تركها لكي يؤكد لنفسه قبل قرائه أنه قد مر في دنيانا

في سطور أبو الغيط لن تبكي في ظل وصفه لآلامه بل سينتهي بك التفكير في ماهية المحاولة وما معنى الحياة بالنسبة لذاك الشاب بل بالنسبة لك أنت يا عزيزي القارئ

ليأتي ويجاوب عليك في منتصف حيرتك

أنه يعلم أن أهله جميعًا سيحزنون عليه حزنًا طال أو قصر ولكن تلك الكتلة من اللحم التي تشبهه ولا تشبهه "يحيى" هو الذي لن يتجاوز ذاك الفقد أبد الدهر، يتحمل من أجل ذاك الطفل الذي يلهو ويلعب وبالمصري "ولا على باله"

لن تجده يتحدث عن جوائزه ونجاحاته وآماله التي طمسها المرض، بل ستجده يتحدث عن حبات الفول السوداني التي أعطاها له جده ذات نهار والتى لم يجد أحلى وألذ منها في حياته، يتحدث عن زرعه لبعض النباتات في حديقة المنزل ولهفته عليهم بعدما يباغته المرض ويظل في المشفى لأيام بل أحيانًا لأسابيع، بل ولن تكفيه صفحات ليتحدث عن زوجته "إسراء" ويحكي خطواتها العملية وجهودها أيضًا في المنزل ومعه بطيب خاطر لدرجة أنني شاركته ذلك الحب بل وعمقه.

أي أحدًا مثله ستجده منشغلًا بألمه الذي يكفيه لكتابة عدة كتب وليس كتاب واحد ولكنه لن يبخل بالتحدث عن آلام الآخرين وكرهه لتجريد إنسانية الآخر حتى وإن كان عدو.

وختامًا

أوجه كلماتي التي آمل أن يصل صداها إلى قبرك يا محمد

فأنت لم تصل وحدك إلى الضوء ولكنك بشكل أو بآخر جعلتنا نقتبس منه فهنيئًا لك

اقتباسات

❞ لكن بعض ردود الأفعال كانت تدمر خطوط دفاع جيشي النفسي.

‫ بعض الأحباء انهاروا في البكاء فبكيت معهم. هناك من تحدث بصيغة الماضي، «إنت كنت كذا»؛ فشعرت أنه ينعاني وأني مت بالفعل. ❝

❞ دائما هناك تحدي عدم اختزال الشخص في معاناته. ألا يكون تعريف اللاجئ أنه لاجئ فقط، أو الناجية من التحرش أنها الناجية فقط.

‫ لا أريد أن يكون تعريفي وهويتي هما «مريض سرطان»، بينما ينمحي كل شيء آخر. ❝

❞ مُنحت كثيرًا وفزت كثيرا، وأيضًا خسرت كثيرا، وسقطت على رأسي مصائب كثيرة آخرها تلك المصيبة الكبرى، لكن في الصورة الكبيرة أجدني رابحًا لا خاسرًا ❝

❞ جلسنا إسراء وأنا لنناقش مزايا وعيوب أن أدفن في إنجلترا أم مصر كأنه شأن عادي جدًّا. قالت فجأة: إنت واخد بالك إيه اللي إحنا بنقوله ده! ❝

❞ رغم أن عادتي أن أتجاوز اللبن المسكوب دون النظر خلفي، لكن هذه المرة غرقت في البكاء عليه والبحث عنه.. ❝

❞ أكره الأمل الكاذب، هو أقسى من اليأس. أشعر بغيظ شديد ممن ينشرون الآمال الكاذبة حتى لو بحسن نية، أما من يفعلونها عمدا فهم عندي كالمجرمين. ❝

‏❞ «والموت يسخر من ضحاياه ومن أبطاله، يلقي عليهم نظرةً ويمرُّ». ❝

❞ فصل سابق تناولت تشبيه طبيب الأورام الأمريكي سيدهارتا موكرجي تجربة مرض السرطان بتجربة السجن، من حيث تشابههما في البشاعة والقسوة في كليْهما يفقد الإنسان سيطرته على أعمق ما يملك: جسده، وفي كليْهما تلتهم تفاصيل المرض أو السجن كل مسارات وآمال ❝

❞ أما أنتم يا من وصلتم في القراءة إلى هنا، فأحسب أن المعنى واضح: ‫ اسعدوا بكل يوم طبيعي ‫ بالطبع اطمحوا واسعوا بأقصى الجهد للأفضل، لأنفسكم، وأسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس كل يوم من المعافاة هو إنجاز ❝

❞ فقط أعرف أن الواقع الحالي كتوصيف بحت هو أني ببذلتي الحمراء أنظر إلى سفينتي تغرق. تهبط ببطء لكن باستمرار، ولا شيء يسد الثقوب المتزايدة.

‫ أحيانا أستسلم تماما للغرق، وأحيانًا، فجأة، أجد يدي «تعزف».. ❝

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق