أهي سيرة ذاتية يامحمد.. أم هي سيرة ذاتية للسرطان اللعين.. أم كنت تكتب رثاءًا ونعيًا لنفسك
رحلة بدأت بالشوك وانتهت بالموت.. يالها من رحلة بائسة أليمة تدمي قلوبنا وتؤلم أرواحنا وتحرق نفوسنا
حاول محمد كثيرًا أن يقاوم.. أن يبث الأمل بين صفحات الكتاب.. لكن من خلال هذا الأمل شعرت بكثير من الألم.. بل رأيته يكتب ويبكي.. يبكي كثيرا.. رأيت دموعه تنهمر وهو يبث شجونه.. أحسست بألم طعنات كلماته وهو يعري نفسه أمام الجميع وأمام نفسه.. ياله من كتاب يامحمد.. كيف تحملت ألم السرطان وألم الكتابة..كيف تحملت يامحمد؟
يالها من روح شفافة نقية التي تستطيع أن تتحمل كل هذا من أجل توثيق الرحلة ومن أجل رد الجميل
رد الجميل للشمس والقمر.. أبيه وأمه.. ولوردته البيضاء الخارقة.. زوجته.. ولأطبائه.. ولأصدقائه..وحتى لابنه يحيى
أى انسان يفكر في رد الجميل في مثل موقفه البائس ومرضه اللعين لهو انسان رائع يستحق أن يُذكر اسمه كثيرًا.. يستحق أن يعيش أطول.. وأظن أن كتابه هذا سيجعله يعيش أكثر من كل أبناء جيلنا
قرأت مؤخرًا تعبيرًا مدهشًا للكاتبة شيماء هشام سعد عن أن الكتابة ربما تبدأها كحبل لتصنع مشنقة فتجدها تصلح كأرجوحة.. ربما هذا الكتاب وُجد ليكون مشنقة إلا أنه سيكون أرجوحة نهدهد فيها ذكرى محمد زمنًا طويلًا
محمد بحث عن الضوء والخير كثيرًا في البشر وفي الدنيا.. وجده أحيانًا وتعثر أحيانًا.. وأدعو الله أن يكون قد وجده في دار الحق.. وأدعو الله أن نجده في الدنيا والآخرة
فإلى الضوء اذهب يامحمد
رحمة الله عليك يامحمد وأسكنك الله فسيح جناته
#اقرأ
#أبجد