تغريبة القافر > مراجعات رواية تغريبة القافر > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

تغريبة القافر - زهران القاسمي
تحميل الكتاب

تغريبة القافر

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"لقد شعر بثقب في روحه، ثُقب في وسط جسده بين صدره وبطنه، ثقب كبير كأنه نافذة يستطيع أن يرى منها ما خلفه وراءه."

رواية "تغريبة القافر" للكاتب العُماني "زهران القاسمي" -التي وصلت إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية لعام -2023 هي واحدة من أجمل ما قرأت في الأدب العربي والخليجي، رواية تخلط الخيال بالواقع، تُقدم قضايا عديدة، تطرح تساؤلات، تُجيب على بعضها وتترك الباقي لك، رواية عن الوطن، وما يُقدمه لنا، وماهية الوطن، وهل سيقبلنا الوطن حتى لو كُنا مختلفين، أم سيلفظنا خارجه، سيسخر منا قاطنيه، لاختلافنا، مهما قدمنا له من مُساهمات، رواية قد تكون شديدة الرمزية، وفي نفس الوقت قد تكون شديدة الواقعية رغم السحر والخيال في بعض الأحداث، ولكن ما حدث في قرية "المسفاة" قد يكون رمزية ودلالة على ما يحدث في أي قرية أخرى لو نظرنا من نطاق ضيق، أو أي وطن لو نظرنا من نطاق أوسع.

تبدأ حكاية سالم بن عبدالله بن جميل بالموت، والغرق، يُنتشل من رحم الموت، لتبدأ رحلته مع الماء، وتلك العلاقة السحرية التي نشأت، فهو يستطيع أن يسمع الماء مهما كان بعيداً ومتوارياً، حتى أصبحت تلك مهنته، رغم السخرية التي لاقاها في أول الأمر، ولكنه أثبت بموهبته الإلهية وأنقذ قريته، فهل سيشفع ذلك ليكون مقبولاً اجتماعياً بينهم؟ أم سيظل ود الغريقة؟

قد يكون العنوان غريباً وغير مفهوماً، ولكن بتقدم الأحداث تفهم من هو القافر، وتغريبته وسط قريته، القافر هو المُتتبع أو الذي يقتفي أثراً، فهل كان فقط ما يبحث عنه سالم هو الماء؟ أم كان يبحث عن وطناً يحتضنه؟

الحكاية زاخرة بالشخصيات، والكاتب بذل جهداً كبيراً في تقديم الشخصيات، وخلفياتهم، والسحر المُرتبط بكلاً منهم، حكايات وقصص مليئة بالعبر والدلائل، ولكنها تصب في منبع واحد، فكانت الحكايات كالماء، مُتماسكة ومُترابطة مهما تشتت، ولكن الجهد الأكبر المبذول فكان في التفاصيل الدقيقة لعمل الأفلاج، طريقة الحفر، والتكسير، استرسل الكاتب، ووصف كل العمليات المُصاحبة للكشف عن الماء، لم يتكاسل في أي مرة، فزادت واقعية للحكاية.

رغم قصر الرواية النسبي حوالي 225 صفحة إلا أنها مليئة بالتفاصيل المُمتعة، السرد ساحر وينساب بسلاسة، لم أشعر بالملل قط حتى في أوقات وصف الأفلاج الذي من الطبيعي أن تكون مُملة، النهاية مفتوحة بكل تأكيد، ولكن لها دلالتها، وبعد الإنتهاء من الرواية وتُفكر في الأحداث بصوت عال، رُبما ترى الرواية بشكلاً مُختلف، رُبما ترى رمزية مستترة قصدها الكاتب أو لا، ورُبما ترى حكاية عن المعاناة، مُختلفة عما قرأته من قبل.

بكل تأكيد يُنصح بها، وترشح مُستحق.

Facebook Twitter Link .
13 يوافقون
2 تعليقات