لحظات مسروقة > مراجعات رواية لحظات مسروقة > مراجعة Mohamed Osama

لحظات مسروقة - دينا عماد
تحميل الكتاب

لحظات مسروقة

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ريفيوهات

"لحظات مسروقة......جديلة المجتمع والفلسفة، ولصوصية بائسة"

"غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا

بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا

وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا"

-ابن زيدون الأندلسي

-بمرور القصص الثلاث "لحظات مسروقة، والأرنب الضاحك، وطريق القرية" لاحظت نقطة ثابتة يقف عندها الراوي من خلال تعقيبه وأسئلته المفتوحة، والتي منها "أي هذه النقطة" ينطلق في حكي القصص وعرض الشخصيات ناثرا حيرته أمامنا كقراء، كأنه يدعونا ويجذبنا -مهما تحيزنا بالعقل أو جذبتنا العاطفة لشخصية على حساب الأخرى- إلى الوقوف في نفس النقطة لنتقاسم الحيرة معا في النهاية

-وبفضل تلك النقطة -وهي حيرة الراوي في تحديد من الجاني ومن الضحية، والتي على الأغلب نابعة من شخصية الأخصائي النفسي "حتى يكون تحليل الشخصيات صائبا"- كونت شخصيات القصص الثلاث جديلة عظيمة، تمثل فلسفة متشابكة بين الإنسان وأحلامه المرهفة الحالمة، وبين واقعه وزمنه الجاف الجامد بالنسبة إليه، والتي -بفضل تضادهما- تكون حركة -وقودها الخوف ربما- من تحايلات متبادلة بين الطرفين، عالمين أن ذاك الصراع رغم إزعاجه وإرباكه لكل منهما "أعني طموحات الإنسان ومسيرة الزمن" يعطيهما أمل في حياة هنية مكتملة نوعا ما "ومنه كانت حركات الشخصيات من أول رباب وعقدها العرفي مرورا بهدى وتحديدها مسار العائلة إلى حبيبة وجمعيتها" ناسين أو متناسين قرب الصدمة التي تفصل كل الخطوط، وما أن يدركا ما فعلت-كما بث ابن زيدون انفصاله في الأبيات السابقة- يرون الزمن منفصلا عنهم بسيره الرتيب الفارغ من أي شيء "كنهايات النساء الثلاثة" وتترك الشخصيات محاسبة نفسها كل يوم على ذكريات تلونت بلون مصائرها "والتي في هذه الحالة تعتبر أمامهن مجرد اختلاسات يعشن عقابها بشكل متكرر"

--القفص الذهبي

-يلاحظ من القصص الثلاث أيضا نقطة مجمعة أخرى، وهي النظر لمعاناة الإنسان من خلال بيئات اجتماعية مغلقة "بيت، شريحة مجتمعية، قرية" ، أي بجعل أساس الأفكار من مشاكل أسرية، نجحت فيه الكاتبة بأن وظفته لعرض حيرتها بلسان الراوي، وأيضا وفقت في جعل تلك البيئات مرآة لمعاناة كبيرة سواء رتبت "بفضل تلك الروابط "كفكرة منتصف الطريق لدى هدى ورباب مثلا والسعادة الغامرة لدى دعاء ورباب وحبيبة" أو بقيت القصص محتفظة باستقلالها "كما توائمت معاناة الإنسان التي ذكرناها مع حياة رباب وابنها"

-وبفضل ذلك نستطيع تقريب الصورة قليلا، فالجديلة التي أساسها صراع النفس مع قدرها، تنشق عنها جدائل تستمد منها النزاع والتحايلات وكذلك قوة العلاقة، فإذا نظرنا لشخصيات "كريم ودعاء وحبيبة وزينات " نجدهم أطراف حالمة مستضعفة تحاول أن تفعل شيئا لكي تغير مسار حياتها ليكون موافقا لهواهم، ولذا كان لا بد من وجود شخصيات "رباب وهدى وحسني وعلى الأغلب زينات " والتي نراها تتشكل بكونها قفصا ذهبيا يعطي ولو بالقدر القليل الرعاية والدفء "مثل قول محمود وإقراره ان أمه تصنع ما فيه مصلحته" ولكنه يكسر طموحهم ويذيب أحلامهم، فلا يجد نهرهم الجارف "من تحليق دائم وصبر أدوم على الانتظار" إلا بحركة ينشأ منها سلب لحظة يبنون عليها أملا كبيرا في حياتهم

--عمرو أم خارجة؟ "الجاني والصدمة"

- تتبادل المواقع بين التقييد والرغبة في التحليق بشكل ملفت "بالتحديد في علاقة الأبناء بأمهاتهم في القصص الثلاث " ومنه تخبرنا بتعقيد العلاقة بينهما، وأن سعي أحدهما لأحلامه وتحقيق رغباته أو على الأقل حماية ذويه مرهون بصنع قفص يؤدي لحبس الآخر وتقييده

-وعليه زاد من وقوع الصدمة تشتتا شديدا في هذه الحالة، والسبب المختلف عن الفلسفة المذكورة قليلا، وهو أن الأمهات والأبناء تعاملوا أنهم وحدة واحدة، جزء واحد يسير في مسار بسيط في حياته، لكن إحياء المشاعر فيهم أو احداهم فقط كفلت بإحداث تباين غريب حاولوا أن يرمموه بأي طريقة، لكن بفضل الشد والجذب جاءت الصدمة بتلف العلاقة، والعودة لنقطة الحيرة فيمن يستحق العقاب أولا، وثانيا في عودة الخطوط لمسارها الكئيب بين هروب ومحاسبة "نراه في أزمة رباب وهدى بشكل أوضح"

الخلاصة: قصص جيدة، تذكرني بشيء من البرامج الإذاعية "همسة عتاب" على الأغلب، وجود الحوار بشكل كبير نسبيا في الرواية تجعلني في موقف مشوش قليلا بين ضرورية وجوده لعرض القصة وانفعالات شخصياتها، وبين وجوب التقليل منه لوجود الراوي المتكلم

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق