سجين المرايا > مراجعات رواية سجين المرايا > مراجعة حسين قاطرجي

سجين المرايا - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

سجين المرايا

تأليف (تأليف) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

تعرّفتُ إلى أدب الروائي الكويتي سعود السنعوسي من خلال روايته “ساق البامبو” والتي حاز بها الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر 2013.

ولأنني أعجبت بها كل الاعجاب بقيت أنتظر عملاً آخر له، حتى وصلت روايته “سجين المرايا” إلى المكتبات السورية، فاقتنيتها؛ وقرأتها؛ واختزلت لكم وقائعها بما يلي، وذلك دون حرقٍ للأحداث، أو اتلافٍ لوقائع السرد:

تتناول الرواية قصة شاب كويتي يعيش الوحدة القاتلة بعد استشهاد أبيه في حرب الكويت ثم موت أمه؛ ما جعل صاحبنا يعيش كآبةً سوداوية، ورتابةً تبعث على الجنون. هذه الحياة البائسة تدفعه للذهاب غالب أوقاته إلى دور السينما ليكسر رتم وحدته وروتين حياته البطيء.

في أحد الأيام وهو يهمّ بالخروج من دار السينما شاهد هاتفاً خليوياً على أحد المقاعد، دسّه في جيبه وخرج، ليكتشف مؤخراً أن الجوال يعود لفتاةٍ لعوب، يتواصل معها ويعطيها هاتفها لتنشأ بينهما عندئذٍ بوادر حبٍّ عاصف، يعزّزه باتصالاتٍ يومية ولقاءاتٍ مفعمة بالبراءة والحب العذري اللذيذ.

بعد عدة لقاءات تصارح ريم صديقها عبد العزيز ببروده وجفاف طبعه، يزعجه ذلك فيقرر السفر إلى لندن ليتعلم هناك اللغة الإنجليزية التي تحبها معشوقته، ولكي يغيّر شيئاً من طبعه الخجول وأخلاقه السمجة بحسب رأيها.

اختلاطه بالانجليز وعيشه بينهم جعله يقبل على الحياة بأسلوبٍ وروحٍ جديدة دون أن ينسى حبّه السابق، ثم أنّه بعد فترةٍ غير قصيرة يقرر العودة لحضن الكويت ويتصل بحبيبته ريم ليزف إليها نبأ عودته الميمون، فيعجبها الخبر وترقص له طرباً لكن قفول الأحداث وعواقب الخواتيم سيكون صادماً للقارئ، بل لعله فاجعةً حقيقية، وأكتفي إلى هذا الحد.

عند فراغي من الرواية سجلت ملاحظاتي التالية:

استخدم الكاتب بغير تكلّف اقتباساتٍ كثيرة لأغاني نجاة الصغيرة، مبعثه حب البطل لهذه المغنّية، ما يدفع القارئ فضولاً ليسمع المغنّية إيّاها ويوظّف أغانيها في سياق الرواية؛ وهذا شيءٌ بديع.

زجّ الكاتب بأحداث الحرب العراقية الكويتية بطريقة لا داعٍ لها، وجعل لوقائع الحرب واستشهاد والد البطل اسقاطاتٍ على نفس بطل الرواية بطريقة رأيتُها أقرب للمبتذلة، وكان يمكن الاتيان على ذكرها دون تفصيلٍ وتكرار.

عموماً فكرة الرواية تشبه معظم أفلام السبعينات: حبُّ يأتي مصادفةً، يتبادل البطلان الحب والهيام، يضطر البطل للسفر ، ثم يعود وتكون الفاجعة.

بعد قراءتي روايتين للسنعوسي أظنّني خبرت أسلوبه والذي يمكنني ايجازه بالنقاط التالية :

غالباً ما يستخدم الجمل الطويلة على حساب الجمل القصيرة ذات الايقاع الأسرع والأرشق مما يجعل الرواية بطيئة ومتكلّفة.

يندر استخدامه لعلامات الترقيم مما يضطر القارئ للقراءة برتم ٍ أبطأ، مما يزيد الرواية رتابة.

يتميز السنعوسي بمهارته المذهلة في كشف أعماق النفس البشرية وتعريتها ووصف حالاتها وانهزاماتها، ويستغرق هذا منه الصفحات الطوال، في حين أنه يصف أماكن الأحداث وبيئتها ومساحاتها بخجلٍ شديد ما يجعل من رواياته رواياتٍ نفسيّة لا روايات أحداث ووقائع.

بالمجمل الرواية عادية، أقرب إلى الجيّدة وغير ملهمة، أنصح بها فقط القرّاء النهمين، أمّا القارئ الجديد فعليه البحث عن رواية أخرى كيلا يترك القراءة بالمطلق.

صدرت الطبعة الأولى عام 2011 عن الدار العربية للعلوم ناشرون في 247 صفحة من القطع المتوسط، تصميم الغلاف جيد واختيار العنوان موفق وصادق، والطبعة تخلو من الأخطاء، ولقد منحتها مكاناً في مكتبتي ولكن في الرفوف السُّفلى .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق