حبة بازلاء تنبت في كفي > مراجعات رواية حبة بازلاء تنبت في كفي > مراجعة Fedaa El Rasole

حبة بازلاء تنبت في كفي - دعاء إبراهيم
تحميل الكتاب

حبة بازلاء تنبت في كفي

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

‏لكل قصة حكاية ، ولكل شخص حكاية ولكل حدث حكاية ، والحكاية في معناها ليست هي الكلمة بحروفها الموجزة جداً ، ولكنها الحياة بمعناها المُتسع الكبير ، وهذا الكون علي رحبه وامتدادة اللانهائي فهو عبارة عن حكايات مُتصلة ، توضع إلي جوار بعضها لتعطيك صورة تظن أنها كاملة ولكن في أوقات يكتمل المظهر وينقصنا أن نفهم المخزي والمراد من تلك الصور ، في وضع كهذا وحدها الحكايات تتكفل بالشرح.

عندما نحن إلي غياب أحبتنا من الممكن أن نبحث عنهم ، نحاول حينها اقتفاء أثرهم ونُفرط في محاولات الوصول إليهم رغم يقيننا أننا لن نصل ، ولكن الحكايات عنهم يمكن أن تجعل المسافات أقصر والطرق أقرب حتي وإن لم نصل.

يحتاج الإنسان دائماً لمنطقة معزولة آمنه ، لا يعرفها أحد ولا يصل إليه فيها مخلوق ، مسافة وسطي تقع بين عالم الواقع وخيالات الماضي وأمنيات المستقبل ، وإن كان صاحبنا لا يعرف بعد لم اختارت أمه هذا المكان المغلق الضيق لكنه قرر أن يحذوا حذوها أو يذهب للبحث عنها داخل الدولاب !.

قد نظُن أن أعيُننا تري الأشياء علي حقيقتها ، أو أن ظاهر الشئ إن كان جماداً فإنه بالطبع سيكون مُصمت ، غير قابل للتفاعل مع الحياة ، كلام يشوبة بعض الصدق ، لكن الجمادات في وقتٍ ما يمكن أن تكون حاوية لهذه المشاعر أو شاهدة علي الأحداث حتي وإن لم تتفاعل معها ، وذلك المكان الضيّق بنظرتك الحالية قد يكون أوسع وأرحب بكثير عندما تُقرر تغيير نظرتك له أو ذهابك معه في تجربة نحو الماضي.

عندما يبدأ الكاتب روايتة فإن طريقتة في السرد تظهر من بين الكلام ، وقد اختارت دعاء من بين طُرق الكتابة الأصعب ، لكنها الألذ والأمتع للقارئ ، فكيف تتخيل أن يروي كاتب روايته عن طريق الحكايات ، وأن يرمز لأبطالة بعلامات - ( الساحرات ، الفُقمة ، الوحش ) - مختلفة تماماً عن واقعهم ولكن بينها وبينهم رابط واضح جداً في التصرف والتفكير واستخدام الحيلة ، وغير ذلك ومع تقاطع الحكايات وتكاثرها لا تُصيبك ذرة ملل أو فتور ، تنغمس في كل حكاية بتفاعل كبير ومشاعر كُلية وعندما تقلب دعاء الطاولة علي الوجه الآخر القبيح تنقلب معها تفاعلاتك ومشاعرك وكأنك تري بعينها وتشعر بما أرادته أن يصيبك من شعور.

رواية مُدهشة من ناحية الأسلوب السردي ونعومة الكتابة ورونقها المُتميز ومنحياتها المختلفة التي تتحير حينما تُقرر أن تتحدث عن أحد أوجهها المُتعددة.

من الحياة البائسة في القرية بعاداتها القاتلة المقيتة إلي حالة الحب ودوافع الخيانة وتقلب الزمن بالناس ودوافعهم التي كما رفعت من قدرهم في مرة فإن الحقيقة أظهرت انحطاطهم في مرات ، كل الحكايات كانت رائعة ، مؤلمة ، من الصعب ألا يتفاعل معها القارئ ويتأثر بها.

ولكنّي كُنت أظُن أن أكثر الناس تأثُراً بما يحدث معه وحولة هو الكاتب ، حتي قابلت صديقنا الطبيب ، ويا ويل من له قلب وحُشر في دراسة هكذا مجال وأصبحت هذه مهنته ، من الدراسة التي لا تنتهي إلي التشريح والتعامل مع المرضي والأموات ، وإن كان الطبيب أوجبت عليه مهنته أن يسمع كل هذه الشكاوي ويسعي لعلاجها فمن أين له بمن يسمع شكواه ويُعينه علي نفسه ؟!

رواية رائعه ، أكبر من أن يتناولها ريفيو وأن تشملها مراجعة نقدية وأن يتغزّل فيها قارئ يهوي الكتابة الجميلة ويعرفها جيداً لكنه بالكاد لا يدري طريقاً يصف به هذا الجمال لأنه عصّي علي الوصف.

أرّقه الفأر في القرية التي حلّت عليها لعنة المزامير التي كانت سبباً في قتل أخته ، تؤمه ، لكم خاف من الفئران وهرب منها ، لكنه في النهاية انتصر علي خوفه وقتل الفأر الذي تمثل له بكل المعاناة التي مرّت ، وكما ذكرت دعاء في الرواية ( ‏❞ لا أحد يخرج سليمًا بعد أن يتم التهامه. الحكايات كاذبة. من يخرج سيحيا بوجهٍ ممضوغٍ وجسدٍ ممزق، وقتَها سيطرده البشر وينفونه في الغابة وحيدًا، فيصبح بعد فترةٍ وجيزةٍ غولًا. هكذا تُولَد الغيلان، من بطن المأساة. ❝ ).

وهكذا أنا ، اتغلب علي نفسي وأنا أكتب كلمات أعلم يقيناً أنها لا تُعطي هذا العمل مقداره الحقيقي ، أعتذر من الاستاذه دعاء علي تأخري عن اقتفاء أثر تلك الكتابة الأنيقة الجميلة والرائعة ، وأنتظر أن تُتوج هذه الرواية بجوائز كبيرة وتظهر في أحداث أدبية كُبري تليق بها.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق