القذيفة > مراجعات رواية القذيفة > مراجعة || مـلك الشّنّـاوي. 🌿🕊♪

القذيفة - روماني أرميس
تحميل الكتاب

القذيفة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"على هذه الصفحات، المصير مُظلم للجميع. "

☜ القذيفة.

- للكاتب: روماني أرميس.

- عدد الصفحات: ٣٦٦ ؃

- تصميم غلاف: إسلام مجاهد.

••

☜ نبذة عن العمل:

يدلّ اسم الرواية على أنها رواية خيالية، يجذبك إليها لتنهال فوقك صفحاتها وتفاصيلها المُريبة مُجبرةً إياك على ألا تتركها! لتتفاجأ بعدها أنّها ليست خيالية.. بل هي من الواقع، ما نعايشه ويعيش فيه غيرُنا!

• هُنا •

في خطٍ زمنِيٍّ ما بين 1990 إلى 2015.

تبدأ برجلٍ يجرّ امرأة كهلة وراءه، يعلو البغض ملامح وجهه المُخيفة، يستعد للانقضاض عليها للفتك بها.. ولكن تصل الشرطة في الوقت المناسب.. أو هكذا خُيّل لنا!

ثم هبت ريح أقل ما يقال عنها أنها جليدية، شيءٌ لا يقدر استيعابه، طاقة مُنتشرة في الأرجاءِ جعلت الشاب المُريب يشغل النيران لقتل نفسه بدلًا من قتل العجوز الماكثة تحت قدمه!

ولكن لم تفعل أعواد الثقاب شيئًا.. بل فعلت رُصاصة أطلقت من شخصٍ مجهولٍ.

" ما دام لم يطلق النار لا أنا ولا أحد من رجالي، فمن أين جاءت الرصاصة التي اخترقت مكونةً ثقبًا في جبهة الشابِ؟ "

سؤالٌ راود عقل الظابط الماثل أمام جثة الشاب، من أطلقها؟

- نفى تقرير الطب الشّرعي وجود أي رصاصة اخترقت الجبهة! ولكن كيف... لقد شاهدها جميع الرجال!!

_ لننتقل للماضي، إلى حياةِ رجلٍ كان يأمل أن تظل الحياة هادئة ودافئة، لكن هناك شعور غامض يخبره بأن هناك صدمة آتية تفوق كل صدمات حياته..

" ابن الغولة، ابن الغُولة. "

كلماتٍ تلفظ بها أطفال الحارة الذين يلهون في الخارج، وقعت على مسامِع هذا الرجُلٍ ليشرد بها قليلًا..

مرض غريب لم يظهر قط من قبل ولم يصلوا لدواءٍ له إلى الآن، قشورٌ تملأ الجسد، وجلدٌ سميكٌ مُخيف.. وهو وراثيّ أيضًا.. ولكن لا أحد في عائلته يعاني منه!

- طفلٌ يعيش حياة طبيعية بين عائلته ووالده الذي يحبه أكثر من أي شيء.. ولكن الحياة لن تستمر بتلك البساطة.. لقد ألقاه والده في الشارع تاركًا إياه خلفه واختفى وسط المارة!

الشارع مُرعب للغاية، ستعلم ذلك فقط إن لجأت إليه مثلما لجأ إليه مجهول الاسم...

خطا الطفل أولى خطواته خلف حافظ، وهو لا يعلم أنها الحروف الأولى في قصةٍ جديدةٍ.. قصة من هولها لم تكن تخطر على باله، ومن بشاعتها سترتعد مصر كلها!

وحينما ارتكب أولى جرائمه البشعة، قرر دون أن يعلم أن الأمر سيتعدى كل هذا، وان انتقامه سيكون حديث الأرض كلها.. لا شك.

_ مواضيعٌ شائكة ليس من البسيط التّحدث بها في عملٍ روائيٍّ وطرحها بهذا الشكل إلا أنّها وضعت في موضعها.

_ الأموات لا يعودون من الموت.. ولكنه عاد!

• هُناك •

في عالمٍ آخر،

- يعطونهم قُدرة على فِعل شيء، ومن ثُمّ يسلبونها منهم!

يُفرغون ذاكرة الشخص، ثم يجندوه لصالحهم من بعدها، زارعين في عقله الخالي الولاء لهم؛ فيزداد جيش المُسخرين.

" ذلك الشاب الذي كان يظن نفسه ثائرًا محررًا للعبيد أنضم للمسخرين أخيرًا!

لم يعد باقيًا إلا أن يستعد لمغادرة هذا العالم الذي يركض في طريقه للفناء والعبور للجانب الآخر من البوابة. "

- بوّابة في عالم آخر، فُتحت لتلتقي بمشهدٍ غريب، ولكن.. لقد نفذت القذيفة منها أيضًا وأصابت من أصابته.. فقط بدون قصد!

_ أعني من كل هذا:

ثقبٌ فزيائي، مُقاتل يسعى للتحرير من العبودية، رجلٌ مشوّه لم يكمل انتقامه بعد، وقُدرات مثيرة انتقلت دون قصدٍ إلى الراقد فوق الفراش، فما التالي؟

●●

☜ رأيي الشّخصي:

— صدق الكاتب حينما نوّه في مقدمة الرواية أنها تحتاج إلى بالٍ صافٍ تمامًا لا يشوبه شيء، وهذا ما جعلني أبطئ في قراءتها؛ لأنّ بطبيعة الحال لسنا ببالٍ صافٍ دائمًا.

القذيفة رواية مُرهقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، استغرقت مني مدّة طويلة إلى أن أنهيتها.. تجعلك تغلقها كلما قرأت جزءًا منها؛ لتفكر فيما قرأته وتسأل: كيف هذا!

ستأخذ استراحات كثيرة بعد كل فصلٍ أو اثنين، أنت أمام خيوطٍ كثيرة عليك دمجها لتُنتج لك الحقيقة -هذا إن استطعت أن تدرك أنّ هذا خيط مقدَّم لك من الأساس!-

_ رواية سوداوية حقًّا.. ولكن في الحقيقة هي واقعية فقط.. والواقع أسود!

— لم أحدد لها تصنيف بعينهِ، هي مزيجٌ غريبٌ.. ولكنه رائع.

●●

☜ الفِكرة:

يحمل العمل عدّة أفكار، نصفها أساسية والنصف الآخر بالتأكيد أفكار فرعية أخرى، إلا أنني لولا عدد الأفكار لجزمت أنّ كلها أفكار أساسية لا تقل أهمية عن بعضها.

أعجبت كثيرًا بأهمية كل فكرة تتوغل إلى الأحداث لتصنع لها مكانًا يستوطن عقلك أثر إعجابك به!

معلوماتٌ علميّة، أمراض وظواهر غريبة رُبطت بالأحداث بطريقة لم تظهر وكأنها وضعت لمجرد الإطالة وتزويد المعلومات، بل وضعت بطريقة حرفيّة تجعلك مقتنعًا أنها جزءًا مما تقرأ ولها أهمّيّة.

▪︎ فكرة العمل الأساسية الذي قام عليها أعجبتني كثيرًا، فالفكرة بحدّ ذاتها تحتوي على العديد من المشاكل التي تواجه مجتمعنا الحالي، وخصوصًا مع السرد الرائع لها ستشعر بها وإن لم تصادفها حتى.

▪︎ كما ناقشت الرواية عدّة أشياء لا يوجد كثير ممن يمتلك الشجاعة الكافية للتحدّث فيها.

▪︎ أعدت النظر في العديد من الأفكار فتغيّرت وجهة نظري عن البعض منها.

▪︎ كثيرٌ من الأفكار الرائعة تُظلم فقط بسبب عدم قدرة الكاتب على توظيفها وعرضها جيدًا، ولكن هنا نتحدّث عن قلمٍ قويٍّ يدرك ماذا يفعل وأين، لذا أرى أن الفكرة استُغلت بشكلٍ صحيح.

☜ الحبكة: جيدة جدًّا، رُبطت الأحداث ببعضها واستغلّت بطريقة جيدة، كما أنّ من الواضح الجهد الذي أنفق عليها لتخرج مُتماسكة هكذا.

توقعت عدّة أحداث وجاءت توقعاتي في محلّها تمامًا، لم يكن ضعفًا في الحبكة، ولكن بما أنَّك تأثرت بالعملِ والشخصيات وتحرّكت مشاعرك تجاههم؛ فمن السهل عليك أن تفكر بعقولهم لتصل إلى ما سوف يفعلونه، وهذا ما حدث معي.

▪︎ لديّ تعليقًا يرتبط بها سأذكره بالأسفل.

☜ السرد: في الواقع، أعدّ من الذين لا يتأثرون بسهولة، فليس كل شيء أقرأه يحرك مشاعري بشكلٍ صادق، وقلة من الأعمال أثارت مشاعر حقيقية بداخلي وأثرت بي أحداثها ومشاهدها، وكانت القذيفة كذلك.

أثّر بي إسلوب الكاتب الذي يعلو ويهبط، يملك القدرة الكافية على أن يحرك مشاعرك تجاه الشخصيات، وهذا بالنسبة لِي على الأقل شيء يروق لي كثيرًا، حيث كما ذكرت بالأعلى، لا أتأثر سريعًا.

وعلى سبيل المِثال لا الحصر، أثَّر بي كثيرًا مشهد " القّطّة " كان وصفه بديعًا بحق! حتى أنا أثار استغرابي تأثري الحقيقي به من الدّاخل!

▪︎ جاء السرد غزيرًا ينهال عليك كالسهام.. ولكن؟ ستكون سهامًا خفيفةً على قلبك تمامًا.

