ميلاد هادئ > مراجعات رواية ميلاد هادئ > مراجعة Mohamed Osama

ميلاد هادئ - مي حمزة
تحميل الكتاب

ميلاد هادئ

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ريفيوهات

"ميلاد هادئ......حجر الفيلسوف"

- تثمين الأشياء وتقدير قيمتها أمر معقد جدا، فهي تتوقف أمامنا على أساس فهم البشر، فنرى مثلا احتفاظ الناس بعباءة أو سجادة صلاة، لأنها من رائحة الحبايب "أو عرقه فيها"، فيرون فيها مشاعر حية تعيدهم لماضٍ قد انتهى، ومنهم من يتخذها كالمزادات مثلا مجرد سلعة تباع، أو مجرد "روبابيكيا" إما أن تتكسر وتعاد تدويرها أو تلقى ككراكيب في غرفة بعيدة بجانب أخواتها.

-لكن لو كانت بشرية خالصة، مالذي نفهمه من حكايات د.حامد محمد حامد عن القباب الأثرية أو المساجد المخفية في القاهرة والتي تنفتح قصتها أمامه فيسردها بسهولة؟ أو حديث أستاذ حسام علوان عن التقاطه لقطعة قيمة أو دشت "مجموعة ورق" من السوق قائلا "نادتني فأخذتها"؟!

--روح المستعمل

كما رأيت في قصتي "مج مبتور اليد وثرثرة" من مجموعة الموت يريد أن أقبل اعتذاره لنهلة كرم، في نقل البطولة للجماد وبث فيه مشاعر السعادة والحزن والانكسار والاشمئزاز في وضعه الثابت، رأيت تلك الفكرة في الرواية، ولكن المميز هنا أن الرواية تعمقت في التفاصيل، كأن المقصد هنا ليس أن نفهم بأن الجماد يشعر بوجودنا فقط أو يشعر عموما، بل أن نفهم الجماد نفسه كيف يأخذ منا ليحفظها بين مادته، فترى كيف يعرف أن لمسه فلان وفلان قبل ذلك، كأنه يحكي مثل "عم نقطة" ولكن حكي يصل للقلب، فنفهم ربما أنه يشتاق إلى حبيبه، يسعى بنا لفهم فلسفة وجوده مع تلك الحكايات فيزداد ترابطا مع الناس، فتتحول عندنا لمشاعر ملموسة فنجد حتى للمدن رائحة سواء تشرح أم تقبض

-ولذا فالناس ربما قد فهمت قديما، فصنعت أشياء تدوم أكثر، معدة لتشرب الحكايات وتلقف الأيدي، تستقبل وافدها الجديد بسير من قبله، وكذلك المباني التي تنطق كلما سرت فيها تفتح لك من أول فلسفتها لآخر طرق قبل مجيء الوافد، تتسع للكل "كما اتسع لأمل وشادي" وتشعر به كما ارتعد مهدي لأمل وتعاطف مع شيرين مثلما نسمع الآباء حينما يرون حذاء قديم صدفة "جزمة أصيلة عمرها ما كلفتني"

--لعبة الأقطاب وصاحب البركة

-تركز الرواية أيضا بوجود صراع دائم وإن كان مستترا أو محبوس داخل النفس، قطبان يتصارعان بلا غالب ولا مغلوب يتركان النفس مشتتة لا تعرف أن تهتدي "كتشتت بيكا بين الحب والهجران مع موسى، وماري بين الحزم واللين عند ناتالي، وعبد الحميد بين الأمل واليأس، حتى أم الخير وتأرجحها بين الرقة والقسوة ولو كان بسيطا".

-ستسألني ما المميز في هذا؟ المميز أنه في دوامه يجعل الحياة لها منطقية لكي تمر، ولكن لكي لا تصير دوامة مجنونة ولا يحدث انفجار، يأتي دور صاحب البركة، وهو ببساطة شخص هادئ يهدئ معه تصارع تلك الأقطاب ويساعدهم أيضا على الاستمرار ولكن بصورة أهدأ، فكريس العجوز قدر على تهدئة نتالي وماري أوقاتا عدة، وكريمة وسلوى فعلا نفس الشيء بالإضافة للمساعدة على تجاوز لحظات الانهيار وكي يكون الصراع هادئا منظما كدقات الساعة "تيك توك ...تيك توك"

--لا سيد ولا أعلى، لكنه يشفق "على خطى أم موسى"

-ولأن الروايا تطرقت لبوذا "حيث منشأ مهدي" سنذهب لفكرة "السيد الذي ينظر من أعلى مشفقا " في نفس المعتقد، الفرق أن لا سيادة ولا علو بل هو في نظرهم درجة ثانية أصلا، لكن الشيء الباقي هو عنصر الشفقة، بدرجة صادقة ترى فيها تدرج المشاعر "كما تدرجت الطبقات والمعتقدات" في الحكايات الثلاثة، يفهمنا من خلال السرد شعور فؤاد أم موسى "النبي الكريم" الفارغ، فتتعاطف مع ماري، وتفهم تخبط عبد الحميد، وتتفاعل مع عائلة شادي، المختصر وضعنا بشفقته معهم، فصل لنا شعور الخواء من الأول للآخر، دون أن يحيا لحظة سعيدة إلا قليلا، فترى الشعور يزداد صدقا بمرور القصص.

--ألد أصدقائي "المادة وأشباهها"

"وانت شاب بيموت الطفل، وانت شايب وعجوز بيموت الشاب كلنا متنا كذا مرة، وكل مرة بنبكي"

محمود عبد العزيز

-في مجمل القصص تتصارع المادة مع فكرة الروح أو الواقع والأحلام بإيقاع مختلف مضطرب، لكن أيهمه الغالب والمغلوب؟ لا أعتقد، هو يصنع شخوصا مختلفة أصلا، كيف؟ تراه واضحا في شخصية جوان، التي تصارع فيها نفس الفكرة بين نقيضين "الأمر الواقع كالمسيحية والهوية كالي.هودية " وفيه تنصهر وتتشكل فتتحول لشخصية أخرى أشد شرا، وكذا صاحبنا مهدي والبقية، يمر بهم الموت بصور مختلفة، يذيب فيهم تفاصيلا وتضيف الحياة أخرى نتيجة حدث أو صدمة كأنه فرن بسيط، فيصبحون بأشكال مختلفة عما كانوا عليه

- وفي شخصية أم الخير النزقة تراها ممثلة لمن لا يقدر الروح وأهميتها أمام المادة والمال، ولكنه يسهل على الآخرين في إضافة فلسفة جديدة للحياة وميلاد هادئ جديد كل مرة.

--ملاحظات

-أعجبتني فلسفة مهدي وكوكو عن الحب والونس، وطريقته التي تشبه النحلة ورحيق الأزهار، وكذلك سرد كوكو "الذي يذكرني بلميس في رواية جسم مثالي لرجل مهم "

-الحكاية الثانية جميلة جدا، بدفئها وبساطتها جعلت مشاعري تتحرك مع عبد الحميد وكريمة

-لاحظت بعض التتويه غير المتعمد في نظري "ناتالي صارت كاترين" أو عبد الحميد الذي دعي عبد الرحمن، لكن يسهل غض الطرف عنه

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق