أتما > مراجعات رواية أتما > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أتما - بسمة خالد الخولي
تحميل الكتاب

أتما

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"أرواح البشر مريضة، تنزف قيحاً ودماً لونه أسود خلف أقنعة من السعادة، الاقتناع والرضا، لا أحد يُحاول علاج ما ألمَ بروحه وعقله من تعفن، لا أحد يهتم طالما ظل المرض قيد الخفاء."

رواية "أتما" هي تجربتي الأولى للكاتبة والمُترجمة "بسمة الخولي" بعد ثلاث تجارب لترجماتها في أدب الرعب، دخلت هذه الرواية متوقعاً لرواية من نفس اللون الأدبي، ولكني تفاجئت بوجبة نفسية فلسفية شديدة الجودة، ولكن، دع لكن لنهاية المراجعة، اتفقنا؟

في البداية "أتما" في الفلسفية الهندية هي كلمة سنسكريتية تعني النفس أو الذات الداخلية، بمعنى أعم وأقرب للرواية، تعني الروح. وهو عنوان شديد الملائمة للأحداث، التي تبدأ مع الطبيب النفسي "أحمد" الذي يسعى لأن ينال منحة تُساعده في تحقيق إنجازات مهنية ودراسية، فتضع الأقدار في طريقه حالة "يُمنى" التي من أول جلسة يجد أن وراءها أسراراً غامضة، وأحداثاً سودواية، فهل سينجو من التأثر بها؟ أم ستلمسه وتُغيره، بل ورُبما تقلب حياته رأساً على عقب!

"يُمكننا تقبل ندوبنا، لكن من الصعب أن نتقبل أن يراها سوانا."

بدأت الرواية شديدة القوة، طارحة فلسفتها في دونية البشرية والزيف الذي أصبحنا نعيش فيه، وتلك الندوب التي نضطر على التعامل معها، وتزييف سعادتنا، وعدم مواجهة أنفسنا، تاركين الحياة تسير كما تسير. بأحداث مُتسارعة وشيقة، وجدت نفسي مأخوذاً بأحداث الرواية وفلسفتها، ووطأة حالة "يُمنى" على حياة "أحمد"، ووطأة فلسفة الرواية على تفكيري!

فالرواية على الرغم من بعض العناصر الما ورائية الطفيفة، ولكنها مؤثرة في الأحداث، تتبنى فكرة "ماذا لو واجهنا أنفسنا؟" هل سنخاف مما سنجده؟ هل سنتقبل ما نجده؟ تلك الأمراض والأفكار الخبيثة المقموعة بداخلنا، هل عند ظهورها على سطح حياتنا سنتقبلها؟ ويتقبلها الآخرين؟ والأهم من كل ذلك لو ظهرت تلك الأفكار في حياتنا هل سنتمكن من قمعها مرة أخرى لنتمكن من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي مرة أخرى؟ أم سيظل تأثيرها حاضراً وبكثافة، يملأ الجو سواداً، والعقل أفكار مسمومة، تُلوثنا، وتُخربنا، أكثر خراباً مما كنا عليه.

وعندما وجدت نفسي في قمة تفاعلي مع الرواية، بدأ تسلسل النهاية، الذي لم يكن أفضل ما في الإمكان، وأدعي أنه رُبما كان الافتراض الأسوأ لختام الأحداث، ليس لأن الأحداث أصبحت أكثر فلسفة، وتعقيداً، وأن المنطق هرب من الأحداث بغير رجعة، ولكن لأن النهاية بكل تأكيد لم تخدم جوهر فكرة الرواية، ولم توضحها حتى، بل زادت من الحيرة والغموض، بالإضافة إلى تبريرات مُجحفة ومُجوفة عن القتل، ولولا أنني احتفظت بأفكار ما قبل النهاية، لإنهارت الرواية عندي تماماً، ووجدت أن اختلال التوازن بالنهاية هو مُجرد قرار سيء، لكن لا تزال أفكار الرواية تحمل قدراً مرتفعاً عندي، فكانت الرواية إجمالاً مقبولة.

ختاماً..

رواية "أتما" هي تجربة نفسية، أظنها ستضعك أمام درساً قاسياً بعض الشيء، وهو مواجهة نفسك، ورؤية الحياة من وجهة نظر مُختلة، فحتى الطبيب النفسي الذي كان اختصاصه المداواة وجد نفسه في حاجة إلى الدواء، وأن رؤية العالم من هذه الزاوية المُعتمة، لا تجعل المرء يغفلها عند النظرة الكلية للعالم.

لا أستطيع أن أنصح بها تماماً، ولكن لو قرأتها أعدك بتجربة مُختلفة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق