جسم مثالي لرجل مهم > مراجعات رواية جسم مثالي لرجل مهم > مراجعة Aliaa Mohamed

جسم مثالي لرجل مهم - خالد البري
تحميل الكتاب

جسم مثالي لرجل مهم

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

نحن هنا أمام رواية تحمل من نار الشهوة ما يستعر بها "ربيع" منذ طفولته، التي تفتحت براعمها على "أم حسين"، الجارة التي أشعلت نار النشوة والشهوة واللهفة في جسد "ربيع" بعدما أتخذ من نافذته موطنًا للتلصص عليها.

وكما يُقال (معظم النار من مستصغر الشرر)، تحولت جذوة الشهوة داخل "ربيع" لتتحول إلى حريق كبير، حيث كانت مادة الإشعال الأساسية هنا كتاب غريب تركه والده قبل وفاته، حيث أقحم بداخله عضوًا لا يمت للبشر بصلة، عضوًا ينتمي إلى الآلهة، عضوًا من نار مستعرة، أشعلت جسد "ربيع" وألقته في أتون شهوة لا نهاية لها.

ثم جاءت "لميس" التي لم تكن على مستوى توقعات "ربيع" ولم تستحق الهبة الإلهية التي ينعم بها وفحولته الرجولية، لتأتي أمامه "سيرين الشام" الفتاة الغامضة التي تلصص عليها عبر شبكة الإنترنت ثم ألقت بها الصدفة أمامه ولكنها صدفة مبتورة لم تكن تحمل من الحظ السعيد أي قدر ولو بسيط.

ولأن "ربيع" كان مدركًا لقيمة ما أجادت عليه الآلهة وعنفوان عضوه السحري، اتحد مع "زيزي" رغم الفوارق بينهما، إلا أن جسدها شكّل مع هبته ثنائيًا فريدًا لا مثيل له، ولكن كما يُقال (الحلو لا يكتمل).

لتظهر من جديد "سيرين الشام" وتشعل في "ربيع" أفكارًا من نوع آخر، لا علاقة لها بـ"آلته السحرية" التي أصابها العطب بسبب جحوده ونكرانه لجميل الآلهة.

ليحين بعد ذلك مشهد النهاية، المواجهة الفانتازية الأسطورية، بين "ربيع" و"سحره"، السحر الذي سيطر على ذهنه وجسده وروحه على مدار سنوات طوال، وحوّل كل ما به إلى مجرد وعاء خادم للرغبة، عبد للشهوة، العضو يأمر فيُطاع، وإلا الغضب هو العقاب.

هنا وهنا فقط يكتشف "ربيع" الخديعة التي وقع بها، عندما تلصص على "عضوه" الذي لم يعد جزءًا منه، تلصص عليه وهو في حالة تيه، بعيدًا عن جسد صاحبه، كالطفل الذي تاه من أمه، كالشيطان الذي حاول إغواء بشريًا فنبذه الأخير، ليُلقى مذمومًا مدحورًا، خاسرًا في معركته، خارجًا منها لا ناقة له ولا جمل.

أقتبس هنا تحديدًا ما جاء على لسان "ربيع" في مشهد التلصص (أدركت أن الخُدْعة كانت بسيطة للغاية. ظننتُ أنني أتقوَّى به، بينما بي يتقوَّى. ظننتُه هديةً لإسعادي، بينما يستنزف حياتي ليبقى. ظننته سلاحي، بينما أنا ذخيرته).

الرواية بها من السحر ما يمس الجسد، يرجه من الرأس وحتى أخمص القدمين، تلقيك في دوامة ما بين الواقع والخيال، لتجد نفسك لا ترى الشعرة التي تفصل بين الحقيقة والمختلق.

الرواية تشعل في رأسك شهوة ولكنها ليست كالتي أصابت "ربيع"، هي شهوة من نوع آخر، يُصاب بها العقل، وحده دون غيره، شهوة أصلها الشك، تدفعك للتفكير، هل "ربيع" هو المختار من الآلهة بالفعل أم أن لوثة الجنس هي من أوهمته بذلك حتى استفاق في النهاية من غفوته التي طالت لسنوات امتصت طفولته وشبابه؟ لا أحد يعلم الحقيقة هنا، ربما السر لا يعرفه سوى العضو السحري.

أحببت الرواية وأحببت شخوصها وجنونها وجموحها، أحببت السرد الأدبي والتاريخي والفانتازي، أحببت اللغة، الفصحى منها والعامية، حيث التنقل الرشيق بينهم في مواضع دقيقة استحقت ذلك.

وفي النهاية أود تحذيرك أيها القارئ، ابتعد عن المنطق تمامًا وأنت تقرأ، وتذكر أن للجنون والعبث اليد العليا هنا.

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
1 تعليقات