"ولو وافاني القدر، ورحلت في الوقت الذي قدره الأطباء، فإني أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا وأمنًا، وأن يكون في هذا الكتاب ما قد ينقب ولو ثغرة واحدة، ليمر منها بعض الضوء إلى من يقرأ."
بدأت هذا الكتاب بالتزامن مع اكتشاف عدة أمراض كثيرة فجائية وجميعها يؤثر على الآخر..
ولكم كرهت فكرة المرض، ذلك العجز المقيت، الذي تتمنى أن يذهب بأي ثمن، وأي دواء، حتى تستعيد العادي، الذي لا نشعر به أبدًا.
ثاني تجربة لسيرة ذاتية ومغامرة مع المرض، والتي على الرغم من كل الألم والحزن الذي ستشعر به، كسرة قلبك وروحك، والكثير من البكاء، يحكي "محمد أبو الغيط" سنواته مع المرض، سنوات كاملة من حياته، من الألم الخاص، الفحوصات المليونية، والأدوية المختلفة، الحياة بعد السرطان ليست كقبلها، حياتك تختلف تمامًا، ونظرتك لكل شيء تُصبح أوسع، فهذا الكتاب الذي ستقرأه رُبما لن تجد فرصة لتقرأه مرة أخرى، وتلك الأكلة، وذلك الشخص الذي تراه رُبما لن تراه مرة أخرى! إنه لعنة على كل شيء، يحتل كل كيانك، من جسدك، حتى روحك، ولكنه وجد مُقاتلاً عنيداً اسمه "محمد أبو الغيط".
وأخيرًا هي سيرة ذاتية مؤلمة وصادقة، مليئة بالدفء والجمال برغم كل شيء، حياة بين دفتين كتاب، لتجعلنا نُعيد النظر إلى العديد من الأمور حولنا، وننظر للضوء القادم بهدوء وسكون.
تجربة ممتعة ومُلهمة، ولكني للأسف لا استطيع أن أنصح بها للجميع، فهي شديدة على النفس، ووطأتها كبيرة على الروح.