نُفرت > مراجعات رواية نُفرت > مراجعة دنيا محمد نجيب

نُفرت - أحمد عبد المنعم السرسي
تحميل الكتاب

نُفرت

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

نـفــرت :

الزمان: المستقبل

المكان : بلاد دلتا النهر (المحروسة)

تدور احداث الرواية في المستقبل حيث يحتل الذكاء الاصطناعي بكل اشكاله المكانة العليا في حياة البشر ابتداء من الروبوتات التي تلازمهم في منازلهم واعمالهم وتتولى عنهم مختلف الاعمال مع فارق السرعة والدقة والاتقان، وصولاً للسيارات الطائرة وساعات الاتصال التي تجسد الشخص المتصل امامك مما يلزم معه حجز مقعد إضافي إذا كنت تستقل القطار !. ولكن مهلاً فليست الرواية مبنية على إطار من الحداثة وحسب ، بل تجسد صراعاً امتد من عقود مضت(زمننا الحالي) وبنى جسوراً من النزاعات المستمرة ،

حيث ابتُدِأت الرواية من البحر في مشهد تقليدي لمجموعة مهاجرين في قارب مطاطي هاربين من ويلات الحروب والفقر وعليهم أن يلاقوا مصيرهم في تجارة يبدو أنها لن تبور !

تَصوّرٌ بدا غامضاً للبلد الذي تمثل صورة التغيير الشامل حتي جاء اسم "النوبة" تلاها بعدة صفحات ذكر الاسكندرية لبلاد دلتا النهر التي دمرتها الكوارث والفيضانات الطبيعية التي امتدت من اوروبا وآسيا حتى طالت الشرق ففاض النهر وكشر البحر عن مد عظيم فغرقت السدود ومحطات القطار واقيم على اطلالها دولة العلم الحديثة وعاصمتها "حورنفرت" ولم يبق من الأطلال الا آثار الفراعنة التي قاومت لآخر الازمنة

ترتفع وتيرة الصراعات والمنافسة والحروب التي افرزت المهاجرين وتزايد عددهم وتسخيرهم للعمل في المصانع دون أجر ومنهم من لايغادروا المعبر في مخيمات تتصارع فيها الجهل والفقر وتفرز المرتزقة الذين يتحكمون ف المعابر و يدافعون عن مصالح من يؤمنون لهم سبلاً للعيش والمحظوظون منهم استطاعوا أن ينفذوا ويعملوا ويحلموا بالعودة محاولين ألا يكونوا أداة في يد أحد مما يصعب في ظل وسائل التطور وزاد من تفاقم الاوضاع ظلم النظام باستبعاد من وصل سن 45 عن العمل الحكومي "فئة المُبعدين" فيضطرون للعمل بشكل غير قانوني او في تهريب المهاجرين وانفرز من المهاجرين فئات الدراويش والمشعوذين الذين مثلوا قوة ما ، وانشئت جمعية حماية المهاجرين اما "حزب العِلم" فماانفك ينافس بقوة عن طريق اغراق السوق بروبوتات محدثة تتطور باستمرار لتحاكي تعطش البشر للتفوق التكنولوجي لدرجة اصبح يطلق علي القديم منها الجيل العجوز!

بعد أن تخلى او يئس شباب العلم من تحقيق أحلامهم في العاصمة فانسحبوا من أحداث العِلم وغادروا للجنوب .

فانفرد اعضاء حزب العلم يبسطون سيطرتهم على البلاد و لاينفكوا يطورون للروبوتات أنظمة تشغيل غير قابلة للاختراق تحمل صفات مختلفة توفر للبشر سبل المتعة وتمكنهم في ذات الوقت من التحكم بأصحابها

ناهيك عن أجهزة التصنت وساعات ذكية تعمل عمل المراقب الطبي والمعالج الاجتماعي وشرائح ذات بصمات جينية معدلة توصل بالجهاز العصبي لتحاكي العقل الاصطناعي في معالجة البيانات اثناء العمل واتمام الصفقات وعرضها ، ولا يدرون انه يتم التجسس عليهم من خلال تطعيمات زائفة يحقنوا بها ليتحكم النظام العالمي بأقدارهم.

*تشرح الرواية الأثر السلبي للتطور التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي وارتفاع وتيرة الصراع السياسي، فالعلم حين لايخلص لخدمة البشرية مترفعاً عن المصالح الشخصية المدمرة للغير، سيفرز عنه احتدام الصراع الأزلي والشقاق وحروب لاتنتهي وراحة مفقودة كان أولى أن يُسخّر العلم لتوفيرها.[ ربما كان من الأفضل أن يظل الجهل هو الحاكم، أو يحكم العِلم أشخاصا آخرون، والتكنولوجيا ما هي إلا قرين الإنسان، وكل يختار قرينه مثله يدفعه لحب الذات وطاعة النفس و الهوى.]

*ولاتغفل الرواية الجانب الاجتماعي في الصداقات والعلاقات وأثرها [ ربما لم يعد يتذوق الأشياء أو يشعر بالجمال وفي بعض الأوقات ظن أنه لم يعد يبصر الألوان من حوله، حتى أتى ذلك القارب الذى يحمل ماريا.]

واحتفاء الدراويش بالنور الالهي الذي ينتج عنه حباً خالصاً لا ضلال فيه

[ تريد امتلاك كل شيء بلا حدود.

يأتي الحب فيغنيك عن الوجود.

‫ حب الإله لك في كل ما أحاطك

بين مبشر و منذر أرسل لنجاتك

‫بعلمه يجتبيك ليسمع مناجاتك ]

* يتناهي لذاكرتي رواية جورج اوريل "1984"والاخ الأكبر متقاطعاً مع احداث تصورية للمستقبل في المدينة الفاسدة "يوتوبيا " لأحمد خالد توفيق حيث يزداد الأغنياء غنىً والفقراء فقراً

الرواية متجانسة الاحداث والشخوص ، مشاهدها محايدة خالية تماماً من أي عبارات موحية تخدش الحياء.

*النهاية جيدة ومقنعة حيث ينسجم كل في دوره يعرف الضال طريقه ويجني كل من زرع الثمار

*اللغة جيدة وسهلة واسم الرواية "نفرت" أظنه مشتق من اسم ملكة مصر القديمة "نفرتيتي" يدعم ذلك تصميم الغلاف البسيط المنسجم مع العنوان وكذلك اطلق نفس الاسم على الروبوت القديم ، والعاصمة "حور نفرت" .

واختم بهذا الاقتباس [ الشجاعة أن تختار الاتجاه الصحيح ولو في آخر ثانية من عمرك، الآن فقط هو عمرك، هذه اللحظة التي أنت بها تستطيع الاختيار ولا تلم نفسك على ما فات فقط تعلم من أخطائك ولكن لا تقضى ما تبقى من عمرك تلوم.]

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق