أحبني لتعرف من أنا > مراجعات كتاب أحبني لتعرف من أنا > مراجعة Mohamed Osama

أحبني لتعرف من أنا - إيناس حليم, لبنى غانم
أبلغوني عند توفره

أحبني لتعرف من أنا

تأليف (تأليف) (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ريفيوهات

"أحبني لتعرف من أنا......بورتريه منطقي لأسباب ومسببات"

- في البداية لم يرق لي فكرة الكتابة الثنائية أو بالأصح الحديث عنها مجملا، فرغم أن الفكرة أو الإطار الذي يلزم الكاتبين واحدة، فلكل منهما بصمته المميزة "من هوية في أطروحات وأفكار أو أساليب" تجبر نفسها على الظهور، ولذا كنت في أول الأمر سأتحدث عن حكايات الكاتبة "إيناس حليم" التي في رأيي صنعت مع بعض حكايات "تحت السرير " التي قرأتها سابقا، صورة يستحق الوقوف عندها.

-لكن وبعد التمهل اكتشفت نجاح التجربة، لم؟ ببساطة "مثلما سمعت عن التجاوب في رواية رسائل محرمة للكاتبين الشابين محمد جمال وسما هاني" صنع كلا من الكاتبتين مزيجه الخاص وتركاه تحت عنوان محدد، فصنع صورة لواقعنا الغريب يبدأ من حب متمثل لاحتواء الحبيب لأخطاء حبيبه، وينتهي بكراهية متمثلة في مجذوب كاره دنياه، وفي الوسط الحلم معلق كالقمر يتمنى فيه الوحيدون وثبة نحوه فيرافقوه أينما حل

--ما في يد اليتيم...عجبة؟

-لا عجب أن مثل "الكعكة في يد اليتيم عجبة" هو لسان حال الشخصيات على طول القصص، فكلهم يشترك في أنهم يواجهون الواقع بمآسيه وحدهم، يواجهون صدماته ومضايقات الناس بلا أي رفيق أو مناصر لهم، من أحمد بطل قصة "لا تعرفه ولا يعرفها" أو الفتاة في قصة نصف وجه، أو الأم في قصة "حذاء وردي مقاسه زيرو"

- ولأن الحاجة أم الاختراع، يصنع كلا منهم شيئا أو يخترع لازمة لنفسه، ويضعها كدرع حول نفسه، لا لشيء إلا ليعطي نفسه أملا في العيش كالحذاء الوردي "أو الجنين" في قصة "حذاء وردي مقاسه زيرو"، ومن ناحية رجاء تبثه النفس لتعيش بصورة طبيعية كالتحدث بنصف وجه "علامة على التكبر غالبا" في قصة "نصف وجه"، إلى أن نصل لكونها نشوة مؤقتة يفرغ فيها مشاعره كالفتاة غازلة الكروشيه في قصة "لافندر" مع حلوياتها فتصنع غزلها، وأحمد في قصة "لا تعرفه ولا يعرفها" بلحنه الشجي، وفي كل هذا نرى صورة ثابتة على أعين الناس، وهي التعجب، والذي بدوره يجعلهم يتسائلون ويتقافزون من حيرة وإعجاب إلى استنكار وغضب، وحينما يعرف السبب كما في الفتاة الخرساء بقصة "غريقا ببراثن السحر" يبطل العجب، فلا يطيلون النظر

--وثبة إلى القمر.....بنظرة

- لو التقطنا من بورتريهات "تحت السرير" للكاتبة إيناس حليم شخصية العم حارس البنك في حكاية "سلم خشب" وسألناه عن أفعاله في الكشك الصغير "حتى تبوله على الناس" سيجيبنا ببساطة سعيا إلى البراح الذي يذكره بنفسه، وإن التقطنا شخصية صباح من حكاية "فرشة أم صباح " وسألناها عن معنى البراح ستجيبنا بنظرة حالمة عن أمنية بسيطة جدا "أن تلعب مثل باقي الأطفال".

-وإن قسنا ذلك في معظم القصص، نجده متشابها بها جدا، وبالأخص في قصة "سلم خشب"، فمثلما ينفذ الحارس من الضيق إلى البراح والوسع، تنجح بعضها -الغارق في المعاناة- في النفاذ والعيش بأحلامها بعيدا عن واقعها الضيق، نراها في مرح الفتاة القصيرة في قصة "وثبا نحو الأحلام" أو فكرة التسليم بالإشارات واتخاذ القمر رفيق درب في قصة "رفيقة القمر"، تصل لحالة عامة، يلجأ فيها للطبيعة الواسعة لتحرك فيه شعور ما "كشعور الفتاة في قصة نصف وجه " يعيدهم لأيام البراءة كقصة "لؤلؤة سوداء" وهنا تكون نجدته فينفصل فيها المرء من ضيق حياته ونفسه ويذوب ويتحرر مع حبيبه من ضيق دنياه وتلك واضحة في قصيدة "هامش حلم"، لكن وفق سياسة واقعنا "business is business " فلتلك الأحلام ثمن

-ثمن يتلخص فيما تمنته صباح في حكايتها -ليتحقق حلمها البسيط، الذي تقاسمها مع شخوص القصص، كالفتاة في نصف وجه والفتى المصاب بالمهق في قصة "أن تكون حرا" وحتى في شخصيات عذبها الهوى كما في قصص "دعني أحترمك أولا، الكشكول الأزرق، حبك وحده لا يكفيني"- وهو نظرة، ولكن ليست قصيرة عابرة أو سطحية تحقق تأثرا يزيد من آلامهم، بل نظرة تعبر نفوسهم، نرى منها أحلامهم وأمنياتهم، ودوافعهم فيها، تلك التي- كما قلنا- تذيب قيود الإنسان وتجعله خفيفا وادعا، يلامس فيها أحلامه حتى لو رافقت القمر، يداعب الحياة ويرى لوجوده معنى، ولكن لاعتبارات كثيرة ولأن واقعنا يهمه السرعة وحسب، فتبقى أمنية أن يطيل أحدهم النظر، معجزة ولكن أمثلة التحايل فيها عظيمة "كالصغيرة في قصة وثبا نحو الأحلام " ومحاولاتها للعثور على الوطن في تلك الغربة كقصة "على طرف المفرش" أكثر جمالا

-- لو عرفت من أنا...

- في تلك القصة، دعونا نسأل ما كان قصد نداء الفتاة هنا؟ والإجابة لو ركزنا في المجذوب كاره الدنيا "قصة نصف وجه"، ورأيناه نهاية مفهومة لبعض الشخصيات كبطلة قصة ورقة خريف، في شتاتها الدائم بين حبيبين الذي ضيع معرفتها بذاتها، رغم أن الفرق بسيط بينهما في أنها عرفت أنها تتداعى وتقترب من السقوط بينما المجذوب "كحال بطل قصة حبك وحده لا يكفيني " لم يفق إلا على لحظة السقوط.

-ولذلك لا ترى من قرار الفتاة الخرساء في قصة "غريقا ببراثن السحر" أو أمل سارة في قصة "لا تعرفه ولا يعرفها " أو حتى في الأمل البائس في قصة "أحبك حتى الموت" إلا نوعا من الذكاء، فهؤلاء في رأيي وجدوا من النهايات الوردية وإن كانت موجودة فهي خطرة، وقليل من يتحمل للوصول للنهاية أو يحافظ على أن تكون سعيدة كقصة "أكره نفسي التي تحبك" فيكتفون برؤية المجذوب الذي جرب فما أنصفته الدنيا من بعيد، أو حتى لا يروه فلا يهم طالما أن الحب ومشاعرهم أنار لهم الطريق لذاتهم في تلك الحياة، وتكون أيضا نجدة لحياتهم بتلك المشاعر، وسط أحلك الظروف، كالصغير لأمه في قصة "سقف منخفض" .

الخلاصة: حكايات جميلة، وظف فيها الثنائي الفكرة بشكل جيد متوازن مناسب للواقع الذي نعيشه

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق