#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
الكتاب أقرب ما يكون لسيرة ذاتية مصغرة تقتصر فيها الكاتب على المواقف التي تدعم شرح شخصيتها وكيف استطاعت أن تخرج من منطقة الراحة التي تلجألها دومًا الشخصية الانطوائية...
دائمًا ما كنت أدرك من صغري أن بي شئ مختلف عن أقراني سواء زملاء الفصل أو أقاربي القريبين لي في العمر..
هناك شئ غريب بي يجعلني غريبة عنهم بالقدر الذي يمكن معرفته وإدراكه من أقل تصرف معي، أصبح سؤال يراودني منذ أن وعيت على هذه الدنيا حتى ارتطمت بمفهوم الانطوائية وتشعبت بعده لأنواع الشخصيات ومنها علمت أنني من ذوي الشخصيات الأنطوائية حيث أجد راحتى بمفردي، استمد منها قوتي ونشاطي، أما التجمعات والكثرة والازدحام فإنهم يسلبونني طاقتي وهو ما كان غريبًا على المجتمع من حولي.. لذا فإنني أنجذب لكل ما يتناول الموضوع من أحد جوانبه فقد مررت بما مرت به وشعرت بهذه المشاعر على اختلافها جميعًا... ففي بعض المواقف شعرت وكأنني أن من يحكي الموقف على لسان الكاتبة...
من أكثر الأجزاء التي أعبتني في ( كيف تصنع قنبلة ثقة بالنفس في المنزل ) نحتاج جميعًا إلى إدراك هذا الأمر جدًا والتعمق في دراسة تفاصيله حتى نستطيع يومًا ما أن نكون قادرين على تربية أطفال سوية نفسيًا ونقيهم من التعرض للصدمات النفسية مثل التي تعرضنالها في صغرنا فمن منا لم يقارن بمن أهو أذكي، أشطر منه ؟ ومن منا لم يتعرض للنقد في أمور ليس له دخل فيها كشخصيته مثلًا..
يجب أن نتقن علم التربية دراسة وبحثًا وإطلاعًا، فتربيتك لأطفال سوية في هذا المجتمع البائس إنجاز في حد ذاته..
غير أن الكاتبة تعمقت في شرح وتوضيح تأثير السوشيال ميديا بمنصاتها المختلفة على حياتنا وهو ما نجهل أثره وتوابعه وأتفق معها جدًا في ترشيح الفيلم الوثائقي the social dilemma وهو ما يكشف لنا الكثير من التفاصيل عن هذا الأمر للحد الذي يصيبك بحالة من الذهول..
ولكن يؤخذ على الكاتبة عنوان الكتاب ( أصحاب القبعات الأرجوانية ) فما هي القبعات الأرجوانية وإلى ماذا ترمز ؟ فلم يرد ذكر اللون الأرجواني سوى في اسم الفيلم التي مثلت فيه أبرا وينفري عام 1985 فهل هناك رابط بينهم لم يتم التوضيح عنه ؟
ثانية يؤخذ عليها ذكر العديد والعديد من البرامج والتطبيقات التي تساعد في التسويق والتصميم وغير ذلك، لم أجد لذكرهم فائدة ها هنا ؟؟
فقد وضعت نفسي مكان قارئ اشترى مثل هذا الكتب ووضع فيه الكثير من المال في ظل الغلاء الذي نعيش فيه والأسعار غير المعقولة للكتب، قد قرأ المقدمة وعجبه الموضوع وتوقع أن يجد الكثير من الفائدة فيه فوجده يتكلم عن مجموعة من البرامج المستخدمة في التصميم الذي لا يتم به البتة والتي يمكن الوصول إلى مثل هذه المعلومات بمنتهي البساطة والسرعة عن طريق البحث عنها على جوجل فما فائدة وضعها ها هنا في كتاب ؟؟وكذلك أيضًا أغلب الشخصيات التي تم ذكرها ليست بقوة الأمثلة التي يمكن طرحها في هذا الموضوع فلم تجذبني للأسف الشديد..
أما قانون الجذب والحديث عنه فلا يستاهل كل هذه الضجة، وقد ذكرت الكاتبة هذا الكلام بالفعل أن ما نعرفه في ديننا الحنيف هو حسن الظن بالله عز وجل فما الفائدة من تغيير المسمى بآخر تم وضعه بيد بشرية يتضمن نفس المعنى بل على العكس فإنه يسلخ قدرة الوجود الإلهي على إحداث الأمور...
يكفى القول أن الجزء الثاني من الكتاب بدءًا من قانون الجذب كان مخيبًا للآمال بالنسبة لي