جزيرة الأشجار المفقودة > مراجعات رواية جزيرة الأشجار المفقودة > مراجعة نهى عاصم

جزيرة الأشجار المفقودة - إليف  شافاق, أحمد حسن المعيني
تحميل الكتاب

جزيرة الأشجار المفقودة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

جزيرة الأشجار المفقودة

ل أليف شافاق

الغلاف العربي للرواية يظهر لنا شجرة بلا جذور ولها أغصان بعضها وارف وبعضها يابس.. وفي وسط الشجرة هناك ثلاث ثمرات للتين احداهم منقسمة إلى قسمين..

وجاء الإهداء كاشف لصورة الغلاف إذ تقول الأديبة:

❞ إلى المهاجرين والمنفيِّين في كلِّ مكان..‏

⁠‫‏أولئك المنبتِّين عن جذورهم، ومَن غرَسوا لهم جذورًا جديدة، ومن لا جذور لهم..‏

⁠‫‏وإلى الأشجار التي تركناها وراءنا‏

⁠‫‏المتجذِّرة في ذكرياتنا.‏ ❝

ثم تكتب لنا الكاتبة اقتباس لنيرودا وآخر لشكسبير .. ثم تبدأ حكايتها بمشهد بعنوان الجزيرة وتبدأها بكان ياما كان في سالف الذكرى..

جزيرة قبرص الجنة المقسومة إلى قسمين يعادي كل منهما الأخر:

❞ نيقوسيا، العاصمةُ الوحيدة المقسَّمة في هذا العالم.‏ ❝

آدا مراهقة لأم تركية متوفاة ووالد قبرصي، ولكنها تعيش في بريطانيا ولم ترى أهلها أبدًا..

تطلب منها المعلمة هي وطلاب الفصل بحثًا لمقابلة مع قريب لهم من كبار السن وسؤاله عن حياته في شبابه، وأعلمتهم أن مادة العام المقبل ستكون عن مشروع الهجرة و تغير الأجيال..

أنسنت الكاتبة شجرة التين، التي جلبها والد إدا معه من قبرص وسيقوم بدفنها شتاء رأفة بها وهو طقس يقام كثيرًا لشجر التين إلا أن شجرتنا تقول:

❞ حاولتُ أن أبتهجَ وأنظرَ إلى الجانب المشرق من الأمر، لكنَّني لم أفلح. كنتُ متوتِّرةً، متوجِّسة. فأنا لم أُدفَن من قبل.‏ ❝

❞ ما أحنَّ قلوبهم على نباتاتهم، لا سيَّما تلك التي أحضروها معهم من أوطانهم المفقودة! إنَّهم يعرفون في داخلهم أنَّ المرء إذا أنقذ شجرة تينٍ من عاصفةٍ، فإنَّه ينقذ ذاكرةَ شخصٍ ما.‏ ❝

هذه الشجرة التي تركت قبرص مثلهم سيكون لها صوت ومشاهد مع إدا..

درست الكاتبة علم النبات بصورة رائعة موسعة حتى تخرج لنا بهذا العمل الجميل وتتحدث على لسان شجرة تين..

كما أنسنت النحل والنمل وغيرهما..

أتقنت التحدث عن قبرص بكل مافيها من تاريخ موجع لبشر ممزقون بين التركية واليونانية لحروب وما غير ذلك حتى الحلوى مثل:

❞ أطباق الحلو الذي تتميَّز به تلك الحانة. أقصد التين المشويّ في الفرن بالعسل، مع آيس كريم اليانسون. ❝

نعود ل آدا التي كانت في طفولتها تزور المسجد كما تزور الكنيسة ولكنها توقفت عن هذا فيما بعد..

والدها أب يعشق النباتات وهو غير مهتم بسواها وهي تشتاق أمها:

❞ كانت أُمُّها تتفهَّم الأفكار الجامحة، الأفكار الشقيَّة، تتفهَّم ذلك ‏الجانب المظلم من القمر‏. قالت ذات مرَّةٍ شبه هازلة إنَّها كانت لفرط تمرُّدها لا تصلح أن تكون أُمًّا جيِّدة، ولفرطِ أمومتها لا تصلح أن تكون متمرِّدةً جيِّدة. ❝

ثم من آدا إلى شجرة التين المدفونة شتاء إلى والد آدا وخالتها مريم وسر بينهما عن الماضي ولكن والدها يعاملها كبريطانية بعيدًا عن الأسرار ولكن هل ستسكت عن إلقاء الأسئلة؟! وهل ستعرف هذه الأسرار؟!

يخبرنا الراوي حكاية والدي آدا جنبًا إلى جنب مع التينة ..إنها حكاية أناس وشجرة انتقلوا من جذورهم وعاشوا ليحكوا لنا ماضيهم وحاضرهم..

وها هي آدا تؤمن بالشجرة:

❞ ثم فكَّرتْ في شجرة التين المدفونة وحدها في الحديقة، يتدلَّى ما بقي من جذورها إلى جانبها. انزلقتْ عيناها إلى الامتداد الفارغ من وراء النافذة. في تلك اللحظة، اجتاحها شعورٌ غريبٌ بأنَّ الشجرة كانت مستيقظةً هي الأخرى، تستمعُ إلى كلِّ حركةٍ من حركاتها، وتنصت إلى كلِّ صوتٍ في البيت، تنتظرُ، مثلَها، دون أن تعرف ماذا تنتظر.‏ ❝

ويال مآسي التاريخ حينما نقرأ ما تقوله التينة:

❞ وإنْ ذهبتم إلى قبرص اليوم، يمكنكم أن تروا شواهد قبور الأرامل من اليونانيَّات والتركيَّات، وقد نُقش عليها رجاءٌ واحدٌ، وإنْ بأبجديَّةٍ مختلفة:‏

⁠‫‏إن وجدتم زوجي، فادفنوه إلى جواري.‏ ❝

أربع نقاط لابد من التحدث عنهم في العمل:

١-

استفاضت الكاتبة كثيرًا في الحديث عن النباتات والحشرات وكأنهم يعلمونا كل ما يخص النباتات والحشرات.. وتملي علينا كل ما تعلمته وقرأته الكاتبة حتى يخرج إلينا العمل..

وهذا يصيب القارىء بالملل..

٢-

جعلت الكاتبة اثنان من أبطال الرواية مثليين واستفاضت في الدفاع عنهما حتى أن بطلة الرواية أحبت أن يتم دفنهما سويًا، ولا أدري هل هذه موجة لتشجيع هذه الظاهرة في الأعمال الروائية؟

٣- بطل القصة مسيحي والبطلة مسلمة، وأيضًا أرى أن هذا الأمر أصبح يدس كثيرًا في الأعمال الحالية..

٤- ورغم هذا فقد أشارت الكاتبة لرفض المجتمع اليوناني لهذه الأمور سواء المثلية أو هذه الزيجات..

وللحق أيضًا لابد من ذكر أنها كانت محايدة في التحدث عن الجانبين التركي واليوناني في مطلق العمل ولم تنحاز لأيهما..

وفي النهاية أود أن أخص أبجد بأمر يتكرر في كل كتبها وهو وضع الهوامش جميعها في آخر الكتاب يجعلنا ننساها، إذ أن ما بين أيدينا ليس كتاب ورقي، بل رقمي ومن الصعب الذهاب إلى نهايته عند الوصول إلى كل هامش..

شكرًا أليف شافاق على هذا العمل..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق