نساء الكرنتينا > مراجعات رواية نساء الكرنتينا > مراجعة Tarek Shehab

نساء الكرنتينا - نائل الطوخي
تحميل الكتاب

نساء الكرنتينا

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يصدمنا نائل الطوخي صدمات متتالية في روايته الرابعة –التي صدرت عام 2013-تحت العنوان الغريب لمعظم القراء "نساء الكرنتينا" (كلمة كرنتينا أصلها لاتيني وهي بمعنى الحجر الصحي، وهي اسم لحي فقير وعشوائي بمحافظة الإسكندرية)، ومصادر هذه الصدمات جاءت كالتالي؛

- كوميديا سوداء (بل شديدة السواد) تتناول قصة تخيلية في المستقبل ولكنها قائمة على أسس واقعية من الماضي والحاضر، ويستطيع الطوخي أن يخلط بمهارة بين الواقع المزرى والمستقبل الأشد وطأة كما يقول هو في حديث له عن الرواية: "اسأل أي شخص، حتى من بين أكثر المتفائلين بالثورة، هل تتوقع أن يختفي البؤس والفقر بحلول عام 2100 في مصر؟ لا أحد يتوقع أن يختفي البؤس من العالم. هناك وعي بأنّ الفقر سيبقى، ومعه القمع لكن ربما يتغير شكله".

- استخدامه للغة تقع في المنتصف بين الفصحى والعامية، سواء في سرده للراوية أو في حوارات شخوصها، تصل في بعض الأحيان إلى الشتائم الصريحة بدون أي مواربة. يقول الطوخي عن هذه النقطة: "نعم كسرت المسافة بين لغة الحكي ولغة الكتابة. قررت أن أترك نفسي على راحتها وأنا أكتب. البنية العامة للعمل فصيحة مع انتهاكات عامية ضخمة".

- كسر الطوخي للكثير من الأساطير/الحقائق التاريخية في المجتمع المصري عامة وفي المجتمع السكندري على وجه الخصوص، فمع قراءتك للرواية واستغراقك فيها ستنسي تصوير المجتمع الكوزموبوليتاني القابع في ذاكرة الإسكندرية، وستنشئ كل شخصية تاريخها الخاص بها، والذي من خلاله ستتكون عقيدتها ودوافعها للقيام بما يتوجب عليها القيام به، وستجد نفسك أمام اعتياد لعمليات القتل التي تحدث بكثافة على امتداد الرواية مع تعدد دوافعها وأسبابها.

لم يأتي المؤلف على ذكر الثورة في ثنايا الرواية على الإطلاق، وإن أشار إلى حادثة مقتل خالد سعيد بشكل عرضي، ولكنه يُريد أن يظهر لنا أن الأمور ستبقى على ما هي عليه في المستقبل، بل ستنحدر بشكل كبير إلى الدرجة التي لن يجدي معها أي حل عملي يُغير من واقع المجتمع بصورة أو بأخرى.

وأثار إعجابي أيضًا إظهاره لوتر التدين الظاهري/القشري الذي يعاني منه أغلب المجتمع وتناقضه مع أفعاله، فنرى الرجل أو المرأة يحافظان على الصلاة ومظاهر التدين بعد قيامها بالقتل أو قبله للاستخارة فيما سيقدمان عليه!

تبدأ أحداث الرواية في العام 2064 في الإسكندرية حيث تنتهي أحداثها فعليًا ثم يعود بنا الراوي في فلاش باك تقوم عليه الحكاية/الرواية ليخبرنا عن "علي" و "انجي" (لاحظ الأسماء) أبطال الرواية-أو المشاركين في جزء كبير من البطولة بشكل أدق، لأن لكل شخصية تاريخها الخاص الذي تتمحور حوله حياتها وأفعالها التي تؤثر في الأحداث كما سيظهر لك عند متابعة القراءة-وزواجهما وهجرتهما من القاهرة إلى الإسكندرية والتحول/الانحراف الذي يصيب حياتهما معًا، وتأثرهما وتأثيرهما في المجتمع المحيط بهما بدرجة كبيرة وانصهارهما في بوتقة أسطورة المكان (الكرنتينا) ليصبحا جزءًا لا يتجزأ منها.

تُعد هذه الرواية من أجمل الروايات التي قرأتها مؤخرا والتي تندرج تحت بند الكوميديا السوداء، وطوال قراءتي لها تبادر إلى ذهني تحويلها إلى فلم وقيام المخرج الأميركي "كوينتن تارانتينو" بإخراجه لأنها تقترب بشدة من أسلوبه الإخراجي أو هكذا أتمنى.

يُنصح بقراءتها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق