كما يليق بأب يحاول > مراجعات رواية كما يليق بأب يحاول > مراجعة Verina Sameh

كما يليق بأب يحاول - مصطفى منير
تحميل الكتاب

كما يليق بأب يحاول

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أتعلم حين تناديك روايةً ما؟

حين ترى الغلاف لأول مرة لكاتب لم تقرأ له من قبل، لكن شيئاً ما بداخلك يدفعك تجاهه. منذ الوهلة الأولى التي رأيت بها الرواية و كلما نطقت إسمها أجدني أشير إليها ب "كما يليق بأب وحيد" دون أدني فكرة لم يتكرر هذا الموقف. لكنني أعلم الآن، ربما لأنه كان وحيداً فعلاً، وحيداً في عاهته و مرضه، وحيداً في كل محاولاته، وحيداً حتي بين عائلته.

"و كلما أقسمت له علي جمال ملامحه أو ذكاء عقله، قال إن أمه من تعبت في حملهو تربيته، عاشت و ماتت و هي تراه مسخاً غبياً، فكيف يصدق مجاملة حلوة قالتها أجمل امرأة في العالم"

ولد وحيد وسط أربع فتيات طمست هويته منذ الصغر، ولد تربى كالفتيات وسط مجتمع ذكوري يفرض سلطته عليهم بينما يبيح للرجال ما يحلو لهم. لكن لحظ بطلنا العاثر كان هو الرجل الوحيد الذي تعلم الخضوع. طفل وحيد نبذه والده، مسخ ينتمي لعالم القبح لأب تعلم فن الشحاذة و ام حرمته كل شيء. زوج وحيد يعلم بضآلة حجمه مقارنةً بزوجته، و أب وحيد يبحث عن حبيبة ضائعة و إبن فارقه و منزل لم يعد يعني له شيئاً.

أعتقد أن أعظم ما في الرواية هي عبثيتها الحقيقية، ذلك الخيال الذي يمكن تصديق إمكانية حدوثه. ففي القاهرة القاتلة بفطرتها، هناك فقط تتمكن من سماع إمرأة تصرخ بأن المسيح جاء بينما تشير فتاة بأن يد الرب مقطوعة.

هل كان نجيب ذكورياً حقاً؟ هل ساعدت رواياته في تشويه صورة النساء؟ لأكون صادقة معكم لم تكن بدايتي مع نجيب محفوظ موفقة بدأت برواية أفراح القبة التي لم تدهشني كالمسلسل ثم حاولت قراءة الثلاثية لكنني لم أجتاز الصفحة الخمسون بها ف"الفيمنست" التي بداخلي لم تستطع قبول أمينة أو سي السيد. لذلك قراءة رواية عن أديب نوبل الأشهر بمنظور مختلف تماماً كان أشبه بالصدمة الممتعة تلك التي ترميك عالياً ثم تلقيك فجأة في حلقة لا تتوقف لأجدني و بعد أربعة أيام أنظر للفراغ أمامي في محاولة لإستيعاب ما قرأته.

أنظر أمامي الآن و لا أشعر بشىء، طوال قرائتي للرواية كنت أضحك عالياً ثم أبكي نجيب و أبكي أيهم و ياسمين، كنت أغضب و أنفعل. لكن ها أنا الآن أجلس دون الشعور بشىء، ربما لأنني أعلم كل هذا. يراجع عقلي صور كل الأشخاص الذين اختفوا فجأة، مشاهد من حوادث مفترقة تذكرت صديق لأحد أصدقائي ربما قابلته صدفة في يومٍ ما قبل أن يختفي لعدة أيام ثم يجدوه ميتاً فجأة، كل قصص الضحايا التي امتلائت بها صفحتي حين ظننت يوماً أن بإمكان صوتي أن يحدث فارق، رأيت كل الحوادث غير المنطقية، ربما كل ما أشعر به الآن هو فقط الإستسلام للحقيقة. معرفة أن هذه ليست برواية خيالية هو واقع كتب بطريقة تتيح نشره في مصر في محاولة لعدم ضمه لقائمة "الممنوع من النشر".

بالنسبة لتقييمي: 4.5/5 علشان بس حسيت بملل شوية في النص

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق