التركة الفرنسية > مراجعات رواية التركة الفرنسية > مراجعة دنيا محمد نجيب

التركة الفرنسية - السعيد صالح
تحميل الكتاب

التركة الفرنسية

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

التركة الفرنسية :

رحلة كاتب وناقد أدبي اعتاد السفر والتنقل حاملاً معه عيون راصدة ذات نظرة مرجعية تاريخية لكل شيء لاسيما الأماكن التي تحفل بحكايات وأصالة أثرية ، وكانت الإسكندرية - عروس البحر المتوسط - مستثاره الأول.. يسير في شوارعها فتسري في أوصاله رائحة التاريخ ، تشدّه كما تشد أي متذوق للفن والجمال ، تداخل الحضارات اليونانية والبيزنطية وعراقة معمارها الإيطالي الفرنسي في الأحياء التي تنتهي بجلال البحر ويختار أن يطل عليه من نُزل له قِدَم وعراقة < بنسيون نينا أو فندق سيسيل>.

يتقاطع ذلك مع ذكريات مرض العائلة المزمن الذي أودى بحياتهم ورفقته مع آخر من تبقى منهم -صديقه وابن خالته- رفيق التجارب والترحال قبل ان يُعزّي زوجته فيه!

ولإن عنوان الكتاب "التركة الفرنسية" كان النصيب الأكبر لرحلة فرنسا التي منحت ذاته - المتطلعة للجمال والمنقبة عن اصول الأشياء - روافد من الفرح امتقعت لامحالة بالحزن! ، وسعادة تلونت بالشك فغاصت في براثن الخيبة! .

ولكن كـ قـرّاء أجزم بأنا الفائزين بهذه النزهة الماتعة في آفاق باريس العتيقة المتجددة بحبها للحياة ، لاسيما مقاهيها التي اشتهرت بكثرتها والتي تمايزت عن بعضها البعض بالتنوع التاريخي والفني فضلاً عن احتفاظها بأثار مرتاديها القدامى من أساطير الفن والأدب حتى يكاد يستشعر الجالس أنهم مازالوا هناك. ثم معالمها الأصيلة برج إيڤل - اللوڤر - الشانزلزيه -المتاحف والمزارات والأحياء العريقة..الخ ، متماهية مع العزف الموسيقي، حيث تحتل الموسيقى اثراً غير قليل تتباين بحسب المكان والتوقيت والحالة [والموسيقى بيان بلسان حال الروح]

فضلاً عن المعابد التي كشفت عن غرائب العقائد وسيكولوجية معتنقيها، ناهيك عن حوارات الأدب والفن والفلسفة الثرية التي نُسجت في إطارٍ تكميليّ للمشهد الروائي [ فأحياناً تجوالك في أحشاء التاريخ يعطف عليك بقبسٍ يُنير طريقك] باعتبار البطل كاتب أدبي مهتم بالرواية التاريخية مما أضفى -بالمناسبة- اعتقاداً أنها سيرة ذاتية!

-لماذا هذا التعقيد في الفن؟ .. سؤال طُرح على ألسنة أحد المثفين ، فأجاب آخر :

-إنه العجز الإنساني للارتفاع إلى مستوى الفن ، لذلك تعريف الفن عقلياً تم فشله كما فشلت محاولات تعريف الحياة! ]

*اللغة سهلة وواضحة والحبكة متوازنة ، ماعدا رأيي الشخصي في تجنب التوغل في تفاصيل المشاهد الجنسية بعروج على عُقدٍ قديمة، وصولاً لحبكة تتماشى مع شبق وجمال المرأة الفرنسية ، إلا بقدر مايخدم النص الأدبي.

* راق لي عدم إغفال الكاتب في الإشارة -في أكثر من محفل- لأصالة الحضارة العربية وتأثيرها على حضارة الغرب، وتطلعهم لاستكشاف سحر الشرق وأثر رواده الاوائل.

*بالنسبة للغلاف فالعنوان يشدني أكثر من تصميم الغلاف وإن كان التماهي بينهما انجح في اجتذاب القارئ، لكن تصميمه جيد عدا عن اللون الأحمر .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق