التركة الفرنسية > مراجعات رواية التركة الفرنسية > مراجعة Esraa Elshakany

التركة الفرنسية - السعيد صالح
تحميل الكتاب

التركة الفرنسية

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

رواية ممتعة لأقصى حد، تجمع بين الرومانسية والفلسفة والتاريخ بأسلوب شيق مبدع..

يبدأ الكاتب الرواية بذكر معضلة الحياة، هل هناك جدوى من وجودنا فنهايتنا واحدة وهي الموت ثم ندفن في بقعة من التراب تحت الأرض وننسى مع الوقت كما نُسيَ من قبلنا، والموت وإن اختلفت طرقه فهو واحد، ولعل أخفها وأكثرها قبولًا هو المرض لأنه يمهد الأمر على من حوله فلا يقع فجأة كصدمة لا مناص منها وإنما يصبح ألطف إذا كان متوقعًا، ما أدركناه وسلمنا به أن وجودنا أمر لا مفر منه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا وينتهى أجلنا، فإن كان وجودنا في الحيتة لا دخل لنا به فلماذا نتزوج ؟ الإجابة نعلمها جميعًا عبارة نرددها ( لاستمرار البقاء البشري على الأرض)، هل الأهم بقاء البشر أم وجود بشر سوي ؟

الاستمرار في الزواج لغرض الإنجاب دون النظر إلىمدى التوافق بين الزوجين يكون مصيره الطلاق وترك الأبناء مشوهين نفسيًا، أهذا هو غرض الزواج الذي فرضه الله وجعله سنة الكون ؟؟

عجيبة هي فلسفة العائلة، فأنت عبارة عن جزء من كل شخص من أسلافك، فلعل لديك عيون جدك الخامس، وفم جدتك السابعة، وطول جدك الحادي عشر، والأمر لا يقتصر على وراثة ملامحك فقط، بل ترث أيضًا الطباع والأخلاق وإن كانت تتغير على مدار حياتك، والمثير أنك ترث منهم أيضًا الأمراض فتكون قابعة في أعماقك تنتظر الفرصة لتظهر، وكأنها لعنة أصابت أحد أسلافك ولُعنت سلالته، علاجها الوحيد أن يتم تعديل جيناتك وهو ما يصعب في الوقت الحالي ولعله يصبح يسيرًا قريبًا وإلا فهي ورث أسلافك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، العجيب أن هناك من ينجو منها لسبب لا يعلمه إلا الله....

تعجبت في بداية الأمر من نفور هشام من النساء وعدم رغبته في الزواج، ثم ظهر السبب، إنها صدمة عاشها في طفولته، لابد وأن يكون هذا هو السبب، عندما كان لا يدرك ما يحدث حوله فلم يستطيع جسده وعقله تقبل ما حدث فلا يعرف له مهية وقتها ولا يستطيع تبريره، فإن الأمر لا يقتصر على الاعتداء فقط وإنما إدراكه أنه قد تم استغلاله ولم يستطع أن يمنع ذلك، شعور بالقلة والعجز والوهن وجلد الذات، محى كينونته وترك بداخله أكبر الأثر فنفر من جنس النساء جميعهم، يذكرني ذلك بقول العراب أحمد خالد توفيق: “إننا نحمل في خلايانا الدروس التي تلقيناها في طفولتنا، و لا نستطيع منها فكاكاً. نحن سجناء بيئتنا و طريقة تربيتنا الأولى.” ، فكم من أحداث مرت بطفولتنا كانت محورًا أساسًا في حياتنا...

تعجني كثيرًا الروايات التي تلمس التاريخ بشكل أو بآخر، ووفق الكاتب في ذلك بذكره لتفاصيل الأماكن الأثرية....

ولكن يؤخذ على الكاتب ثغرة في الحبكة، ما الفائدة التي عادت على هشام من زواجه من نانسي؟ أو بمعنى أدق أين الانتقام الذي كان يهدف له مراد بهذه الوصية الغريبة؟ هل عدم ورثها منه ؟ كان يستطيع فعل ذلك بوصية يوصي بها بحرمانها من الميراث وأنتهى الأمر…

ولكنه أوصى بغير ذلك لينتقم هشام مما حدث له، فأين الانتقام الذي فعله هشام، بإنه حرمها من الميراث ؟ وتركها في فرنسا تنازع الخوف والقلق من وباء كورونا ؟ ومن أين كان يعلم مراد بأنه سيحدث مثل هذا الوباء؟ فحدوث الوباء من سبيل الصدفة لم يكن مرتب له….

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق