خدعة الفلامنجو > مراجعات رواية خدعة الفلامنجو > مراجعة دينا ممدوح

خدعة الفلامنجو - نهلة كرم
تحميل الكتاب

خدعة الفلامنجو

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

*سمعت عدد من الآراء عن هذه الرواية قبل البدء فيها، ولكن كان الرأي الذي جعلني اسأل نفسي ماذا سأقرأ بين صفحاتها هو رأي الصديقة "رحيل" التي قالت لي "هتبقى عايزة تقتلي البطلة" فكرت ما الذي سيصل بي إلى هذا الحد؟! لم أتوقع أن كلامها سيكون صحيح إلى هذه الدرجة.

*الرواية تحكي عن كاتبة شابة طلبت منها صديقتها أن تحكي عن علاقتها بشاب بعد أن انتهت هذه العلاقة، وهذا لكي تبدأ في تفريغ كل الحزن الكامن داخلها وربما تستطيع العودة للكتابة مرة اخرى بتلك الطريقة.

*تحكي الكاتبة إنها وقعت في قصة حب مع الشاب سامر الذي يعيش في دولة أجنبية ويأتي لها بشكل خاص إلى مصر لكي يبدأ في التعارف عليها وخطبتها، قصة تبدو عادية ومستهلكة وتم تناولها في العديد من الروايات سابقًا، ولكن مع كل صفحة من الرواية كنت أقول بالتأكيد لم توضح رواية سابقة شخص نرجسي بهذا الشكل وغباء من البطلة بهذا الشكل.

*تعمدت الكاتبة أن تبدأ بعض فصول الرواية بصدمة فتشعر أنك لا تستطيع أن تتركها لتفهم ما الذي حدث، في الفصل الثاني بدأت الصدمة بكلمة، وفي منتصف الرواية بدأت الصدمة بفعل، لكل منهم نقلة في العلاقة بشكل مختلفة، الكلمة كانت سبة مؤشر على تعرضها للإهانة من "سامر" وطوال أحداث الرواية بشكل مستمر، الفعل كان العلاقة التي أقامتها مع سامر والتي كانت سبب في خسارة جسدها بعد أن خسرت عقلها وروحها معه من البداية، كانت غبية، للمرة الأولى وربما تكون الأخيرة التي أطلق على بطلة أي رواية قرأتها هذه الصفة.

*على الرغم من أن الكلمات الخارجة ووصف بعض المواقف لم استسيغه إلا أنه كان ضروري لتوضيح مدى تدني هذه العلاقة وكيف كانت تحمل في تباعتها كل ما يشير وبشكل واضح أن هذا خطأ ولكن الفتاة لم تنتبه.. أو لم تكن تريد أن تنتبه بمعنى أوضح.

*من الروايات الصادمة وأكثر رواية تحدثت عن الشخصيات النرجسية بشكل واضح وواقعي ومحدد، تشير الكاتبة بأصبعها وتقول "النرجسي أهو، أهربي بقى" والحق أنني كنت أقول معها، ولكن تأبى البطلة إلا أن تعيش خاضعة حتى الصفحات الأخيرة من الرواية تقريبًا، على الرغم من أن الكثيرين حولها ويحاولون مد يد المساعدة لتخرج من البئر ولكنها بدت وكأنها أحبت العتمة! ولكن في النهاية لم تخرج منها إلا عندما رأت بعينها هي وليس بعيون الأخرين وهذا كان الأهم.

*أحببت بشكل بالغ فكرة ربط الحيوانات في كل فصل بفكرة ما، في البداية تحدثت الكاتبة نهلة كرم عن خدعة الفلامنجو وهذا ما أوضح لي سر تسمية الرواية بهذا الاسم، وبعد ذلك بدأت في التحدث عن مواقف وخدع عدد من الحيوانات ليستطيعوا العيش في الحياة البرية مهما بلغ سوء تلك الخدعة، وكأن البشر والحيوانات يمارسون الخدع ليعشون ولا يمكن العيش بنزاهة مطلقًا، لا أعلم هل جاءت فكرة خدع الحيوانات في ذهن نهلة كرم قبل كتابة الرواية مما جعلها تبدأ فيها أم جاءت الفكرة بعد البدء في الرواية، ولكنها بالنسبة لي كانت من أهم نقط القوة فيها.

*الغلاف كان من أجمل الأغلفة التي لفتت نظري عند صدور الرواية بجانب اسمها.. احببته.

*اقتباسات:

-حين يتعرض أي مخلوق للعنف، سوف يبدأ في التكيف مع الانتهاكات التي ينالها، وحتى إذا توقف هذا العنف، أو سُمح له فيما بعد أن ينال حريته، فإنه لن يقدم على ذلك، لأن الغريزة الصحيحة التي بداخله وتدفعه للهروب تكون قد انكمشت، ويبقى المخلوق بدلًا من ذلك ساكنًا دون حراك.

-العلاقات معقدة فعلًا ياسلمى، والنفس البشرية أكثر تعقيدًا، نسعى طوال الوقت لأن نتقرب من الآخرين لنفهمهم اكثر، ونحن لا نفهم ما يحدث داخلنا بالقدر الكافي، أو حتى بأقل قدر.

-لم أرفي أن يتحول مخي إلى شارع للألسنة المدلاة الموجعة، لو أني سأتألم، سأقوم بذلك بنفسي، سأكتب لتتحول الذكريات إلى شيء ملموس يمكنني النظر إليه وفهم ما حدث وليس التألم فقط، طبيعي أن أتألم حين أحكي، صح؟ ويجب أن أتقبل هذا الألم إن أردت رؤية الأمور بوضوح.

-كان الحكي أيضًا بالنسبة لي بمثابة تضميد للجروح وترميم للروح، صرت أشعر أن ما يؤلمني أصبح بالكتابة خارجي، الآن أفهم أشياء كثيرة عن نفسي، عما حدث، أسترجع الأمور من البداية لكن بنظرة أكثر موضوعية، لن أقول بدون ألم تام، ولكن بألم أقل بكثير.

-لست ضحية طبعًا، فالاختيارات هي التي تجلب لي نفس النوع من الأشخاص، لكننا نحتاج لسنوات قبل أن نتعلم بعض الأشياء عن أنفسنا، كثيرون يبقون طوال حياتهم يدورون في نفس الدائرة دون تعلم حتى، لذلك أنا ممتنة في تلك اللحظة، رغم كل ما حدث لوصولي لهذه النقطة التي أقف عندها، فحتى لو كنا سنخطئ فمن الأفضل أن نفعل ذلك عن وعي، بدلًا من أن نسير في دائرة ونحن نظن أننا نسير في خط مستقيم، ونتقدم للأمام، وبدلًا من أن نظن أننا نقوم بشيء مختلف في كل علاقة، بينما نقوم في الحقيقة بنفس الأشياء كل مرة، ولكن باختلالات نفسية مختلفة.

#دينا_ممدوح

#bookreview

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق