"كيف للشأة أن تظن نفسها سبعاً ويُخيل لها أنها قادرة على الهرب من قدرها إذا تظاهرت بمقاومة جزارها؛ هيهات.. فمحاولاتها العبثية للنجاة لا تعكس شيئاً غير أنها لا تتقن سوى لعب دور الضحية بكل حكاية شعبية."
لدى الإنجليز تعبير مشهور عندما يُريد أن يُعبر عن شيئاً ما يُعجبه أو يُماثل أهواءه الشخصية فيقول أن شيئاً ما
Is my cup of tea
نظراً لأن الإنجليز يربطهم علاقة زواج كاثوليكي بالشاي، أما أنا سأقول أن هذه الرواية
Is my cup of coffee
لأني أفضل القهوة على الشاي، ولأنني لستُ إنجليزياً طبعاً.
احتوت رواية "صديقي السيكوباتي" على كل العناصر التي تجذبني في قراءة رواية، وعلى الأخص روايات التشويق والجريمة والإثارة، ولنضف إليهم شخصيات ذات طابع مجنون وسيكبة مُحببة ولكنهم في نفس الوقت ليسوا سيكوباتيين في المُطلق بلا سبب؛ على العكس كل الشخصيات لديها خلفية واضحة ومُفصلة تُبرر وتُحلل هذا الجنون المُطلق والتشوه للشخصيات، وذلك يجعلنا نُفكر كيف أن حدث بسيط في ماضيك وطفولتك يُمكنه أن يُحول حياتك إلى سيكبة مُستمرة، بالإضافة إلى الجرأة في إتخاذ قرارات مهمة على طول الأحداث، التشويق، والكثير من التشويق، الدماء الغزيرة، مشاهد قتل مختلفة ومجنونة تُثير إرتباك القارئ، وتلعب على أن يكون القارئ مجنوناً أيضاً، ليُعجب بكل هذا القتل.
وأن يكون كُل ذلك له هدف وفلسفة تُحاول الكاتبة إيصالها، وكانت موجودة بالفعل، العديد من الرمزيات والفلسفات حول الحياة، ليست بالعمق الكافي ولكنها مُناسبة تماماً لأحداث الرواية، أما أحداث الرواية فمن المُمكن أن يراها البعض غير منطقية، ولكنها مُمنطقة داخل النوع الأدبي للرواية، فهذه رواية خيالها في جنونها، وأنه بالتأكيد لن نجد كل هذا التجمع للقتلة في الحياة الواقعية، وليس بهذا الوضوح، فشخصيتا "سالم" و"هادي"، من النظرة الأولى لهم تعلم أنهم قتلة مُتسلسلين. ولكن القتلة في الحياة الواقعية يكونون حولنا ولا نُدركهم، وذلك ما يجعل الحياة الواقعية أكثر رُعباً وفتكاً.
في الختام؛
استمتعت بالرواية وأحداثها جداً، ذلك العالم المجنون الذي رسمته الكاتبة، بشخصياته وأحداثها، ونهاية مآسأوية دموية تليق بكل هذا العبث، والذي أتمنى أن يكون هذا العبث والجنون والقتل والدماء هي السمة الشخصية لكتابات "ميرنا المهدي" فذلك سيجعلني بكل تأكيد مُهتماً بما تكتبه.
هذه الرواية لا يُنصح بها للجميع بالطبع، فهي تحتوي على جرأة عالية والكثير من الدماء، والكثير من القتل والفتك.