بين صوتين ؛ فنيات كتابة الحوار الروائي > مراجعات كتاب بين صوتين ؛ فنيات كتابة الحوار الروائي > مراجعة دينا ممدوح

بين صوتين ؛ فنيات كتابة الحوار الروائي - بثينة العيسى
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

*منذ فترة أبحث عن كتاب يتحدث عن الكتابة وجاء أمامي هذا الكتاب بالصدفة بترشيح من صديقة، والحقيقة أنني ممتنة للترشيحات الجميلة المفيدة.

*الكتاب يتحدث بشكل محدد عن جزء في الرواية وهو الحوار، كيف يمكنك أن تقدم حوار مختصر ومفيد مقارنة بحوار مطول ممل، الأجمل إن بثينة العيسى كانت تعطي كل جزء من الفكرة التي تقدمها عنوان منفصل، وهذا ما كان يساعدك في تفهم لما تريد هي أن توصله لك بسهولة.

*تحدثت عن فكرة أن الحوار يمكن أن يكون بلا معنى، وفي مرة أخرى يمكن أن يكون هو الحبكة ذاتها، فأن فائدته تتلخص أما أن يكون دفع للأحداث بشكل ما، أو تعريف بالشخصيات بشكل سلس غير فج أو واضح وكأنه يرمي لك المعلومات بشكل متسلسل دون احترافية، وأكدت على أن الحوار الذي لا يفيد يجب حذفه دون تفكير.

*استطاعت بثينة العيسى ان تضع أمامك كل الأفكار التي يمكن الحصول عليها لكتابة حوار صحيح ومتماسك ويخدم العمل الروائي بأكبر قدر ممكن، فالهدف من الحوار هو الاستفادة للعمل وللقارئ في المقام الأول.

*من أهم النقاط التي تحدثت عنها والتي تصنع جدال أبدي هو هل أكتب الحوار بالفصحى أم بالعامية، على الرغم من أنني كنت أشعر في فترة ما أن الحوار بالعامية يمكن أن يكون أكثر قربًا لأذن القارئ وكأنه يسمع الأبطال أمامه، إلا أنني بعد فترة وبعد زيادة قراءتي بأكثر من شكل أصبحت أتجه أكثر لفكرة استخدام الفصحى في الحوار، وعلى الرغم من هذا استطاعت الكاتبة أن تجعلني أقتنع بجزء من وجهة نظرها في أهمية عدم التعصب لشيء ما في الكتابة، فالتجربة والاقبال من القارئ هو ما يحكم في النهاية، وأن كنت لا أتفق مع فكرة استخدام المفردات العامية أو باللهجات المختلفة في الحوار والتي قد يكون من الصعب على أصحاب اللهجات الأخرى فهمها، فيمكن استخدام اللهجة البيضاء كما يطلقون عليها.

*وفي هذا الجزء القت الضوء على أن إذا كان الحوار بالفصحى أو بالعامية في النهاية يجب ألا يفقد روح المكان والأشخاص في الأحداث، وهذا ما جعلني أتذكر بشكل مباشر روايات الأديب نجيب محفوظ، التي كان يكتب فيها الحوار بالفصحى ولكنك تستطيع أن ترى الأشخاص أمامك يتحدثون بلغة الحارة دون فقد روحها والفاظها المتعارف عليها والدارجة أبدًا، وهذا كان بالنسبة لي أكبر مثال على نجاح الفصحى في الحوار دون أن تفقد روح المكان والأشخاص.

*أيضًا ذكرت بثينة العيسى في هذا الكتاب أن تبسيط الحوار نفسه أمر ضروري ليصل للقارئ بشكل بسيط وسلسل وأكثر حميمة، فيجعله يمتزج مع الاحداث ويشعر بها أكثر، فالحوار هو ما يعرف القارئ على الأشخاص وطباعهم وما يكرهون وما يفضلون وغيرها من الصفات، فإذا ما وضعته بشكل متكلف أو بألفاظ وعبارات غير مفهومة لن يؤدي غرضه أبدًا.

*من أجمل الأفكار في الكتاب أن الكاتبة في كل جزء تقوم بوضع أمثلة كثيرة لتوضيح الفكرة، والحقيقة أنني أحببت هذا التوضيح، الكتاب جميل ومفيد ومهم لكل من يفكر في كتابة الرواية أو حتى للقارئ، سيساعده في رؤية الحوار بصورة مختلفة تمامًا ويقرأ ما بين السطور.

*بعض من الاقتباسات:

-بالتأكيد توجد لحظات يشعر فيها المرء بأنه ملهم لكتابة ما يكتبه، أن الأمور تجري على نحو مثالي، سماوي خارق! ولكنها لحظات استثنائية عابرة، والرواية في أكثرها.. يكتبها الكدح لا الإلهام.

-قواعد كتابة الحوار الروائي لإليزابيت بوين: يجب أن يكون الحوار موجزًا، يجب أن يشكل إضافة لمعرفة القارئ الحالية، يجب ألا يحتوي على الكلمات الروتينية في الحوارات العادية، يجب أن يتضمن حسًا عفويًا.

-الاختصار بذاته ليس غاية، بل وسيلة، والمطلوب ليس كتابة الحوار بأقل قدر من الكلمات بل الانتقاء النوعي لتلك الكلمات بالشكل الذي يحقق لها حضورها الفاعل في صناعة المعنى.

-إن جاذبية الرواية تكمن في كونها "تأويلًا" للواقع وليس مرآة له، ولو كان الروائي مجرد ناقل للواقع ، لانتفت الصفة الفنية عن الرواية، الرواية تكثف الواقع وتعيد ترتيبه وتزيل منه الزوائد والأطراف، تصقله، ثم تضعه امما عينيّ القارئ ليراه.

-يميز إي أم فوستر بين الحبكة والقصة: "دعونا نعرف أن الحبكة لقد عرفنا القصة بأنها سرد من الأحداث المرتبة زمنيًا، الحبكة أيضًا سرد من الأحداث مع التركيز على الكارثة.

-فترض الحوار أن يكشف الشخصية للقارئ، من الناحية الثقافية والاجتماعية، العرقية والدينية، النفسية والعاطفية، إنه عاكس لدوافعها ورغباتها ومخاوفها، ولا يشترط أن يحدث بشكل مباشر أو مقصود من قبل المتحدث نفسه، فقد يكشف الحوار عن الشخصية أكثر مما تريد هي.

-أعتقد بأننا نميل لأن ننسى بأن الرواية هي "بنية"، أي أنها عالم مغلق له قوانينه الخاصة بمجرد أن يدخل القارئ إلى هذا العالم، فهو يخضع لقوانينه، وإذا كانت الحوارات الفصيحة هي أحد عناصر هذا العالم، فالقارئ مهيأ نفسيًا لقبول هذا.

-إذا أردت المزج بين اللهجة والفصحى، والتنقل بينهما بحسب المشهد وحاجته، سيكون عليك أن تنجز هذا التحول برشاقة لا ينتبه لها القارئ، ولا يزعج أذنه الداخلية.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق