اغتيال قوت القلوب الدمرداشية - سيدة القصر > مراجعات كتاب اغتيال قوت القلوب الدمرداشية - سيدة القصر > مراجعة Yusra Yusry

اغتيال قوت القلوب الدمرداشية - سيدة القصر - سهير عبد الحميد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

• اسم الكتاب: سيدة القصر

• الكاتب: سهير عبد الحميد

• دار النشر: ريشة للنشر والتوزيع

• عدد الصفحات: ١٨٤ صفحة

  كانت رحلة ممتعة صحبتنا فيها الكاتبة الصحفية فكانت المرشد لتعريفنا بحياة سيدة المجتمع الأرستقراطية والكاتبة قوت القلوب، ابنة شيخ الطريقة الدمرداشية عبد الرحيم باشا الدمرداش، مؤسس مستشفى الدمرداش، الذي ساهمت في الجزء الأكبر من تأسيسه قوت القلوب ابنته بمبلغ وقدره ٥٠ ألف جنيه، والذي يعد ثروة آنذاك.

  عرفت قوت القلوب من ضمن أكثر ٦ شخصيات ثراءًا في القطر المصري بما تمتلكه من قصور وعقارات وأفدنة ومبالغ مالية طائلة ورثتها عن أبيها الذي كتب لها كل ما يملك، وحرم ابنته الكبرى حميدة من أملاكه بإيعاز من السيدة زينب التودي، أم قوت القلوب، فحميدة من سيدة أخرى تزوجها عبد الرحيم باشا قبل السيدة زينب وكان حلمه إنجاب ذكر كعادة أغلب رجال هذا العصر؛ ليحمل اسمه ونعشه حين يموت بدلًا من الغرباء وهي فكرة من ضمن أفكار تسيدت واقع الناس آنذاك، بالإضافة إلى نظرة الناس إلى المرأة فهي وعاء للإنجاب وتربية الأطفال، بالتالي إذا كانت عقيم فهي عديمة القيمة وتنظر إلى نفسها بعين المجتمع الذي جعلها حبيسة هذا الإطار واستنكر عليها الخروج منه كما استنكر عليها الخروج من منزلها إلا في حالتي الزواج فالانتقال إلى بيت زوجها والموت فالانتقال إلى قبرها، وهو ما تناولته السيدة قوت القلوب في مؤلفاتها الروائية التي كتبتها بالفرنسية، فكانت لها متسعًا حرًا في السرد وتناول وقائع عصرها من خطوب وأحداث وعادات حتى أن القارئ ليظن أنها كانت تعيش مع تلك الشخصيات بحق وهي سليلة أعرق وأغنى عائلات العباسية. أخذ عميد الأدب العربي طه حسين مأخذين على السيدة قوت القلوب كناقد لكتبها في كتابه "فصول في الأدب والنقد" وأفرد لذلك فصلًا عنها فكانا مأخذاه هما أنها مصرية عربية كتبت بالفرنسية، وأن الإشادة بكتبها وصلت من باريس إلى مصر وليس العكس كما تمنى، وأنها تناولت تفاصيل رواياتها بمزيد من الحرية والانفتاحية مما عرف المجتمع الفرنسي على ما نعانيه من عيوب ومشاكل، وهو ما لا أعتبره -شخصيًا- مأخذًا أو عيبًا من الأساس وهو ما أخذه الكثير على أديب نوبل نجيب محفوظ أيضًا باعتباره "عرى المجتمع المصري"، ولكنها الحقيقة بما أن الأدب مرآة الشعوب وكيف السبيل إلى الإصلاح والخلاص من المساوئ دون مواجهة صريحة ومكاشفة تخلو من أي عوج !!

  يكفي مجتمعنا نفاقًا مع ذاته، ولنلتفت إلى ما يقدم لنا في صادق الأعمال.

  غلب أسلوب التحقيق الصحفي على الكتاب، ولا أنكر شعوري بالحزن على الفترات المظلمة في حياة السيدة قوت القلوب، فهي أحبت من طرف واحد، وحاولت بكل ما أوتيت من مشاعر وحيل التقرب من محبوبها الصحفي محمود أبو الفتح الذي لم يبادلها نفس الشعور وكانت حياته مليئة بالصراعات؛ نظرًا لأنه لم يكن على وفاق مع جمال عبد الناصر، فحُكِم عليه بالسجن وجُرِد من الجنسية المصرية، فغادر البلاد حتى أنه حرم من دخولها بعد وفاته ودُفن بتونس فكان لهذا الحب تبعات مرة أثرت عليها وعلى أبنائها في فترة التأميم فقد تم هدم قصرها بالتحرير وتم رفد ابنها مصطفى من وزارة الخارجية فسافرا إلى إيطاليا بعد أن هرّبت بعض أموالها لتختبر حياة الفقر والعوز التي بسببها ماتت مقتولة على يد ابنها المصاب بالاكتئاب الهوسي جراء الحياة التي اختبرها من نعيم إلى تقشف !

  كانت تجربة قراءة ممتعة خفيفة برغم غناها بالتفاصيل، وأحببت تناول تاريخ حياة شخصيات مصرية أثرت واقع المجتمع على مر الزمان وأتفق مع طه حسين في ذكره أن دارسي الفلكلور سيشكرون السيدة قوت القلوب على ما قدمته لهم من مادة غنية في مؤلفاتها ستفيدهم في دراستهم البحثية.

#اقرأ

#نادية

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق