على نهر كلايد > مراجعات كتاب على نهر كلايد > مراجعة Sylvia Samaan

على نهر كلايد - هبة هنداوي
تحميل الكتاب

على نهر كلايد

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

وكان ختام قراءاتي في العام المنصرم، مسكًا

حيث كتاب هبة هنداوي الأخير الحصري على أبجد (على نهر كلايد) وبعذوبة شديدة وصدق متناهي تسرد لنا الكاتبة تجربتها الشخصية في مزيج رائع بين أدب الرحلات والسفر مع أدب السيرة الذاتية لمدة ثلاث سنوات قضتهم بصحبة زوجها والابناء في بلدة جلاسجو في اسكتلندا أثناء دراسته لنوال درجة الدكتوراه.

بدأت حكايتها بأخذ قرارها بالسفر له بصحبة الأنجال بعد نجاحها في بيع الشقة التي كانوا يقطنونها ومن ثم شراء أخرى جديدة تتفوق على سابقتها.

شاركتنا على مدى الصفحات المتتالية مخاوفها وظنونها، أطلعتنا على تفاصيل حياتها اليومية في ظل انشغال الزوج بدراسته حتى في أيام العطلات.

اصطحبتنا إلى المكتبة العامة بالحي، حتى يوم التقديم للمدرسة لم تفوته علينا، وكم كانت تجربة فريدة من نوعها تفتقر إليها في بلدنا!

ناهيك عن تجربة أن تنجب طفلًا في بلد غريب بعيد، تختلف الرعاية الطبية كليًا عم هو متداول بيننا في الشعوب العربية.

اتسمت بالصراحة الشديدة في التعبير عن مشاعرها إزاء هويتها التي كلما افتخرت بها رغم المواقف التي مرت بها وقد شعرت وكأن العيون مصوبة إليها بمشاعر مضطربة يشوبها الرهبة والعداء حيث تعتمر غطاء الرأس الذي يميز هويتها الدينية والعرقية من يثير مخاوف الآخرين عند سماع رنين جهاز الإنذار!

أوضحت كم كانت البلدة ومؤسساتها متفهمة لخلفيات المهاجرين واللاجئين على السواء دينيًا كانت أم حضارية.

كما تعرضت لما يلاقيه المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين من عداء اتسم بالسلوك الفردي من الشباب الصغير لشعورهم باقتحام اللاجئين بلدانهم الصغيرة التي تستضيفهم وعلى الجانب الآخر اشتعرضت ما يقوم به اللاجئين من حيل تسئ إلى الكل دون تمييز!

أحببت قصص هبة وجلسات الصديقات، أحببت كونها حقيقية تفيض بالمشاعر

كم كانت سنوات معيشتها هناك قليلة معدودة على أصابع اليد الواحدة إلا أنها زخرت بتجارب عدة، من عمل تطوعي، لدراسة الترجمة الفورية وغيرها من الخبرات التي اكتسبتها.

كم شعرت معها بالقلق حيال منال ولكم فرحت حين شعرت أن الطيبين يرسل لهم الله ملائكته على هيئة بشر يرشدونهم وكم بالحري أخذت هبة ذاك الدور والمكانة مع الآخرين.

من نهر النيل إلى نهر كلايد ثم العودة من جديد إلى جدورنا الطيبة ونيلها السخي.

كتاب من ٢٨٦ صفحة أسهبت هبة هنداوي في وصف علاقتها بالمكان والبشر هناك، في جلاسجو على ضفاف نهر كلايد.

دعوني أستعرض معكم البعض مما استوقفني من عبارات:

❞ يمكن للإنسان أن يظلم نفسه بالاستسلام لآراء الآخرين بدون أن يعيد التفكير فيها أو يختبر صدقها من عدمه. ❝

❞ تبقى التجارب البشرية فردية قابلة لتغيير النتائج بتغيير الأشخاص. ❝

❞ حقا إن إرضاء الناس غاية لا تدرك ❝

‏❞ الغربة كما المصائب والمحن؛ كاشفة لحقيقة كثير من العلاقات ❝

‏❞ عجيب أمر هذه الابتسامة فبحركة تلقائية نقوم بها تتهلل لها أسارير الوجه وتنشر الراحة والألفة كما لو أن حبلا من الود الخالص انطلق من شخص لآخر حتى وإن كان يجهله. ❝

❞ للتفاهم بين البشر لغات كثيرة لكن تبقى الابتسامة هي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج لمترجم ولا وسيط! ❝

‏❞ كم من بيوت هدمتها سطوة أفكار الآخرين وكم من أشخاص دمرت حياتهم تيارات العقل الجمعي التي ما أنزل الله بها من سلطان فقادتهم للفشل لأنهم اتبعوا القطيع فأصابهم الأذى. ❝

في النهاية، كانت رحلة ممتعة أرشحها لكل من يرغب في السفر قليلًا بمعية هبة إلى جلاسجو مع تمنياتي بقضاء وقت ممتع.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق