التوأم الثامن > مراجعات رواية التوأم الثامن > مراجعة Moustafa M. El Sayed

التوأم الثامن - آمال رشاد
تحميل الكتاب

التوأم الثامن

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

هدية جميلة تسلمتها بالأمس وقرأتها اليوم... لها غلاف أنيق كتب عليه: "التوأم الثامن" - قصص قصيرة... واسم المؤلفة: آمال رشاد... يا لها من هدية... قطع من حلوى الأدب والحزن... استمعت بقراءتها وما زالت لذة طعمها عالقة بعقلي.. نصوص كتبت بلغة أدبية شاعرية حالمة... ربما هي لغة من عالم آخر... عالم الأحلام والخيال.. العبارات تنساب في هدوء.. تتسلل معها الأفكار والرؤى... ويرين على السطور حزن عميق.. وخوف يتنفسه الجميع مع كل بارقة أمل... وكل درجات الألم..

*****

بضع عشرة قصة قصيرة.. يتقدمهم إهداء رقيق من أبيات خلابة بقلم المؤلفة... اقتبس منها بعضًا مما أراه يعبر عن مضمون القصص ويلخصها:

لو كنت فهمت دروس الخوف،

لشققت صدري، وابتلعت الحزن أكوامًا..

لو كنت سألت في أول مرة،

لعرفت دوائي ودللت على مخرجٍ من آلامي..

... ... ... ... ... ... ... ...

لو كنت أعلم ألم كتابة "لو"،

لحرقت نصوصي، واخترت نواحي دون الصمت..

أتصور أنها كتبت هذه الأبيات كعينة للغة الشاعرية الدافئة التي صاغت بها قصصها... عينة يذوقها القارئ وتذوقها ويلتذ بمذاقها.

قصة تقفز إلى تاريخ في المستقبل.. فيه تحكي الشابة خريجة كلية الإعلام عن عدو اجتاح بلدتها، وقتل كل أفراد أسرتها ما عدا هي... فقد كان مخبأها خلف السرير هو طوق النجاة..

وقصة أخرى عن الفتاة مريم التي تصيح بينما يقتادها رجال الأمن وطاقم التمريض بالمصحة: "أنا نازلة من السماء، صدقوني!"... ثم تلتقي بآدم الطبيب النفسي المسؤول عن حالتها... وتتوالي جلسات العلاج تروي له فيها حكاية السماء..

ودرة هذه المجموعة القصصية-في رأيي الشخصي- قصة بعنوان "رخاميات".. عن طفل صغير في السنة الثانية عشرة من عمره، قضي هذه السنوات بلا علم ولا مدارس، فقط يعيش مع أهله، يساعد والده وعمه في عملهم الرتيب البسيط تصنيع ألواح الرخام وإعدادها وتوصيلها إلى البيوت. وفي زيارة ما إلى إحدى هذه البيوت، يلتقي الطفل بأستاذ جامعي وكاتب مشهور، فيسأله عن مدرسته.. الطفل لم يحر جوابًا، فهو لا يعرف ما معنى كلمة المدرسة أصلًا.. فلما أخبره الكاتب قليلًا عن المدرسة والعلم والتعليم، وعاد إلى البيت مع أبيه.. باتت تراوده وتلح عليه فكرة واحدة هي الانطلاق إلى هذا العالم العجيب الذي سمع عنه... وهكذا كانت رحلة فراره من سجن الجهل والظلام إلى عوالم الحرية والعلم والنور..

هذه القصة كررتها المؤلفة -وإن بصورة مختلفة- وفيها استبدلت المدرسة (أو مراحل التعليم هنا في هذه القصة) بالمكتبة والكتب والقراءة. ولذلك أنا -كقارئ- أفضل استخدام تعبير "نماذج بشرية" في وصف أبطال القصص هنا عن استخدام لفظ شخصيات، لماذا؟ لأن النموذج يتكرر.. الطفل البائس.. الطبيب النفسي.. رجل الدين سواءً شيخ المسجد أو رجل الكنيسة... الكاتب أو الكاتبة... كلها نماذج في هيئاتها وأوصافها لا تختلف كثيرا.. وإنما الذي يتغير هو العالم من حولهم... الذي يتغير هو انفعالاتهم وأفعالهم ونظراتهم وتصرفاتهم تجاه عالم يظلمهم ويقسو عليهم حينًا... وينساهم ويتجاهلهم أحيانًا... الذي يتغير هو أساليب هذه النماذج في التعامل مع معطيات الحياة اليومية، وتتراوح بين الترويض والمشاكسة والتعايش والاستكانة والاستسلام.. بل وقد تبلغ الجنون والانتحار.

*****

أجمل ما في هذه المجموعة لغة المؤلفة.. هي البطل بغير منافس أو منازع.. ولذلك لم أجد لوصفها وصفًا أدق من تشبيهها بقطع الحلوى.. بل لقد لمست ورأيت طغيان اللغة على أحداث القصص وحركتها.. وأظنني سأناقش المؤلفة حول هذه الفكرة إن كتب لنا اللقاء يوما.. لكنني الآن لا أملك سوى أن أوجه لها تحيتي وشكري على هديتها.. وأأمل أن أتلقي منها المزيد من قطع حلوى الأدب، على أن تفرط في المرة القادمة في عناصر الفرح والبهجة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق