كما يليق بأب يحاول > مراجعات رواية كما يليق بأب يحاول > مراجعة Fedaa El Rasole

كما يليق بأب يحاول - مصطفى منير
تحميل الكتاب

كما يليق بأب يحاول

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

#مسابقة_كما_يليق_بأب_يحاول

تستهويني البدايات سريعة الرتم مجنونة الأحداث ، صاحبة المشهد الافتتاحي العبثي الغير معلوم فيه أي شئ سوي أسماء الحاضرين فيه وتركيبتهم الغير مفهومة ، تمهيد رائع وساخن جداً ومُعقد.

الحياة مليئة بأنواع مُختلفة من المآسي والابتلاءات ، والمُتأمل لهذه الأشياء يعرف أنها تقهر النفس ، تُطفئها وتغيرها ، تكسر ما كان من حلاوة الحياة ونمطها العادي والروتيني ، والعارف بحجم الدمار الذي يحل علي النفس مع هذه المشاعر يعلم يقيناً أن نوعاً واحداً من الابتلاءات يكفي لأن يصنع الله من الإنسان شخصاً جديداً تماماً علي نسخته القديمة مهما مرّ عليها من سنوات.

لكنه حلّت عليه كل المآسي ! الفقد والمرض والمعاناة والاكتئاب ، حياة غير طبيعية وأقدار غريبة تسري بطريقة مُخيفة ، ينقلب الحال في الحقيقة بنفس طريقة الجنون التي تجري في سرد الرواية الذي رغم غرابته فإنه يَمُت للواقع بكُل صِلة.

يا وجع القلب يا مصطفى ، كيف استطعت أن تتحمل هذا الكمّ من الألم والمعاناة والتساؤلات التي لا تتوقف ، لماذا ابني !! ، كيف تحمل عقلك كل هذا الضغط من الـ ، هواجس !

مصطفى قال لي حين حادثتة أنها هواجس ، ولكنها مُميته حتي إن ظلت في دائرة الخيال ولم تبرحها ، وأيّ إبداع يمتلكة كاتب حين يقرر أن يُسطر هواجسه بشكل مترابط ومتكامل يسري في مدار الرواية المُتشعبة الأحداث والمتواترة التفاصيل والوقائع ، أيّ إبداع في أن تُبكيني بضعة أسطر أقرأها في رواية ، ولكنني علي العكس لم أكُن أقرأ بل كنت أري بعقلي وقلبي مشاهد مُتسلسلة بتزامن مُرتب لحياة هذا البطل البائس.

تفاصيل الدفن وإنكسار الأب أمام فكرة حضور الموت ، ذكرياته مع ابنه ، نومة الطفل في ثلاجة المشرحة وإصرار الأب علي ألا ينام في قبره وحيد بل لابد له من حضن يرحمه من الوحده ، الوحده بشعه حتي في عالم الأموات ، كل تفصيلة كانت تُبكيني يا مصطفى وكأنني صاحب المُصاب.

لم يترك مصطفى شيئاً من التفاصيل حتي ولو سهواً ، تفاصيل الحزن والألم لمعاناة الفقد ( الذكريات ) ، وتفاصيل محاولة استعادة النفس واقعها واتزانها ( الذهاب لطبيب نفسي ) ، وتفاصيل الحياة التي مازال يحياها البطل رغم كل ما دُمر فيها ، فكرة الركض بين الماضي ومواكبة الحاضر مُنهكة مع الاحتفاظ بثُقل الحزن وتأثيرة علي النفس ،

حلقة فارغة كبيرة صنعها القدر لتدور فيها مُحاولاً أن تصل لشئ ، اقسام الشرطة ، المستشفيات ، موقع الحادث ، علامات بارزة للبحث لكن كلها كانت فارغة من أي معلومة يمكن أن تفيد بالعثور علي ياسمين أو المجذوب.

ورغم ذلك فإنه ظل يحاول كما يليق بأب.

سحلني مصطفى ، - ( ولم أجد تعبيراً أصدق ولا أقرب من هذا الفعل ناحية حالتي أثناء القراءة ) - ، سحلني في عالم التربية الصعب خاصة إن كان طفلك من أصحاب الظروف الخاصة التي لا تعرف مُجتمعاتنا طُرق التعامل الصحيح معها ، ثُم سحلني في عالم الأبوّة الجيّاش بمشاعره و المُرهق بكل التزاماته وأفكارة ، حُشرت في مفرمة مُجتمعية مليئة بالغرابة التي تتجلي كل يوم في واقع الحياة ، أمراض غريبة لم أسمع عنها من قبل ! ( متلازمة توريت ، إكتئاب ما بعد الولادة للرجل ! ) ، ثُم دائرة الصراع اللامُنتهي بين المرأة والرجل في مجتمع ذكوري يدعمه نجيب محفوظ!.

لحظه ، ما علاقة نجيب محفوظ بالرواية ؟!

وما المغزي من رمزية صورتة المُقتطعة التي تُزيّن الغلاف !!.

كل الذي مر كان مُنهك يبعث علي الألم والقهر ، ولكن كل ما أتي بعد فصل زائر الليل كان سريع بشكل يودي بك إلي اللهاث مع الرتم المجنون للأحداث ، كأنك أنت من تجري مع الوقائع وليست الكتابة ، السحلة هذه المرة نحو عالم نجيب محفوظ الذي نثر منه مصطفى أجزاء بين سطور الرواية منذ البدء ، ولكن ما قبل النهاية كانت كتابة محفوظية بشكل كُلي للدرجة التي جعلت مصطفى منير يكتب رواية داخل الرواية ! رواية أبطالها هم نفس شخوص عوالم نجيب محفوظ!!

انتهيت من زائر الليل وانا أشعر بالدوران ، قُلت في نفسي يكفي هذا ، اغلق هذه الرواية المجنونة حتي تلتقط أنفاسك ، لكني لم أستطع سبيلاً إلي الصبر حتي أصل إلي نهاية التركيبة المميزة والغريبة التي صنعها مُصطفي منير.

رواية مُنهكة بأحداث مُربكة ورتم مجنون يبعث علي نفس القارئ متعة الخروج من قالب السرد المُعتاد والمُكرر ، بها تطويل في مناطق قليلة لكن لا يؤثر علي السياق ولا يُقلل من قيمة العمل ، رواية أجهدت قارئها فيا تُري ماذا فعلت بكاتبها ؟!

في القراءة الأولي لمصطفى منير ، أنا مُنبهر وتَعِب ومأخوذ بالفكرة وطريقة الكتابة وأسلوب التنفيذ والحبكة وشطحات التفاصيل ، لابُد من قراءات أُخري في أقرب وقت ❤️.

⭐⭐⭐⭐⭐.

اقتباسات :-

‏❞ إننا حين نموت لا نتكلم بصوتنا، بل بصوت الطبيعة، لا نتكلم بصراعاتنا، بل بهدوء التسامح، لا نتكلم بعنصريتنا وطبقيتنا، لكن بوحدة الموقف الحالي، وحدة أننا أموات، أموات رحمنا الله من الدنيا الفانية ونقلنا إلى الراحة الأبدية! ❝

‏❞ الخير عامةً كله من الله، وحكمته التي لا نعلمها!». ❝

❞ يعرف كيف يهاجمك الحزن فعلًا، ومتى ينشط ذاكرتك بكل المواقف المخزية في حق أحبابك، ومتى تحديدًا يزامل الندم كي يقضي عليك وعلى هشاشتك. ❝

‏❞ إننا حين نفقد أطفالنا يصيبنا الحزن بهزة نفسية، وتهاجم عقلنا شتى التساؤلات، وإذا وجدنا الإجابات يبقى السؤال الأوحد الذي لا إجابة له: لماذا ابني؟ ❝

#مكتبة_وهبان.

#مسابقات_مكتبة_وهبان.

#كما_يليق_بأب_يحاول.

#مراجعات_فداء_الرسول.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق