أغنى رجل في بابل: أسرار نجاح شعوب الحضارات القديمة > مراجعات كتاب أغنى رجل في بابل: أسرار نجاح شعوب الحضارات القديمة > مراجعة حسين قاطرجي

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

ما الذي يجعل المال جذاباً إلى هذا الحد؟!

ما الذي يجعل حبّ المال يعمّ غالب الخلق حتى فُتنوا به فصار غايتهم ومنتهى مطلبهم؟

يقول الراوي جورج كلاسون أنه في سالف العصر كانت بابل عاصمة العالم الإقتصادية لما تملكه من وزنٍ ماليّ وتكدّسٍ لرؤوس الأموال حتى قيل أن كلّ سكانها كانوا أغنياء ميسورين.

ثمّ يدّعي الكاتب أنّ الغنى وجمع المال له قواعد وقوانين لا تتغيّر مثلها مثل قوانين الجاذبية والطبيعة ونواميس الكون، ومن عرف هذه القوانين وطبّقها بحذافيرها صار غنيّاً ومن أخلّ بقواعدها أفلس وافتقر وعاش عيشة العَوَز والحاجة.

سكان بابل أولئك عرفوا هذه القوانين وطبقوها وأتقنوها ماجعلهم أغنياء الأرض وأضحت مدينتهم محجّة الأمم وقبلة الناس ومهوى أفئدة طالبي المال الطامحين لوفرة الرفاهية ورغد العيش وبحبوحة الحياة. وقد أنهيت الكتاب في ليلة وعقب ذلك سجلت حوله المراجعة الآتية:

يحكي الكتاب قصة رجلٍ بابليّ مُعتاز، التجأ إلى حكماء تجار بابل الذين “يأكلون التراث أكلاً لمّاً، ويحبّون المال حبّاً جمّا” فنهل من علمهم قوانين جمع المال وتحصيله، ثم ما لبث أن صار أغناهم وأكثرهم يُسراً، كل ذلك ضمن قالب ٍ روائيّ ركيك ومفذلك يبعث على الغثيان.

لم أجد في قوانين المال التي أتت عليها الرواية شيئاً نجهله، بل كلها قواعد معروفة أشبه بالمسلّمات لا جديد فيها ولا ابداع، فهي تتلخص في العمل الجاد، والإدخار وتقليص المصاريف، والبحث عن عملٍ إضافي، وتنويع الإستثمارات وغيرها من البديهيات التي نعلمها أبناءنا عندما نشتري لهم أول “مطمورة”.

الكتاب قديم (صدر في عشرينيات القرن الماضي)، ولازالت تروّج له بعض الصحف وتصنّفه كأكثر الكتب مبيعاً في العالم، لا خلاف، فالدعاية لها دورٌ فاعل والمكسب كله لدور النشر التي تضيف إلى جانب العنوان الرئيسي عناوين جانبيّة تُدهش القارئ وتشحذ فضوله.

رغم أن الترجمة محترفة إلا أنّ أفكار الكاتب وأسلوب الرواية تقليدي ولم أجد في الكتاب ما يزيد من المعرفة، وليس له أي قيمة أدبية أو اقتصادية على عكس عنوانه البرّاق المغري بالاقتناء.

كنت نويتُ أن أجعل من مراجعتي للكتاب سلبيةً وأكتب عنه كلاماً تجعل عظام الكاتب تقرقر وهو في قبره لشدة ما أملّني بكتابه وفراغه من المعنى، إلا أني تراجعت في اللحظة الأخيرة احتراماً لتاريخ الكاتب وسطوع اسمه في دنيا الأدب التي أسأل الله أن تخلو من أمثاله.

أغفلت دار النشر اسم المترجم لسبب ٍ مجهول، وقد صدر الكتاب عن مكتبة جرير في 152 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب يفتقر إلى المتعة والفائدة معاً.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق