أفيزيا > مراجعات رواية أفيزيا > مراجعة Mohammed elshokhaiby

أفيزيا - خالد زيدان
تحميل الكتاب

أفيزيا

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة رواية

"أفيزيا" حينما يسرد الموتى سيرة الأحياء

الكاتب: د/خالد زيدان

دار النشر: دار كيان.

الكاتب محاضر جامعي مصري، تخرج في كلية الآداب عام 2008.

في الرواية يقدم الكاتب البطلة رؤى، والتي تكون محل طمع من حولها؛ بسبب قدرتها على توقع ما يحدث في المستقبل القريب من خلال أحلامها، حيث ترى الجريمة قبل وقوعها، ويتحدث الكاتب عن بردية فرعونية موثق بها مصير عائلتها وموتها قبل ميلادها، إنها رواية فانتازيا، تمنح القارئ المتعة التي تمكنه من إكمال الرواية بل وقراءتها مرة أخرى، في إطار خرافي من خلال البحث في أسرار الماضي، والوصول إلى نقطة اللاعودة، من خلال نزول لعنة الفراعنة على كبير الكهنة عند المصريين القدماء في الأسرة (17) في عهد الملك نوب خبر رع (حاكم البلاد) الذي خان وطنه وباعه للهكسوس وتورث من ابن لابن ومن حفيد لحفيد ومن وارث لوارث ، والذي ساعد الهكسوس في دخول البلاد عن طريق تجديد الخطاب الديني، ويرويها عمها الشاهد على جميع هذه الأحداث منذ البداية في مدينة العين السخنة والقاهرة والإسكندرية عام 2009.

الكاتب وفق في اختيار العنوان؛ لأنه أبرز به أحداث القصة والحالة التي كانت تعيشها البطلة من مرض أفيزيا، وما احتوته صفحات الرواية من وصف لوضع فتاة لديها تلك الحالة، فضلًا عن إخراج الغلاف من لون وتصميم معبر، ناهيك عن الكلمات على الجانب الأعلى من الغلاف، وصورة الكاتب بخلفية الكتاب تدل على الاحترافية.

كما أرى قدرة الكاتب في الغوص بعمق في تقديم فكرته بالدخول في عالم اللاوعي٬ واللاواقع واللاشعور في صورة لوحة فنية جميلة داخل مرسمه الصغير في مدرسته للعالم الغامض، ورسمها بريشة حساسة خفيفة الظل بأسلوب وفكرة شيقة جذابة.

الأسلوب الذي اتبعه الكاتب ينبع من خبرات الكاتب ومشاهداته وتجاربه الحياتية من أفكار ومشاهدات درامية، ويُخرج القارئ من الخيال للواقع الذي نعيشه، حيث عبر عن خيال خصب ودراما تستحق القراءة، فالحوار أكثر من رائع، ويغلب عليه الطابع الروائي السينمائي (سيناريو وحوار فيلم سينمائي)، ولم تكن مبتذلة وتنوعت بين الجرعات العالية والجرعات الخفيفة من الحوار الشيق، كما أورد الكاتب عدد من الشخصيات الرئيسية والشخصيات الفرعية، ولكن أتصور أنه حرص على اختيار الأسماء لهم إلى جانب الإثارة المرافقة لتلك الأشخاص، بالإضافة إلى روح الدعابة الخفيفة التي تميز بها خلال الرواية.

الدراما متقنة الصنع تجبرك على أن تشاهد ما تقرأ وتتخيل كل ما يجري من حولك٬ حيث المشاهد مؤثرة من وصف مشهد موت حبيبها الأول سيف، وصف سينمائي أكثر من رائع، لينتقل إلى تشبيه بعض الأحداث مثل (الميلانيزيون لوصفه شخصية أفغاني)، بالإضافة إلى جمل مثل "في بلدنا هنا 97% باصين تحت رجليهم و3% مشغلينهم"، "الكذب لا يخفى الحقيقة بل يؤجل انكشافها"، مشهد قطع الدومينو بين المحقق والجاني (مشهد سينمائي)، كما أبرع الكاتب بحرفية في ربطه للأدوات المستخدمة والرموز والشخصيات في تركيبة جيدة التكوين مثل (مفتاح الحياة، الموبايل، تساقط حائط السقف، قوانين اللعنة السبعة، رقم 7).

الرسالة التي أراد الكاتب أن يوصلها للقارئ رسالة نبيلة، وهي معاصرة لمشاكل المجتمع كالمخدرات والجرعات الزائدة منها، وطيش الشباب، والكسب السريع، وخيانة أصدقاء العمر.

رواية كلها أحداث متلاحقة تتنوع بين بداية جيدة مشوقة، مارًا بصراع وفاة سيف (النفس اللوامة)، وعرض لسلالة أشخاص ترى المستقبل، سواء جريمة، حوادث، أشخاص، ترى أحلام تتحقق.

أكثر ما أعجبني هو أسلوب الكاتب في وصف الأشخاص أو الأماكن وهذا يتبين من الآتي:

(1) وصف رائع للأشخاص والغرف الداخلية.

(2) جملة وصفية رائعة "أجنة قرش النمر الرملي تتصارع في رحم أمها والمنتصر يولد".

(3) وصف أكثر من رائع لمدينة الإسكندرية.

مما أثرى الرواية وزاد من تجانسها وتسلسل أحداثها.

(4) تضمين الكاتب لبعض الجمل التي تحمل طابع الحكمة -لعكس حقائق عن الوضع الذي نعيشه في الواقع- مثل:

(1) هواتف ذكية وأناس أغبياء.

(2) لماذا نعيش ونموت في مهن لا تشبهنا أو تمت لنا بصلة؟ لا يبقى لنا إلا اتباع حكمة بونوكيو "أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب".

أكيد كل عمل لا يخلو من نقاط الضعف التي يمكن تداركها، هي هنا قليلة جدًا ولكن سأذكرها لكي يتم أخذها في الاعتبار في الإصدارات القادمة منها ليكون قريبًا من الكمال.

(1) الكلمات والجمل التي لم يتم تفسير معناها: مثل قضية المخدرات: هل وضعت لها حل أم كما عادة الفانتازيا لا تقدم حل للمشكلة، بالإضافة إلى مكالمة سيف لجدها هل جدها لم يسألها يومًا عن سيف، أم أن سيف كان يكذب عليها أيضًا، كما أن الضابط فارس كان عليه الاتصال بآخر تليفون اتصل به المجني عليه "وهو هاتف جدها أو رؤي بحد ذاتها".

(2) وصف مشهد موت حبيبها الأول سيف، وصف سينمائي أكثر من رائع، على الرغم من أن جملة سيف الأخيرة – بلغي جدك أن الميعاد اتكنسل - كان من الممكن أن يحسن اختيارها بحيث تواكب روعة المشهد.

تنتهي أحداث الرواية بظهور للحقيقة كاملة للبطلة رؤى (نهاية ممتعة لا تلاحق أنفاسك من الركض)، كل الخيوط تم فكها، تم الإجابة على جميع الأسئلة، وصدمة خيانة من حولها (الحبيب – الصديقة – الاختصاصي).

لا أجد إلا أن أنصحك بقراءتها لمرة ثانية حتى تضاعف متعتك وتتضح لك الأمور جلية في رحلة مع العالم الاخر.

إلى الملتقى في مراجعة أخرى

محمد الشخيبى

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
1 تعليقات