اعترفات شرسة > مراجعات رواية اعترفات شرسة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

اعترفات شرسة - ميا كوتو, مارك جمال
تحميل الكتاب

اعترفات شرسة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"قبل أن أصبح يتيماً، كان كل شيء عندي سليماً بلا مساس: البيت، والزمن، والسماء التي قيل لي إن أمي تجوبها ساهرة على حراسة النجوم. وعلى الرغم من ذلك، فلقد نظرت إلى الحياة بغتة فتملكني الذعر. كم كانت الحياة لامتناهية، وكم كنتُ صغيراً وحيداً! ما كدت أطأ الأرض بقدمي حتى انكمشت. كم كانت قدماي هزيلتين! وفجأة، لم يعد هنالك سوى الماضي. وإذا الموت بحيرة أشد عتمة وبطئاً من قبة السماء."

رواية "اعترافات شرسة" هي تجربتي الثانية للكاتب الموزمبيقي "ميا كوتو" بعد رواية "أرض تسير نائمة"، وتستطيع أن تجد التشابهات بين الروايتين، من سحر وخيال مخلوط بالواقع، من جهل وتخلف يُدمي القارة السمراء، وموزمبيق تحديداً، ولكن في "اعترافات شرسة" كانت القصة أكثر تماسكاً، والأحداث أكثر متعة، والشخصيات واضحة لها أهداف وتاريخ مكتوب بشكل جيد، والأهم من كل ذلك، أن السرد كان ساحراً وسلساً، حتى لو كان رمزياً، ولكن رمزية ليست بمُعقدة، بل تنكشف رويداً رويداً مع تقدم الأحداث.

"الحب والسعادة يُشبهان أحدهما الآخر. فلا السعادة محاولة، ولا الحب قرار. إما يكون المرء سعيداً وإما لا يكون. إما يحب وإما لا يحب."

نرى الرواية من نظرة بطليها، ماريمار؛ فتاة قرية كولوماني، وأركانجو باليرو؛ صياد أسود مُحترف، ومن وجهتي نظرهم المُختلفة للأحداث، نرى الفروق بين الرجال والنساء، الصراعات المُستمرة للنساء لتكتسب ما هو حقاً لها، بين خنوع ورضا، وبين ثورة ومثابرة، وبين ما يحصل عليه الرجال دون أي مجهود أو تعب. يقول الكاتب في مقدمة الرواية أن الأحداث بها شيئاً من الحقيقة، ودعني أتفق معه، ذلك المجتمع الذكوري يطحن النساء بلا هوادة ولا رحمة، حتى إن رمزية الأسد واللبؤة واضحة للعيان في هذا الشأن، وللتخفيف من وطأة الأحداث الدموية أحياناً والعنيفة دائماً، كان هناك عنصر الأسطورة والخيال، الذي جعل الرواية كأنها حكاية غير واقعية، تُحكى من بلداً خيالي، ولشخصيات من وهم وإدعاء، لكنك حتى لو قررت ذلك، ستجد الحقيقة كامنة في ذهنك بعد نهاية الرواية.

ختاماً..

رواية مُمتعة ومشوقة، أحداثها ساحرة، ذات سرد مُمتع، وتحمل في طياتها العديد من الأفكار والرمزيات المُدهشة، بترجمة أكثر من رائعة وفي منتهى السلاسة من "مارك جمال" -هذا تاسع عمل أقرأه من ترجماته- الذي شمل مجهوده حتى عنوان الرواية، الذي لو كان تُرجم حرفياً، لأصبحت الرواية من الأدب الإيروتيكي، بدلاً من رواية ساحرة مُمتعة.

يُنصح بها بكل تأكيد.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق