محاضرة في المطر > مراجعات رواية محاضرة في المطر > مراجعة Mohamed Osama

محاضرة في المطر - خوان بيورو, مارك جمال
تحميل الكتاب

محاضرة في المطر

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ريفيوهات

"محاضرة في المطر.....عن إنسان ما"

"أتعلمين أيَّ حُزنٍ يبعث المطرْ؟

وكيف تنشج المزاريب إذا انهمرْ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياعْ؟

بلا انتهاء ـ كالدَّم المراق، كالجياعْ.

كالحب، كالأطفال، كالموتى ـ هو المطرْ!"

فلتتمهل يا قارئي العزيز، لست هنا لكي أقارن بين هذا المقطع من قصيدة أنشودة المطر لبدر شاكر السياب وتلك الرواية، بل أضعها منبهرا بتلك الصورة التي رأيتها وتلك الحالة التي شعرت بها في القصة- والتي تغلفه تلك المقطوعة بالطبع- من بطل الرواية وحديثه المطول-في مختبر ذهني وهو المحاضرة- ولفتاته وجمله التي تغرف من نزقه وخوفه وشهوته وحسرته وأنسه ووحدته، كأنها زخة مطر هادئة، بدأت بضربة خفيفة "نسيان ورق المحاضرة مثلا" ، تشتد فنشعر-رغم صغر الرواية- بنشيج مصدرها والذي للمفارقة يشعر بالوحدة والضياع نوعا ما..

❞ في المطر تتجلَّى دقائق الأشياء، ولذا كان فرناندو بيسوا يحبّ المطر المائل، لا المطر المُدمِّر، المُدوِّي. ذلك أن المطر المائل يتساقط على استحياء، كمن يُخرِّب قليلًا، مِن دون أن يفسد شيئًا. إن ذلك المطر جميل في حزنه. ❝

--اسم المصير "بعض من صراعات نفسية"

-تتركز حبكة الرواية على بطل الرواية الحائر الحالم- والذي يعيش بين الكتب، يتشربها ويجيب باقتباساتها ويتمثل بأقوال مؤلفيها لوصف حاله كما قال في حزنه ما قاله الشاعر إلييسو دييغو "وكأن دموع الآخر تنساب في وجهي"- من ناحية أمام سوليداد زوجته الجامدة القاسية مع كتبه، والتي في رأيي تمثل واقعه في صرخاتها وتوعداتها التي أفاقته من قراءته مثلا، ومن المحتمل أيضا في قصر قامتها التي لا تستطيع من خلاله الوصول للأرفف الأعلى في المكتبة "كإشارة على أن واقعه معه شديد الثقل لا يصل إلى ما ارتقاه"، فضلا عن كون اسمها- كما أشار المترجم- يعني الوحدة والعزلة، وهو ما يزيد وطأة ألمه، ورغم أنه يتكيف معها لحظة صفائه ويرى فيها شهوة، إلا أننا نتفهم فرحه عندما أيقن عدم عودتها.

-ومن ناحية أخرى لاورا الفتاة الباحثة، التي هام بها ورأى فيها معنى الحب عنده، ورآها من نفس صنفه المحلق بين الكتب، والتي ربما اسمها يعني ورق الغار، شيء يعطي حياته البائسة معنى يدور حوله سواء في القرب أو البعد، وربما ينسجها إكليلا كأنه قد ظفر بمعنى شهوة والتحام حقيقي منتصرا بها على واقعه أو سوليداد في نفسه.

-- بين حياتين والسعي للكمال

❞ استشهدَت بالاقتباس التالي: «لا يمكنك أن تملك حصَّةَ اليوم والأمس معًا، لا يمكنك أن تعود إلى ما كنتَ عليه في الماضي، وتبقى كما أنت عليه الآن لا بدّ من الاختيار السعادة واحدة ليس سواها لا يمكنك أن تملك الشمس والقمر معا ❝

- من قول لاورا تفهم أفعالها، ففي أحيان تلعب دور جذوة اللهب، الشهوة التي تدفع بطل الرواية للتحرك، ومن مبرر البطل بأنه أبسط من رأتهم لاورا، فكان الأمر سهل عليها مجرد خطفة بالجسد "مجرد شيء في قاع هرم الاحتياجات" حتى يشحن كل منهما بشعور يقاومان به حياتهما.

-أما ناحية بطل الرواية، فهو يريد أن يوازن بين هذا، وبين حب يدفع المرء لتعقيدات واختيارات في التكملة أم لا، لذا حين سألته لاورا عن حبها حين فتح حديثا عن كتاب ألف ليلة وليلة خفت إعجابه، وكأن الوقود يلزمه شيئا غامضا ليبقيه براقا كأول مرة، لكن فضول البطل يفسد كل شيء

--الحكيم دائما "قطة بدينة"

❞ بادرني قائلًا، قبل أن أتطرَّق إلى الموضوع. «حذار، فالحبّ وقعةٌ تورِث المرء خدوشًا. To fall in love… مَن أحبّ وقع. ولكني أفترض أنك بالأحرى تتعثَّر في سيرك» ❝

-وأخيرا لا أجد في وصف البدين "النموذج المثالي للمثقف عند المؤلف" إلا لكونه حكيما، يفهم معاناته مع أبيه فيحتفظ بكتاب ألف ليلة وليلة، ويضعها مفتاحا للاورا عن حياته، وأيضا يكبح فضوله، يخبره عن حقيقة مصيره مع لاورا، لكن دون جدوى، فاكتفى هنا في موضع القط برونو، لمعة تحمل رائحة حبيب، وشخص يحمل لقب الأخير في سماع مطر البطل الخاص.

مختتم: فضول البطل أفسد حياته فعلا، لكن فضولي في إكمال النوفيلا قد أبهرني وقلب ما كنت أتخيله تماما في حديث البطل وحركاته، لكن كله مطر، وكله محبب إليّ

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق