"عندما تضحك تتصلب حلمتا نهديها وتنتصبا وكأن فماً غير مرئى يرضع منهما، وتهتز عضلات بطنها تحت البشرة المشدودة العابقة برائحة الفانيليا موحية بغنى كنز حميميتها بدفئه وعرقه." - امتداح الخالة لأيقونة البيرو ماريو فارجاس يوسا 🇵🇪
انتهيت من قراءة الترجمة العربية (ترجمة صالح علماني) لرواية "امتداح الخالة" لأحد أعلام أدب أمريكا اللاتينية والحائز على جائزة نوبل في الأدب، ماريو فارجاس يوسا، والذي كنت قد قرأت له رواية "الموت في الأنديز" في العام الماضي.
يتعاطى هذا العمل الصادم مع طبيعة الشبق والهوس بالجنس، ويتجاوز هذه المساحة كي يسبر أغوار فقدان البراءة الأولى وتفتح الغرائز، وذلك من خلال معالجة أدبية شديدة الجرأة، تفضح ولا تترك مساحة كبيرة للمخيلة، إذ أن التفاصيل دقيقة، والمؤلف يصف الاستثارة الجنسية بشكل حسّي تارة، وشاعري-ميثولوجي تارة، مستدعياً آلهة العهر والخصوبة والحب، ومذكراً بلوحات وكتابات سيرت أغوار الموضوعات ذاتها.
برع فارجاس يوسا في إخراج مشاهد التحول الذي يطرأ على الإنسان إبان استسلامه لنزواته، وسطوة المخيلة على أفكاره وصولاً للتحقق، وذلك من خلال قصة عشيقين ينخرطا في طقوس دقيقة من المداعبة وينغمسا في ممارسات محمومة بحثاً عن اللذة المطلقة التي يذوي إلى جانبها كل ما عداها. إلا أن عبقرية فارجاس يوسا تتجلى في شخصية الطفل الذي لم يبلغ بعد سن المراهقة، والذي يتحول إلى طرف ثالث غير متوقع، ولا نعلم على وجه التحديد إذا كان مدركاً لما يفعله أم لا. يجبرنا المؤلف على إعادة قراءة فرويد ويونج وغيرهما كي نفهم بشكل أفضل عقلية/نفسية الطفل في مواجهة الجنس.
الرواية تعتمد في بعض أجزاءها إيقاعاً يقترب من ذاك المرتبط بالتنويم المغناطيسي، كما أن الحبكة لا تخلو من مفاجأة، وككل الروايات الجيدة، يتركنا هذا العمل مع تساؤلات عميقة ترتبط بمتاهة النفس البشرية.
#Camel_bookreviews