▪︎ شعرت بالملل الذي يتغلغل إلى داخلي في عدّة أحداثٍ مُحدّدة، لم يكن لها أهمية أو تخدم الفكرة، بل كانت فقط تهيئ جوًّا للحدث الذي سيقع، لذا أرى كان من الأفضل لو كان السرد أقل إسهابٍ في تلك المشاهد.

☜ الحوار: كان جيدًا-رغم قلتّه في الجزء الخاص بـهنا- مقارنةً بالسرد، لكنِّي تقبلته نظرًا لقلة الفرص لظهوره، ولكن في بعض الأحيان افتقدت وجود الحوار.

☜ اللغة: بديعة، أجاد الكاتب استخدام المرادفات القويّة لينتج تشبيهات رائعة، استخدمت جيدًا.

☜ الشخصيات: ظهرت الشخصيات بطريقة رائعة، لن تعلم جميع اسماء الشخصيات إلّا الذين يريد الكاتب أن تعلم من هم.. فقط.

▪︎ أعجبت كثيرًا بواقعية الشخصيات، وتصاعدها والتفسيرات المُقدّمة لتغير صفاتهم، خُطط لظهورهم ورسمهم بطريقة بديعة؛ فكانت التغيرات الحادثة لها أسبابها المدروسة، وصفت بطريقة أعتقد أنّها كما رسمها الكاتب في عقله تمامًا أثناء كتابة المسودّة.

▪︎ لم يرق لي كثرة الشخصيات، رغم أنّ الكاتب أجاد توظيف الشخصيات الفرعية الكثيرة إلى حدٍ ما، إلا أنني لا أفضل هذا.

▪︎ من الفصل الأول في الرواية أتخذتُ موقفي من شخصية البطل-الذي لم أعلم اسمه إلى الآن- لم تتأرجح مشاعري نحوه أبدًا ظلت نظرتي له ثابتة وبل أتيقن من صحتها في كل فصل، وبل أعتقد أنَّني لم أغير نظرتي لأي شخصية من الشخصيات من ظهورهم الأول إلى آخرِ فصل!

☜ النهاية: جاءت مفتوحة، إلّا إنها كانت مفهومة ومُناسبة للأحداث.

●●

☜ راق لِي أيضًا:

■ الغلاف الخلفي:

رأيت هذا من منظور آخر تمامًا، لا أعلم إن كان مقصودًا أم لا، ولكن -من وجهة نظري- كان غريبًا... ومُثيرًا.

بما أنّ الكاتب تغاضى عن عاملٍ مهم من عوامل انجذاب القارئ للعمل، وهو النبذة والتي من دونها لن يعلم القارئ قصة العمل، أصبح غامضًا بالنسبةِ له.

استبداله بآراءِ كتابٍ لهم سُمعتهم الجيدة، ولكن بعض القرّاء لا يقرأ حسب آراء الآخرين فهي تختلف من ذائقةٍ لأخرى.. ويعد العمل الروائي الأول للكاتب، إذًا الكاتب يُغامر حقًّا! ألن تُغامر أنت؟

أيّ كاتب يتجاهل شيئًا مهمًا مثل هذا إلا إن كان يثق في عملهِ كثيرًا ولديه من الثقة والنضح ما يكفي لطمأنته.

وهذا ما جذبني للعمل قبل عنوانه، حتى جعلني متيقنة بنسبة كبيرة أنّ العمل سيروق لي ولن أندم على قراءته.

" بالطبع كل هذا ما هو إلا تحليل شخصي لا فائدة له. "

■ كذلك راق لي انتقاء العنوان الثانويّ على الغُلاف.

●●

☜ لم يرق لي في العمل:

■ لم يرق لي دخول الجزء الفانتازي في العمل، بات مملًّا بالنسبة لي، رغم أنّ الكاتب أجاد ربطه بالجزء الآخر، ونجح بهذا، ولكن لم يكن مُمتعًا -بالنسبةِ لي- ولكن هذا لا يدل على أنه سيئ؛ بل كان جيدًا جدًّا، ولكن لم يلائم ذائقتي فقط.

وددت لو كان تم استبداله بآخر، كنت أقرأ الصفحات في الجزء " هناك " سريعًا فقط لأستطيع الفهم وأحاول الربط بين الاثنين ليس إلا، حتى أصل إلى جزء " هنا " الذي أقرأه بكل شغفٍ وانتباه يصب عليه فقط؛ لتتبّع ما سيحدث.

لم أحب الجزء الآخر بقدر ما أحببت الجزء الخاص بـ " هنا " كثيرًا، كان ممتعًا بحق، بكل أفكاره.. سرده.. أحداثه.. أهدافه ورسائله الجدّيّة!

■ ذكرت أيضًا شعوري بالملل نتيجة للإسهاب في السرد في عدّة مشاهد معدودة.

- خلاف ذلك، فالعمل رائع.

▼▲▼▲

- لا أعتقد أنّ الرواية نالت حقها إطلاقًا، أرَى أنها تستحق الكثير!

#مَلك_الشّناوي.

#القذيفة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق