100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ > مراجعات كتاب 100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ > مراجعة Moustafa M. El Sayed

100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ - ميسرة صلاح الدين
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

في الذكري المئوية لوعد بلفور المشؤوم الذي مهَّد الطريق لقيام دولة إسرائيل، قرر الشاعر السكندري والمؤلف المسرحي والمترجم ميسرة صلاح الدين أن يساهم في إحياء هذه الذكرى بكتابه: "100 عام على وعد بلفور"، وفيه يروي تاريخ اليهود في فلسطين والشرق الأدنى (الذي صار الأوسط مع الأجواء والظروف المصاحبة لوعد بلفور).

أما العنوان الفرعي للكتاب: "قراءة عبر الأدب والتاريخ" فهو يمثل المحور الأساسي وجوهر هذا الكتاب. فالمؤلف على قناعة تامة بأن الأدب بكل أشكاله وتجلياته ومختلف فنونه لعب دورا كبيرًا في تاريخ البشرية. ولذلك فهو يقدم كتابه هذا على أنه دراسة وتحليل لتاريخ بني إسرائيل وأجدادهم العبرانيين، من خلال ما مثله لهم الأدب والثقافة عبر العصور في تكوين قوام متماسك لذلك الشعب، وما كان له من أثر هام في تشكيل وعيه ووجدانه وثقافته وهويته. وهذه نقطة ينبغي أن ينتبه إليها القارئ أثناء قراءته للكتاب.. فعندما يقرأ الكثير من النصوص التوراتية والتلمودية، وروايات إسرائيلية كثيرة للأحداث.. وعندما يقرأ اسم خليل الله "أبرام" بدلًا من "إبراهيم" ويقرأ أنه أول العبرانيين وجدهم...الخ.. فلا يقولن: مال هذا الكاتب يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية؟ فليعرف القارئ -وهو ما سيدركه أثناء قراءة الكتاب- أن هذا أسلوب المؤلف في فهم الشخصية اليهودية وسلوكياتها -بل وعدوانيتها- وعلاقاتها مع شعوب العالم ووعيها وثقافتها وتاريخها. وقد تعمد المؤلف أن يشير إلى ذلك في مقدمته، حيث ذكر أنه تم التعامل مع النصوص التوراتية والتلمودية من الناحية الأدبية فقط.

*****

يتألف الكتاب من مقدمة للناشر، وأخرى للمؤلف، وثمانية فصول. ولقد أعجبني كثيرًا تقسيم المؤلف لكتابه، إذ استطاع من خلاله أن يفض الاشتباك والتشابك بين الأحداث والحقب والعهود، وعليه فقد تمكن من صياغة التاريخ المعقد جدا الذي يحكي عنه في ثماني قصص كاملة، وقد استوفي في كل قصة أغلب جوانبها. هذه القصص جاءت في الكتاب على النحو التالي (مع عدم الدخول في التفصيلات الأدبية والثقافية):

- قصة اليهود منذ هجرة النبي إبراهيم العبراني الأول وجد العبرانيين من أرض الكلدانيين في جنوب الرافدين "دجلة والفرات" إلى أرض كنعان "فلسطين الحالية"، وانتهاءً بتدمير اورشليم/القدس على يد الامبراطور الروماني هادريان، ومرورًا بأهوال الغزو الأشوري والسبي البابلي.

- قصة مدينة القدس منذ أن بناها قبائل اليبوسيون العرب، ثم تطورت المدينة في عهد الكنعانيين (العرب أيضًا)، وتستمر القصة حتى عام 1917 م وهو تاريخ انتهاء الحكم العثماني لها..

- قصة الشتات (دياسبورا Diaspora)، وهي التي تمتد من عام 70 ميلاديًا، وحتى وعد بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917، وفيها امتد شتات اليهود في شتى بقاع العالم.

- قصة عائلة روتشيلد اليهودية وأصولها وأجيالها وأموالها وتمويلها للحروب والمشروعات الاستعمارية، وكيف تمكنت من الهيمنة المالية المحكمة على اقتصاد أوروبا. وقد تطرقت القصة بعد ذلك إلى تفاصيل نشأة التيار القومي اليهودي الذي عرف باسم "الحركة الصهيونية Zionist"، ومخططات الصحفي اليهودي النمساوي ثيودور هيرتزل، الذي يعتبر أبا الصهيونية ومؤسسها الفعلي، وأول من اتخذ خطوات عملية من أجل تعريفها ونشر هوياتها، في كتابه بعنوان "الدولة اليهودية" عام 1886، وفيه يدعو لإنشاء وطن قومي لليهود في مكان مناسب من العالم.

- قصة الوعود التي قدمتها بريطانيا لحلفائها (فرنسا والعرب واليهود) أثناء الحرب العالمية الأولى..

- قصة وعد بلفور.. وبدء تدفق هجرات اليهود على فلسطين.

- قصة اضطهاد النازي لليهود، منذ صعود أدولف هتلر، وانتهاء بمعسكرات التعذيب النازية، التي سميت لاحقًا بـ "الهولوكوست".

- وأخيرًا قصة قيام الدولة واستقرار اليهود في فلسطين.

*****

هذا الكتاب -على الرغم من صغر حجمه نسبيًا- يعد بمثابة بانوراما تاريخية موسوعية لتاريخ الشعب اليهودي وعلاقته بفلسطين منذ نشأته الأولي وحتى قيام الدولة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق